السؤال :
ما صحة هذا الحديث: إِنِّي إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتَ، وَلَيْسَ لِبَرَكَتِي نِهَايَةٌ، وَإِذَا عُصِيْتُ غَضِبْتُ، وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ، وَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَبْلُغُ مِنِّي الْوَلَدَ السَّابِعَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8253
 2017-08-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَهَذَا اللَّفْظُ لَيْسَ حَدِيثَاً نَبَوِيَّاً، وَلَا قُدْسِيَّاً، بَلْ هُوَ مِنْ كَلَامِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، كَمَا جَاءَ في حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ: عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ فِي بَعْضِ مَا يَعْتِبُ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنِّي إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتَ، وَلَيْسَ لِبَرَكَتِي نِهَايَةٌ، وَإِذَا عُصِيْتُ غَضِبْتُ، وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ، وَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَبْلُغُ مِنِّي الْوَلَدَ السَّابِعَ.

وبناء على ذلك:

فَهَذَا لَيْسَ بِحَدِيثٍ شَرِيفٍ، وَلَا قُدْسِيٍّ، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ وَهْبٍ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَهُوَ مِنْ أَخبَارِ الإِسْرَائِيلِيَّاتِ، وفي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ».

وَلَكِنْ لَا يُشْتَرَطُ التَّصْدِيقُ، وفي ظَاهِرِ الحَدِيثِ أَنَّ الجُزْءَ الأَوَّلَ مِنْهُ لَا اعْتِرَاضَ عَلَيْهِ، لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الفَضْلِ.

وَأَمَّا الجُزْءُ الثَّانِي مِنَ الحَدِيثِ فَفِيهِ إِشْكَالٌ، لِأَنَّهُ يُعَارِضُ قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. هذا، والله تعالى أعلم.