السؤال :
ما معنى قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9635
 2019-05-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولَاً﴾. حَقَائِقُ يُؤَكِّدُهَا اللهُ تعالى.

الحَقِيقَةُ الأُولَى: أَنَّ الإِنْسَانَ إِنِ اهْتَدَى فَهِدَايَتُهُ عَائِدَةٌ بِالخَيْرِ عَلَيْهِ، وَإِنْ ضَلَّ فَضَلَالُهُ مَغَبَّتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ تعالى: ﴿مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾.

الحَقِيقَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَحَمَّلُ وِزْرَهُ فَقَطْ، وَلَا يَتَحَمَّلُ وِزْرَ غَيْرِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. إِلَّا إِذَا كَانَ  وِزْرُهُ فِي إِضْلَالِ غَيْرِهِ ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾. يَعْنِي وِزْرَ ضَلَالِهِمْ وَوِزْرَ إِضْلَالِهِمْ.

الحَقِيقَةُ الثَّالِثَةُ: أَنَّهُ لَا عَذَابَ إِلَّا بَعْدَ إِنْذَارٍ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولَاً﴾.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. أَيْ: لَا يَحْمِلُ إِنْسَانٌ وِزْرَ إِنْسَانٍ آخَرَ وَ﴿وَازِرَةٌ﴾ وَصْفٌ لِنَفْسٍ، أَيْ: لَا تَحْمِلُ نَفْسٌ وَازِرَةٌ إِثْمَ نَفْسٍ أُخْرَى، إِلَّا إِذَا كَانَ أَصْحَابُ النُّفُوسِ الوَازِرَةِ سَبَبَاً في إِيقَاعِ غَيْرِهِمْ في الوِزْرِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئَاً». هذا، والله تعالى أعلم.