السؤال :
هَلْ صَحِيحٌ بِأَنَّ البَلَاءَ مُوَكَّلٌ ِبِالمَنْطِقِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9984
 2019-10-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في كَشْفِ الخَفَا: رَوَى الدَّيْلَمِيُّ عَن أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعَاً بِلَفْظِ: البَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ، مَا قَالَ عَبْدٌ لِشَيْءٍ: وَاللهِ لَا أَفْعَلُهُ؛ إِلَّا تَرَكَ الشَّيْطَانُ كُلَّ شَيْءٍ وَوَلِعَ بِهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ:

لَا تَنْطِقَنَّ بِمَا كَرِهْتَ فَرُبَّمَا   ***   عَبَثَ اللِّسَانُ بِحَادِثٍ فَيَكُونُ

وَقَالَ آخَرُ:

لَا تَمْزَحَنَّ بِمَا كَرِهْتَ فَرُبَّمَا   ***   ضَرَبَ المُزَاحُ عَلَيْكَ بِالتَّحْقِيقِ

وروى البيهقي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْبَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَجُمْلَةُ: البَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ، حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَفِيهِ تَحْرِيضٌ للإِنْسَانِ المُؤْمِنِ أَنْ لَا يَقُولَ إِلَّا خَيْرَاً، وَأَنْ يَحْفَظَ لِسَانَهُ لِأَنَّهُ قَدْ يُبْتَلَى بِمَا يَقُولُ؛ وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:

احْفَظْ لِسَانَكَ لَا تَقُلْ فَتُبْتَلَى   ***   إِنَّ البَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ

وَكَذَلِكَ فِيهِ تَحْرِيضٌ عَلَى حِفْظِ اللِّسَانِ مِنَ السُّخْرِيَةِ؛ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: لَو سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ لَخَشِيتُ أَنْ أُحَوَّلَ كَلْبَاً. هذا، والله تعالى أعلم.