السؤال :
ما حكم رجل يمنع زوجته من الإنجاب بعد عامين من الزواج بعذر ضيق الحال؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 951
 2008-05-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فينبغي على الرجل أن يعلم بأن رزق الأبناء ليس على الآباء، إنما على الله عز وجل القائل: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود: 6]، والقائل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً} [الإسراء: 31].

فالامتناع عن الإنجاب خشية الرزق خلل في الإيمان، يجب على صاحبه أن يصحِّح اعتقاده، وأن يزيد في إيمانه من خلال تلاوة القرآن العظيم وكثرة ذكر الله تعالى، لأنه جاء في الحديث الشريف: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَةً مثل ذلك، ثم يَبعثُ الله مَلَكًا فيُؤمَر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقيٌّ أو سعيد، ثم يُنفَخ فيه الروح» رواه البخاري ومسلم. فالطفل وهو في بطن أمه كُتب رزقه وأجله، فمن أين يأتي الخوف من ضيق الرزق للمؤمن إلا من الشيطان؟ وصدق الله القائل: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، فهل رزق العبد بيد الشيطان؟ علينا أن نصدِّق الله تعالى فيما يقول: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات: 22 ـ 23].

وأما تنظيم الحمل فلا حرج فيه، ولكن بشرط أن يكون برضى الزوجين، وإلا فلا يجوز، وبشرط ألا يكون هناك ضرر على أحد الزوجين في تنظيم الحمل. هذا، والله تعالى أعلم.