السؤال :
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9785
 2019-06-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾. يَعْنِي أَنَّ الإِنْسَانَ شَهِيدٌ عَلَى نَفْسِهِ، عَالِمٌ بِمَا فَعَلَ، فَهُوَ حُجَّةٌ بَيِّنَةٌ عَلَى أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ، وَلَو اعْتَذَرَ وَأَنْكَرَ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبَاً﴾.

فَالعَبْدُ هُوَ أَدْرَى بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَدْرَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالعَبْدُ خَبِيرٌ بِنَفْسِهِ، وَاقِفٌ عَلَى حَقِيقَةِ أَفْعَالِهِ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْدَعَ نَفْسَهُ، وَلِذَلِكَ مَعَاذَيرُهُ لَا تَنْفَعُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ.

وَالتَّأْنِيثُ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾. إِمَّا أَنْ تَكُونَ الهَاءُ للمُبَالَغَةِ، كَقَوْلِنَا: للعَالِمِ عَلَّامَةٌ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ المَقْصُودُ بِالإِنْسَانِ هُوَ النَّفْسَ، فَتَكُونُ: بَلِ النَّفْسُ عَلَى نَفْسِهَا بَصِيرَةٌ. هذا، والله تعالى أعلم.