طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالاسْتِبْرَاءُ مِنَ البَوْلِ مَطْلُوبٌ شَرْعَاً، لِأَنَّ عَامَّةَ عَذَابِ القَبْرِ مِنْهُ، روى الإمام البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَـمْشِي بِالنَّمِيمَةِ».
وفي رِوَايَةٍ للدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَنَزَّهُوا مِنَ البَوْلِ، فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ».
وَالاسْتِبْرَاءُ مِنَ البَوْلِ بِالنِّسْبَةِ للمَرْأَةِ مَطْلُوبٌ، فَقَدْ ذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ وَالحَنَابِلَةُ إلى أَنَّ المَرْأَةَ تَسْتَبْرِئُ بِعَصْرِ عَانَتِهَا.
وَأَمَّا عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ لَا اسْتِبْرَاءَ عَلَيْهَا، وَلَكِنْ إِذَا فَرَغَتْ مِنْ قضَاءِ حَاجَتِهَا تَنْتَظِرُ قَلِيلَاً ثُمَّ تَسْتَنْجِي.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالمَرْأَةُ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ لَا تَسْتَبْرِئُ بَلْ تَنْتَظِرُ قَلِيلَاً ثُمَّ تَسْتَنْجِي، وَأَمَّا عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ تَسْتَبْرِئُ بِعَصْرِ عَانَتِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |