السؤال :
ما سبب زهد الناس في العلم في هذا الزمان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9704
 2019-05-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ وَرَدَ عَنْ سَيِّدِنَا عَلٍيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا زَهَّدَ النَّاسَ فِي طَلَبِ العِلْمِ مَا يَرَوْنَ مِنْ قِلَّةِ انْتِفَاعِ مَنْ عَلِمَ بِمَا عَلِمَ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَمِنْ جُمْلَةِ أَسْبَابِ زُهْدِ النَّاسِ في العِلْمِ عُلَمَاءُ السُّوءِ، الذينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِتَنَاقُضِ أَفْعَالِهِمْ مَعَ أَقْوَالِهِمْ، وَقَدْ حَذَّرَنَا اللهُ تعالى مِنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرَاً مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾. هُمْ يَتَظَاهَرُونَ بِالصَّلَاحِ، وَلَكِنَّ أَفْعَالَهُمْ مُنَاقِضَةٌ لِأَقْوَالِهِمْ.

وَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ زُهْدِ النَّاسِ في العِلْمِ. هذا، والله تعالى أعلم.