139ـ مع الحبيب المصطفى: «هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ»

 

 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

139ـ «هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ»

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: رَبُّنا عزَّ وجلَّ الرَّحمنُ الذي خَلَقَ الإنسانَ، الذي عَلَّمَهُ البَيانَ، خَلَقَ لَهُ لِسَاناً يُعَبِّرُ بِهِ عمَّا يُريدُ، ويُظهِرُ ما في فُؤَادِهِ، ورَبُّنا عزَّ وجلَّ يُذَكِّرُ العَبدَ بهذهِ النِّعمَةِ فَيَقولُ: ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْن * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْن﴾؟

ثمَّ يُبَيِّنُ لَهُ تَبَارَكَ وتعالى بأنَّ أقوالَهُ مَحصِيَّةٌ عَلَيهِ، فَيَقولُ تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيد * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد﴾.

ومن هذا المُنطَلَقِ يَجِبُ على العَبدِ أن يَشكُرَ اللهَ تعالى على هذهِ النِّعمَةِ، ومن شُكْرِها أن يَصُونَها عمَّا حَرَّمَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ، من سُخرِيَةٍ واستِهزاءٍ ونَمِيمَةٍ واستِطَالَةٍ في أعراضِ النَّاسِ.

ومن أخطَرِ آفاتِ اللِّسانِ الغِيبَةُ والنَّمِيمَةُ، اللتَّانِ تُفسِدَانِ القُلوبَ، وتُغضِبانِ رَبَّنا عزَّ وجلَّ عَلَّامَ الغُيُوبِ، وتَجلُبانِ للأُسرَةِ والمُجتَمَعِ العَدَاوَاتِ والبَغضَاءَ والإِحَنَ، وتُورِثَانِ النِّزَاعَ والفِتَنَ.

وجَعَلَ رَبُّنا عزَّ وجلَّ من عَلاماتِ الإيمانِ كَفَّ اللِّسانِ عن كُلِّ قَولٍ لا خَيرَ فِيهِ، فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ. وقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

النَّمَّامونَ أعداءُ البَشَرِ:

أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ النَّمَّامينَ أعداءُ البَشَرِ، لأنَّهُم ما عَرَفُوا مَحَبَّةَ الآخَرينَ، بل عَشِقُوا الفُرقَةَ بَينَ الأَحِبَّةِ والخِلَّانِ، فلا يَدَعُونَ سَبيلاً للإفسَادِ إلا سَلَكُوهُ، ولا بَاباً من أبوابِ الشَّرِّ إلا دَخَلُوهُ، هؤلاءِ لا يَرقُبُونَ في المُؤمِنينَ إلَّاً ولا ذِمَّةً.

قُلُوبُهُم أقسَى من الحَجَرِ، لا يُبَالُونَ في التَّفرِيقِ بَينَ الأَحِبَّةِ، بَينَ الآباءِ والأبناءِ، بَينَ الإخوَةِ والأَخَواتِ، ولو أدَّى هذا التَّفرِيقُ إلى الفَتْكِ في أجسَادِ المُتَحَابِّينَ، لا يُبَالُونَ بالأَحِبَّةِ إذا فَرَّقُوا بَينَهُم، حتَّى ولو ابيَضَّت أعيُنُهُم من الحُزنِ، وصَارَ حَالُهُم كَحَالِ سَيِّدِنا يَعقُوبَ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيم﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: قولوا لمن فَرَّقَ بَينَ الأَحِبَّةِ، وخاصَّةً في هذهِ الأزمَةِ، قولوا لمن فَكَّكَ أَوَاصِرَ الأُسَرِ، وأشعَلَ نَارَ الفِتَنِ، قولوا لمن حَرَمَ الوَالِدَ من وَلَدِهِ، والوَلَدَ من وَالِدِهِ، قولوا لمن حَالَ بَينَ الإخوَةِ والأَخَواتِ وفَرَّقَ بَينَهُم، قولوا لمن يَخُوضُ في أعراضِ النَّاسِ، ويَتَصَيَّدُ في المَاءِ العَكِرِ لِيُفَرِّقَ بَينَ الأَحِبَّةِ بأقوالٍ وأفعالٍ، قولوا لمن جَعَلَ البُرَآءَ لُقمَةً سَائِغَةً في أفوَاهِ آكِلي لُحُومِ البَشَرِ:

اِتَّقوا اللهَ تعالى في خَلْقِهِ، اِتَّقوا اللهَ تعالى في الآباءِ والأُمَّهاتِ والأبناءِ والإخوَةِ والأَخَواتِ، دَعُوا تَتَبُّعَ العَثَراتِ والهَفَواتِ، تُوبوا إلى الله عزَّ وجلَّ قَبلَ أن يَنَالَكُم عَذَابٌ ألِيمٌ لا مَرَدَّ لَهُ من العَزِيزِ الجَبَّارِ.

هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ:

أيُّها الإخوة الكرام: ونَحنُ ما زِلنا نَعِيشُ في ظِلالِ ذِكرَى إسرَاءِ ومِعرَاجِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيثُ هذهِ الذِّكرَى تَجعَلُ السَّكِينَةَ في قُلُوبِ عِبَادِ الله المَظلُومِينَ المَقهُورِينَ، حَيثُ تَجعَلُ السَّكِينَةَ والطُّمَأنِينَةَ في قُلُوبِ عِبَادِ الله المَظلُومِينَ المَقهُورِينَ، حَيثُ تَجعَلُ السَّكِينَةَ والطُّمَأنِينَةَ في القُلُوبِ الحَزِينَةِ المَهمُومَةِ المَكلُومَةِ بِسَبَبِ النَّمَّامِينَ أعدَاءِ الإنسانِيَّةِ، وذلكَ من خِلالِ ما شَاهَدَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيلَةَ الإسرَاءِ والمِعرَاجِ في حَقِّ هؤلاءِ المُجرمِينَ أعدَاءِ المَحَبَّةِ والرَّحمَةِ.

روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ؛ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟

قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ».

«مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً»:

أيُّها الإخوة الكرام: لِيَسمَعْ هؤلاءِ الذينَ يَقَعُونَ في أعراضِ النَّاسِ لِيَنَالُوا بذلكَ شَيئاً من حُطَامِ الدُّنيا حَدِيثَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسِيَ ثَوْباً بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ فَإِنَّ اللهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ فَإِنَّ اللهَ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه أبو داود عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

«مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ بِالْغَيْبِ»:

أيُّها الإخوة الكرام: كونوا على نَقِيضِ هذهِ الشَّرِيحَةِ من المُجتمَعِ، كونوا مُدَافِعِينَ مُنَافِحِينَ عن البُرَآءِ، كونوا في نُصرَتِهِم، لأنَّ هذا من حَقِّ المُسلِمِ على أخِيهِ، فمن ذَبَّ عن أخِيهِ فإنَّ لَهُ في ذلكَ أجراً عَظِيماً، وفي خِذلانِهِ إثماً مُبيناً.

روى أبو دواد عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اله وَأَبي طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِن امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِن امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ».

وروى الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَانَ حَقَّاً عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وفي رِوايَةٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللهُ عنها، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ كَانَ حَقَّاً عَلَى الله أَنْ يُعْتِقَهُ مِن النَّارِ».

وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ بِالْغَيْبِ نَصَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ».

بِئسَ الزَّادُ لِيَومِ المَعَادِ:

أيُّها الإخوة الكرام: بِئسَ الزَّادُ لِيَومِ المَعَادِ العُدوانُ بَينَ العِبَادِ، قال تعالى: ﴿وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً﴾.

فمن شَاءَ أن يَتَزَوَّدَ بهذا الزَّادِ لِيَومِ المَعَادِ فَلْيَفْعَلْ، وكم هوَ الفَارِقُ كَبِيرٌ بَينَ قُلُوبٍ مُلِئَت بالإيمانِ ومَحَبَّةِ المُؤمِنينَ، وبَينَ قُلُوبٍ مُلِئَت بالشَّحنَاءِ والبَغضَاءِ وسُوءِ الظَّنِّ؟ وكم هوَ الفَارِقُ كَبِيرٌ بَينَ من شَغَلَ لِسَانَهُ بِذِكْرِ الله تعالى وتِلاوَةِ القُرآنِ، والتَّسبِيحِ والتَّحمِيدِ والتَّهلِيلِ، والنُّصحِ والإرشَادِ، والإصلاحِ بَينَ النَّاسِ، وبَينَ من شَغَلَ لِسَانَهُ بالغِيبَةِ والنَّمِيمَةِ، والوَقِيعَةِ في أعراضِ النَّاسِ، وشَهَادَةِ الزُّورِ، والأَيْمَانِ الكَاذِبَةِ لِيُفَرِّقَ بَينَ الأَحِبَّةِ؟

أيُّها الإخوة الكرام: كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا أدرَى بِنَفسِهِ من غَيرِهِ، ورَبُّنا عزَّ وجلَّ أعلَمُ بنا من أنفُسِنا، لقد أصبَحنا في زَمَنٍ وخَاصَّةً في زَمَنِ هذهِ الفِتنَةِ، ما عَرَفَ فيها النَّاسُ الشَّفَقَةَ والرَّحمَةَ على خَلْقِ الله تعالى إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: أعظَمُ نِعمَةٍ أسبَغَها اللهُ تعالى عَلَينا بَعدَ نِعمَةِ الإيمانِ هيَ نِعمَةُ اللِّسانِ، فَقَدِّروا هذهِ النِّعمَةَ، واجعَلُوها سَبَباً للقُربِ من سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولا تَجعَلُوها سَبَباً للبُعدِ عَنهُ، روى الطَّبَرَانِيُّ في المُعجَمِ الكَبِيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقاً، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافاً، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ ـ أي: العَيبَ ـ».

لا تَجعَلُوها سَبَباً للإفسَادِ بَينَ المُسلِمينَ، روى أبو داود عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّكَ إِن اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ، أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ».

ولا تَجعَلُوها سَبَباً لِحَبْسِكُم على جِسْرِ جَهَنَّمَ، روى الإمام أحمد عن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَمَى مُؤْمِناً مِنْ مُنَافِقٍ يَعِيبُهُ بَعَثَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكاً يَحْمِي لَحْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ بَغَى مُؤْمِناً بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ حَبَسَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ».

اللَّهُمَّ وَفِّقنا لما يُرضِيكَ عَنَّا. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 30/رجب/1435هـ، الموافق: 29/أيار/ 2014م