طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾. وَمِنْ تَعْظِيمِ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِغْلَاقُهُ بَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنَ التِّلَاوَةِ، لِأَنَّ في ذَلِكَ تَعْظِيمٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَرْكُهُ مَفْتُوحَاً بَعْدَ القِرَاءَةِ قَدْ يُعَرِّضُهُ لِتَقْلِيبِ صَفَحَاتِهِ بِالهَوَاءِ، أَو لِعَبَثِ الأَطْفَالِ بِهِ، أَو لِحَطِّ الحَشَرَاتِ عَلَيْهِ، وَتَسَاقُطِ الغُبَارِ عَلَيْهِ.
وبناء على ذلك:
فَلَمْ يَرِدْ في السُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ بَقَاءِ القُرْآنِ مَفْتُوحَاً بَعْدَ التِّلَاوَةِ، وَلَا عَلَى وُجُوبِ إِغْلَاقِهِ بَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنَ التِّلَاوَةِ، لِأَنَّ القُرْآنَ الكَرِيمَ لَمْ يَكُنْ مَجْمُوعَاً بَيْنَ دَفَّتَيْنِ، وَلَكِنْ مِنْ بَابِ التَّعْظِيمِ وَالصَّوْنِ لِكِتَابِ اللهِ تعالى أَنْ يُغْلَقَ وَيُوضَعَ في مَكَانِهِ المُخَصَّصِ لَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |