السؤال :
هل يشترط لثياب المرأة في الشارع أن تكون سوداء اللون؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8018
 2017-05-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِنْ شُرُوطِ لِبَاسِ المَرْأَةِ في الشَّارِعِ أَنْ لَا يَكُونَ ضَيِّقَاً وَلَا شَفَّافَاً، وَأَنْ لَا يَكُونَ زِينَةً بِحَدِّ ذَاتِهِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾.

وَلَهَا أَنْ تَخْتَارَ مِنَ الأَلْوَانِ مَا تَشَاءُ غَيْرَ الذي يَخْتَصُّ بِهِ الرِّجَالُ، وَأَنْ لَا يَكُونَ مُسْتَدْعِيَاً لِأَنْظَارِ الرِّجَالِ.

وَيَجِبُ عَلَى المَرْأَةِ أَنْ تَبْتَعِدَ عَنِ الثِّيَابِ المُزَخْرَفَةِ وَالمَنْقُوشَةِ عِنْدَ خُرُوجِهَا إلى الشَّارِعِ، لِأَنَّهَا بِذَلِكَ تَجْلِبُ أَنْظَارَ الرِّجَالِ إِلَيْهَا، وَرُبَّمَا أَنْ تُغْرِيَهُمْ بِذَلِكَ، وَتَفْتَنِهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَقَدْ يُعَرِّضُهَا ذَلِكَ لِانْتِهَاكِ حُرْمَتِهَا.

وبناء على ذلك:

فَلُبْسُ السَّوَادِ لَيْسَ بِمُتَعَيِّنٍ، وَللمَرْأَةِ أَنْ تَلْبَسَ أَلْوَانَاً أُخْرَى مِمَّا يَخْتَصُّ بِالنِّسَاءِ، بِحَيْثُ لَا يَلْفِتُ النَّظَرَ، وَلَا يُثِيرُ الشَّهَوَاتِ، وَقَدِ اخْتَارَ أَكْثَرُ النِّسَاءِ لُبْسَ السَّوَادِ لَا لِكَوْنِهِ وَاجِبَاً، بَلْ لِكَوْنِهِ أَبْعَدَ عَنِ الزِّينَةِ، اعْتِمَادَاً عَلَى لِبَاسِ نِسَاءِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ، حَيْثُ كُنَّ يَلْبَسْنَ السَّوَادَ.

روى أبو داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾. خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الأَكْسِيَةِ. وَهَذَا يُوحِي بِأَنَّ ذَلِكَ اللِّبَاسَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ. هذا، والله تعالى أعلم.