7ـ دروس رمضانية 1435هـ: (أيها الشاب)

 

 7ـ دروس رمضانية 1435هـ: (أيها الشاب)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: كُلُّ لَحظَةٍ من عُمُرِ الإنسَانِ غَالِيَةٌ ونَفِيسَةٌ لا تُعَوَّضُ ولا تَرجِعُ، وحَيَاةُ الإنسَانِ هيَ عُمُرُهُ الذي يَقضِيهِ في هذهِ الحَيَاةِ الفَانِيَةِ حَيثُ يَمُرُّ فِيها بِمَرَاحِلَ مُختَلِفَةٍ.

ومَرَاحِلُ عُمُرِ الإنسَانِ خَمسَةٌ، أَوَّلُها الصِّبَا، وهيَ من الوِلادَةِ إلى البُلُوغِ.

وثَانِيهَا الشَّبَابُ، وهيَ من البُلُوغِ إلى الأربَعِينَ.

وثَالِثُهَا الكُهُولَةُ، وهيَ من الأربَعِينَ إلى الخَمسِينَ.

ورَابِعُهَا الشَّيخُوخَةُ، وهيَ من الخَمسِينَ إلى السَّبعِينَ.

وخَامِسُهَا الهَرَمُ، وهيَ من السَّبعِينَ إلى آخِرِ العُمُرِ.

أَيُّهَا الشَّابُّ:

أَيُّهَا الشَّابُّ، لقد أبصَرَتْ عَينَاكَ الرَّجُلَ الكَبِيرَ الذي احدَودَبَ ظَهْرُهُ، وصَارَتِ العَصَا رِجلاً ثَالِثةً لَهُ، وتَرَكَتِ السِّنُونُ آثَارَهَا على وَجْهِهِ.

تَسَاءَلَ أَيُّهَا الشَّابُّ: هل وُلِدَ هذا الرَّجُلُ هكذا؟

أمَا كَانَ في يَومٍ من الأيَّامِ يَمتَلِئُ قُوَّةً ونَشَاطاً؟

أَيُّهَا الشَّابُّ، سَأَصِيرُ وسَتَصِيرُ مِثلَهُ إذا لم تَخطَفْنا يَدُ المَنِيَّةِ، فإذا خَطَفَتْنا يَدُ المَنِيَّةِ ونَحنُ على المَعصِيَةِ فهذهِ أعظَمُ المَصَائِبِ.

أَيُّهَا الشَّابُّ، نَضَارَتُكَ سَتَزُولُ، وحَيَوَيِّتُكَ سَتَخبُو، وقُوَّتُكَ سَتَضعُفُ، فأنتَ الآنَ قَوِيٌّ في شَبَابِكَ، ولكن رُبَّما نَسِيتَ ضَعفَكَ الأَوَّلَ، وتَتَنَاسَى ضَعفَكَ الثَّانِي، ورُبَّما نَسِيتَ قَولَ اللهِ تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾.

أَيُّهَا الشَّابُّ، لا شَكَّ أَنَّكَ سَمِعتَ حَدِيثَ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ـ وفي رِوَايَةِ ابنِ مسعُودٍ: وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ـ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

أَيُّهَا الشَّابُّ، سَوفَ تُسأَلُ من قِبَلِ العَلِيمِ الخَبِيرِ القَائِلِ: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ﴾.

سَوفَ تُسأَلُ: هل قَضَيتَ شَبَابَكَ في خَيرٍ وعَمَلٍ صَالِحٍ، أم في سَفَهٍ وبَاطِلٍ ولَغوٍ وانحِرَافٍ؟

أَيُّهَا الشَّابُّ، هل أنتَ سَابِعُ سَبعَةٍ في يَومٍ تَدنُو فِيهِ الشَّمسُ من الرُّؤُوسِ، ويَخُوضُ النَّاسُ في عَرَقِهِم، فَتَكُونُ في ظِلِّ عَرشِ الرَّحمنِ؟ أينَ مَوقِعُكَ في أرضِ المَحشَرِ؟

أَيُّهَا الشَّابُّ، الإفلاسُ الحَقِيقِيُّ هو خُسرَانُ الإنسَانِ نَفسَهُ يَومَ القِيَامَةِ، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾. وقال تعالى: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

حَدِّدْ هُوِيَّتَكَ أَيُّهَا الشَّابُّ:

أَيُّهَا الشَّابُّ، حَدِّدْ هُوِيَّتَكَ، واسمَعْ قَولَ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاؤُوا فَلَا تَظْلِمُوا» رواه الترمذي عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

أَيُّهَا الشَّابُّ، خُذْ من نَفسِكَ وأنتَ في سِنِّ الشَّبَابِ، لأنَّ العَمَلَ في الشَّبَابِ، واحذَرِ الذينَ يُفسِدُونَ في الأرضِ ولا يُصلِحُونَ، فإنَّ هؤلاءِ يَجُرُّونَكَ إلى الأخلاقِ السَّيِّئَةِ، والنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» رواه الحاكم والإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ. ويَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ، شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ».

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟

قَالَ: «فَمَنْ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

كُنْ صَاحِبَ هِمَّةٍ:

أَيُّهَا الشَّابُّ، كُنْ صَاحِبَ هِمَّةٍ عَالِيَةٍ، واغتَنِمْ فُرصَةَ الشَّبَابِ قَبلَ أن يَأتِيَكَ الضَّعفُ، أو تَخطَفَكَ المَنِيَّةُ، وهذا ما أرَادَهُ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لأُمَّتِهِ، روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ آمَنَ باللهِ وَبِرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا».

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟

قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ».

يُذكَرُ أنَّ أبا مُوسَى الأشعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَبلَ مَوتِهِ اجتَهَدَ اجتِهَاداً شَدِيداً، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمْسَكْتَ وَرَفَقْتَ بِنَفْسِكَ بَعْضَ الرِّفْقِ.

قَالَ: إِنَّ الْخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ فَقَارَبَتْ رَأْسَ مَجْرَاهَا أَخْرَجَتْ جَمِيعَ مَا عِنْدَهَا، وَالَّذِي بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَقُلُّ مِنْ ذَلِكَ.

قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ. رواه البيهقي.

وهذا سَيِّدُنا ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، إذا فَاتَتْهُ صَلاةُ الجَمَاعَةِ، صَامَ يَوماً، وأحيَا لَيلَةً، وأعتَقَ رَقَبَةً.

أعلَمُ النَّاسِ بِكِتَابِ اللهِ:

أيُّها الإخوة الكرام: اُنظُرُوا فِيمَن استَغَلَّ شَبَابَهُ كَيفَ أينَعَت ثِمَارُهُ، هذا سَيِّدُنا عَبدُ اللهِ بنُ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، الذي شَهِدَ فِيهِ سَيِّدُنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كما روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضَّاً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ».

يَقُولُ عن نَفسِهِ رَضِيَ اللهُ عنهُ: واللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ.

وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ.

وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللهِ تُبَلِّغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ. رواه الشيخان.

أَفِيكُم عَبدُ اللهِ بنُ مَسعُودٍ؟

أيُّها الإخوة الكرام: لِنَنظُرْ إلى سَيِّدِنا عَبدِ اللهِ بنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، ثمَّ لِنَنظُرْ إلى أنفُسِنا، لِنَرَى كَم هوَ الفَارِقُ بَينَنا؟

هذا سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ لَقِيَ رَكبَاً في سَفَرٍ فِيهِمُ ابنُ مَسعُودٍ، أَمَرَ رَجُلاً يُنَادِيهِم: من أَينَ القَومُ؟

قالوا: أَقبَلنا من الفَجِّ العَمِيقِ نُرِيدُ البَيتَ العَتِيقَ.

فَقَالَ عُمَرُ: إنَّ فِيهِم لَعَالِماً، وَأَمَرَ رَجُلاً أن يُنَادِيَهُم: أَيُّ القُرآنِ أَعظَمُ؟

فَأَجَابَهُ عَبدُ اللهِ: ﴿اللهُ لا إلهَ إلا هوَ الحَيُّ القَيُّومُ﴾.

قَالَ: نَادِهِم أيُّ القُرآنِ أَحكَمُ؟

فَقَالَ ابنُ مَسعُودٍ: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾؟

قَالَ: نَادِهِم أَيُّ القُرآنِ أَجمَعُ؟

فَقَالَ: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ﴾.

فَقَالَ: نَادِهِم أَيُّ القُرآنِ أَحزَنُ؟

فقال: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ﴾.

فَقَالَ: نَادِهِم أَيُّ القُرآنِ أَرجَى؟

فَقَالَ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

فَقَالَ: أَفِيكُمُ ابنُ مَسعُودٍ؟

قَالُوا: نَعَم. أَخرَجَهُ عَبدُ الرَّزَّاقِ في تَفسِيرِهِ بِنَحوِهِ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الشَّابُّ، اِغتَنِمْ فُرصَةَ الشَّبَابِ، واحفَظْ حَدِيثَ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اِغتَنِم خَمساً قَبلَ خَمسٍ: شَبَابَكَ قَبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قَبلَ سَقَمِكَ، وغِنَاءَكَ قَبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قَبلَ شُغلِكَ، وحَيَاتَكَ قَبلَ مَوتِكَ» رواه الحاكم عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

اللَّهُمَّ وَفِّقنا لما تُحِبُّهُ وتَرضَاهُ. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

السبت: 7/ رمضان/1435هـ، الموافق:5/تموز / 2014م