383ـ خطبة الجمعة: أنت من أبغض الخلق إلى سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

 383ـ خطبة الجمعة: أنت من أبغض الخلق إلى سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عباد الله، هذهِ الأزمَةُ التي تَمُرُّ في هذا البَلَدِ ـ وإنِّي أرجُو اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُعَجِّلَ بالفَرَجِ ـ قد كَانَ من نَتائِجِها أنَّها فَرَّقَت بَينَ الأحِبَّةِ، فَرَّقَت بَينَ الأزواجِ، فَرَّقَت بَينَ الآباءِ والأبناءِ، وفَرَّقَت بَينَ الإخوَةِ والأخَواتِ، وفَرَّقَت بَينَ الأصحَابِ والخِلَّانِ.

كَانَ من نَتائِجِها أنَّها فَرَّقَت بَينَ الأُسرَةِ الوَاحِدَةِ، وشَتَّتَت شَملَها، الزَّوجُ في مَكانٍ، والزَّوجَةُ في مَكانٍ، والأبناءُ في مَكانٍ آخَرَ، ولا يَصِلُ هذا إلى هذا، ولا هذا إلى هذا.

يا عباد الله، إنَّ التَّفريقَ بَينَ الأحِبَّةِ كَانَ بِسَبَبِ زَيدٍ أو عَمروٍ، لذا رَأَيتُ من الوَاجِبِ عَلَيَّ شَرعاً أن أَتَوَجَّهَ إلى كُلِّ من كَانَ سَبَباً في خَفقَةِ قَلبٍ بِسَبَبِ التَّفريقِ بَينَ الأحِبَّةِ.

وإلى من كَانَ سَبَباً في دَمعَةِ عَينِ مُحِبٍّ على مَحبُوبِهِ.

وإلى من كَانَ سَبَباً في زَفرَةٍ خَرَجَت من قَلبٍ احتَرَقَ شَوقاً لِمَحبُوبِهِ.

أَتَوَجَّهُ إلى كُلِّ من كَانَ سَبَباً في ذلكَ بِنَصِيحَةٍ وذِكرَى لَعَلَّها أن تَنفَعَهُ.

أَتَوَجَّهُ إلى كُلِّ من وَقَعَ في عِرضِ رَجُلٍ، ورُبَّما أن يَكونَ من أهلِ الجَنَّةِ، ومِمَّن سَبَقَت لَهُ من الله الحُسنَى.

 أَتَوَجَّهُ إلى كُلِّ من كَانَ هَمُّهُ تَتَبُّعَ العَوراتِ والعَثَراتِ، حتَّى فَرَّقَ بَينَ الأحِبَّةِ.

أَتَوَجَّهُ إلى كُلِّ من كَانَ هَمُّهُ تَلَمُّسَ الزَّلَّاتِ والهَفَواتِ، حتَّى فَرَّقَ بَينَ الأحِبَّةِ.

أَتَوَجَّهُ إلى كُلِّ من كَانَ يَصطَادُ في المَاءِ العَكِرِ، لِيُفَرَّقَ بَينَ الأحِبَّةِ، ولِيُيَتِّمَ الأطفالَ، ولِيُرَمِّلَ النِّساءَ.

أَتَوَجَّهُ إلى كُلِّ من كَانَ هَمُّهُ عَرَضاً من أعراضِ الدُّنيا ولو كَانَ على حِسابِ التَّفرِيقِ بَينَ الأحِبَّةِ، ولو كَانَ على حِسابِ سَفْكِ الدِّماءِ البَرِيئَةِ، ولو كَانَ على حِسابِ تَروِيعِ الآمِنينَ، أَتَوَجَّهُ إلى المُفَرِّقينَ بَينَ الأحِبَّةِ مُذَكِّراً:

أولاً: لا تَنسَ يَومَ القِصاصِ:

يا عباد الله، لِيَسمَعِ المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ حَدِيثَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في القِصَاصِ، لَعَلَّهُ أن يَكونَ رَادِعاً لَهُ.

جاءَ في مُسنَدِ الإمامِ أحمد عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُما يَقُولُ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَرَيْتُ بَعِيراً، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي، فَسِرْتُ إِلَيْهِ شَهْراً حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الشَّامَ.

فَإِذَا عَبْدُ الله بْنُ أُنَيْسٍ، فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لَهُ: جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ.

فَقَالَ: ابْنُ عَبْدِ الله؟

قُلْتُ: نَعَمْ.

فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ، فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْتُهُ.

فَقُلْتُ: حَدِيثاً بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاصِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ.

قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ أَوْ قَالَ الْعِبَادُ ـ عُرَاةً غُرْلاً بُهْماً».

قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْماً؟

قَالَ: «لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةُ».

قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ، وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلاً بُهْماً؟

قَالَ: «بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ».

يا أيُّها المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ، هَيِّئِ الجَوَابَ لله تعالى، عِندَما يَسأَلُكَ: لماذا كُنتَ سَبَباً في التَّفرِيقِ بَينَ الأحِبَّةِ؟

لماذا كُنتَ سَبَباً في لَطمَةِ أو جَلْدِ عَبدٍ؟

لماذا كُنتَ سَبَباً في إزهاقِ الأرواحِ؟

يا أيُّها المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ، لقد فَرَّقتَ بَينَهُم بِسَبَبِ حَسَدٍ قَاطِعٍ، ولا يَدخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ».

لقد فَرَّقتَ بَينَهُم بِسَبَبِ سُوءِ ظَنٍّ مِنكَ، والظَّنُّ أكذَبُ الحَدِيثِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ».

لقد فَرَّقتَ بَينَهُم عِندَما امتَطَيتَ كَلِمَةَ زَعَموا، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه أبو داود عَنْ أَبِي قِلَابَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا».

يا أيُّها المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ بِسَبَبِ حِقْدٍ دَفينٍ، وحَسَدٍ قَاطِعٍ، لا تَغتَرَّ بِصَلاتِكَ وصِيَامِكَ وطَاعَتِكَ، فَيَومُ القِصَاصِ يَنتَظِرُكَ، فإنْ كَانَت عِندَكَ حَسَناتٌ أُخِذَت مِنكَ، وإلا تَحَمَّلتَ خَطَايا من فَرَّقتَ بَينَهُم، وحَمَلتَ وِزراً إلى وِزرِكَ، وخَطايا إلى خَطَاياكَ، ورَبُّنا عزَّ وجلَّ يَقولُ: ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً﴾.

ثانياً: أنتَ من شِرارِ النَّاسِ:

يا عباد الله، لِيَسمَعِ المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ، المُتَرَبِّصُ بالمُؤمنِينَ، الوَاثِبُ على الأعراضِ، الذي كَانَ سَبَباً في الحَيلولَةِ بَينَ الوَالِدِ وَوَلَدِهِ، وبَينَ الأخِ وأَخِيهِ، وبَينَ الزَّوجِ وَزَوجَتِهِ، لِيَسمَعْ حَدِيثَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «خِيَارُ عِبَادِ الله الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ، وَشِرَارُ عِبَادِ الله الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ». الْعَنَتَ: العَيبَ.

يا أيُّها المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ، أنتَ من شِرارِ عِبادِ الله بِشَهَادَةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ثالثاً: أنتَ من أبغَضِ الخَلْقِ إلى سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

يا عباد الله، لِيَسمَعِ المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ حَدِيثَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى الطَّبَرَانِيُّ في المُعجَمِ الكَبِيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقاً، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ».

يا أيُّها المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ، أنتَ من أبغَضِ الخَلْقِ إلى سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِشَهَادَةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

سِهامُ المَظلُومِينَ تَتَقَاذَفُهُم:

يا عباد الله، أقولُ للمُفَرِّقِينَ بَينَ الأحِبَّةِ: يا من حَرَقتُم قُلوبَ الآباءِ والأُمَّهاتِ والأبناءِ والزَّوجاتِ، يا من كُنتُم سَبَباً في خَفَقانِ قُلوبِ هؤلاءِ، يا من كُنتُم سَبَباً في دُموعِ الآباءِ والأُمَّهاتِ والأبناءِ والزَّوجاتِ، يا من كُنتُم سَبَباً في زَفَرَاتٍ خَرَجَت من قُلوبٍ احتَرَقَت لِفِراقِ الأحِبَّةِ، تُوبوا إلى الله عزَّ وجلَّ قَبلَ أن تَموتوا، وإلا فإنَّ سِهامَ المَظلُومِينَ سَتَتَقَاذَفُكُم من كُلِّ جَانِبٍ، ولا بُدَّ أن تُصِيبَ مِنكُم مَقتلاً.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يا عباد الله، ما أعظَمَ الفَرقَ بَينَ من نَامَ وأعيُنُ النَّاسِ سَاهِرَةٌ تَدعُو لَهُ، وبَينَ من نَامَ وأعيُنُ النَّاسِ سَاهِرَةٌ تَدعُو عَلَيهِ.

يا عباد الله، لِيَسألْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفسَهُ: من أيِّ الفَرِيقَينِ أنا؟

وماذا يَتَوَقَّعُ المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ؟ هل هوَ مِمَّن يَدعُوا النَّاسُ لَهُ أم عَلَيهِ؟

يا أيُّها المُفَرِّقُ بَينَ الأحِبَّةِ، وإن لم يَعرِفْكَ من فَرَّقتَ بَينَهُم، فأنتَ مَعروفٌ عِندَ الله عزَّ وجلَّ، وكُن على يَقِينٍ من قَولِ الله تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء﴾.

أسألُ اللهَ تعالى أن يَجعَلَنا سَبَباً لِجَمْعِ الأحِبَّةِ، ولِجَمْعِ الأُمَّةِ على الكِتابِ والسُّنَّةِ، وأن لا يَجعَلَنا سَبَباً للتَّفرِيقِ بَينَ الأحِبَّةِ، ولا سَبَباً لِنُفُورِ النَّاسِ من دِينِهِم، وأسألُ اللهَ تعالى أن يَجعَلَنا سَبَباً لِحَقْنِ الدِّماءِ، لا سَبَباً لِسَفْكِ الدِّماءِ. آمين.

أقُولُ هَذا القَولَ، وأستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 24/رجب/1435هـ، الموافق: 23/أيار/ 2014م