طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنَاً﴾. يَعنِي مَنْ يَعْمَلْ حَسَنَةً، وَيَكْتَسِبْ طَاعَةً، وَخَاصَّةً حُبَّ آلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنَاً، يَعْنِي نُضَاعِفْ لَهُ الثَّوَابَ في الحَسَنَةِ.
لِأَنَّ صَدْرَ الآيَةِ يَقُولُ اللهُ تعالى فِيهَا: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنٍ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ قَرَابَتُكَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْنَا مَوَدَّتُهُمْ؟
قَالَ: «عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَابْنَاهُمَا».
وبناء على ذلك:
فَمَعْنَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً﴾. يَعْنِي: وَمَنْ يَكْتَسِبْ طَاعَةً، فَالاقْتِرَافُ هُوَ الاكْتِسَابُ، يُقَالُ: اقْتَرَفَ الذَّنْبَ أَيْ: اكْتَسَبَهُ، وَاقْتَرَفَ الحَسَنَةَ أَيْ: اكْتَسَبَهَا، وَاقْتَرَفَ المَالَ اقْتَنَاهُ، وَاقْتَرَفَ لِأَوْلَادِهِ اكْتَسَبَ لَهُمْ، وَلَكِنَّ اسْتِعْمَالَهَا في الـشَّرِّ أَشْهَرُ، فَاسْتِعْمَالُهَا في اقْتِرَافِ الحَسَنَةِ أَيْ: في اكْتِسَابِهَا فَصِيحٌ عَلَى الأَصْلِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |