طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أخي الكريم: الاحتفال بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم هو احتفال بالرحمة المهداة للبشرية، بل لكلِّ العوالم، ألم يقل مولانا جلَّ جلاله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}؟ [الأنبياء: 107]. ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا رحمة مهداة» رواه ابن أبي شيبة والحاكم؟
ألم يكرمنا ربنا عز وجل بقوله في حق حبيبنا صلى الله عليه وسلم: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}؟ [الأنفال: 33].
وبعد كُلِّ هذا يقول لنا مولانا جلَّت عظمته: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، فنحن نفرح بالرحمة العظمى المهداة لنا من الله تعالى. فهل الواحد منا كان ميلاده رحمة لا أقول للأمة، بل أقول لأبويه ولأهله؟
لا نقس أنفسنا يا أخي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه قد يكون الواحد منا لا قدر الله بلاء لوالديه وأهله. فلا أرى جواز الاحتفال بعيد مولد الإنسان لأنه قد يكون فيه تشبُّه بالنصارى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |