9ـ دروس رمضانية 1435هـ: (هل تدخل الجنة بمالك؟)

 

 9ـ دروس رمضانية 1435هـ: (هل تدخل الجنة بمالك؟)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدىً وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾. ومن هذهِ النِّعَمِ نِعمَةُ المَالِ، ومِمَّا لا شَكَّ فِيهِ بأنَّ نِعمَةَ المَالِ ابتِلاءٌ وامتِحَانٌ من اللهِ تعالى لِعِبَادِهِ، سَيُحَاسَبُونَ على تَصَرُّفِهِمِ فِيهِ، فمن آتَاهُ اللهُ المَالَ فقد حَمَلَ مَسؤُولِيَّةً كَبِيرَةً عَظِيمَةً قَلَّ من يَنجُو مِنها، وصَدَقَ اللهُ القَائِلُ عن سَيِّدِنَا سُلَيمَانَ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾.

فَنِعمَةُ المَالِ مَسؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ يَومَ القِيَامَةِ، والسَّعِيدُ من اغتَنَمَ نِعمَةَ المَالِ فِيما يُرضِي رَبَّنَا عزَّ وجلَّ، والشَّقِيُّ من اغتَنَمَ نِعمَةَ المَالِ فِيما يُسخِطُ رَبَّنَا عزَّ وجلَّ.

روى الشيخان عَنْ أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ ـ أصحَابُ الغِنَى ـ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ».

وروى الإمام مسلم عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الْأَغْنِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْجَنَّةِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً».

لا تَجعَلْ نِعمَةَ المَالِ حِجَاباً بَينَكَ وبَينَ اللهِ تعالى:

أيُّها الإخوة الكرام: نَقُولُ: المَالُ نِعمَةٌ، ولكن يَجِبُ على العَبدِ أن يَتَسَاءَلَ: من هوَ مَصدَرُ النِّعمَةِ؟ ومن عَرَفَ مَصدَرَ النِّعمَةِ فلا يَلِيقُ بِهِ أن يَجعَلَ نِعمَةَ المَالِ حِجَاباً بَينَهُ وبَينَ المُنعِمِ، وهوَ اللهُ تعالى، لأنَّهُ من جَعَلَهَا حِجَاباً بَينَهُ وبَينَ اللهِ تعالى عَرَّضَهَا للتَّغيِيرِ والتَّبدِيلِ والتَّحوِيلِ، قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾.

اِغتَنِمْ نِعمَةَ المَالِ في شَهرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ:

أيُّها الإخوة الكرام: شَهرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ مَوسِمٌ عَظِيمٌ يَتَنَافَسُ فِيهِ المُتَنَافِسُونَ، ومن جُملَةِ التَّنَافُسِ في شَهرِ رَمَضَانَ، كَثرَةُ الصَّدَقَاتِ بَعدَ إخرَاجِ الزَّكَاةِ، ومُوَاساةُ الفُقَرَاءِ وأصحَابِ الحَاجَةِ، فالزَّكَاةُ والصَّدَقَاتُ سَبَبٌ لِحِفظِ المَالِ وتَنمِيَتِهِ، روى الطَّبَرَانِيُّ في الأوسَطِ عن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَلِفَ مَالٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ إلا بِحَبْسِ الزَّكَاةِ».

وطَبعاً هذا بِشَكلٍ عَامٍّ، وقد يُؤَدِّي الإنسَانُ زَكَاةَ مَالِهِ، ولكن قد يَبتَلِيهِ بِنَقصٍ من الأموَالِ لِيُكرِمَهُ بِنَيْلِ أجْرِ الصَّادِقِينَ ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

لا تُؤَخِّرُوا دَفْعَ الزَّكَاةِ، بل تَعَجَّلُوا في إخرَاجِهَا إذا وَجَبَتْ، فقد روى البيهقي والبزار عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ». لماذا تَجعَلُ حَقَّ الفُقَرَاءِ في مَالِكَ ولا تُوصِلُهُ إلَيهِم؟

هل تَدخُلُ الجَنَّةَ بِمَالِكَ؟

أيُّها الإخوة الكرام: نِعمَةُ المَالِ إمَّا أن تَكُونَ سَبَباً لِدُخُولِ العَبدِ الجَنَّةَ، وإمَّا أن تَكُونَ سَبَباً لِدُخُولِهِ النَّارَ والعِياذُ باللهِ تعالى.

أَيُّهَا الغَنِيُّ، يا صَاحِبَ نِعمَةِ المَالِ، هل تَدخُلُ الجَنَّةَ بِمَالِكَ؟

سَلَفُنَا الصَّالِحُ رَضِيَ اللهُ عنهُم دَخَلُوا الجَنَّةَ بِفَضْلِ اللهِ تعالى بِسَبَبِ نِعمَةِ المَالِ، من جُملَتِهِم سَيِّدُنَا عُثمانُ بنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

في زَمَنِ خِلافَةِ الفَارُوقِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ مُجدِبَةٌ أهلَكَتِ الزَّرعَ والضَّرعَ، حَتَّى دُعِيَ عَامُهَا لِشِدَّةِ قَحْطِهِ بِعَامِ الرَّمَادَةِ.

ثُمَّ إنَّ الكَربَ مَا فَتِئَ يَشتَدُّ عَلَى النَّاسِ حَتَّى بَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ، فَأَقبَلُوا ذَاتَ صَبَاحٍ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ وقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ، إنَّ السَّمَاءَ لَم تُمطِرْ، وَإنَّ الأَرضَ لَم تُنبِتْ، وَقَد أَشفَى النَّاسُ عَلَى الهَلَاكِ، فَمَا نَصنَعُ؟!

فَنَظَرَ إِليهِم سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ بِوَجْهٍ عَصَرَهُ الهَمُّ عَصْرَاً وَقَالَ: اصبِرُوا واحتَسِبُوا، فَإنِّي أَرجُو ألَّا تُمسُوا حَتَّى يُفَرِّجَ اللهُ عَنكُم.

فَلَمَّا كَانَ آخِرَ النَّهَارِ؛ وَرَدَتِ الأَخبَارُ بِأَنَّ عِيراً لِعُثمَانَ بنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ جَاءَتْ مِنَ الشَّامِ، وَأَنَّهَا سَتَصِلُ المَدِينَةَ عِندَ الصَّبَاحِ.

فَمَا أَن قُضِيَتْ صَلَاةُ الفَجرِ حَتَّى هَبَّ النَّاسُ يَستَقبِلُونَ العِيْرَ جَمَاعَةً إِثرَ جَمَاعَةٍ، وَانطَلَقَ التُّجَّارُ يَتَلَقَّونَهَا؛ فَإذَا هِيَ أَلفُ بَعِيرٍ قَد وَسَقَتْ ـ حَمَلتْ ـ بُرَّاً ـ قَمحَاً ـ وَزَيتَاً وَزَبِيبَاً.

أَنَاخَتِ العِيْرُ بِبَابِ عُثمَانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، وَطَفِقَ الغِلْمَانُ يُنزِلُونَ عَنهَا أَحمَالَهَا، فَدَخَلَ التُّجَّارُ عَلَى عُثمَانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ وَقَالُوا: بِعنَا مَا وَصَلَ إِليكِ يَا أَبَا عَمْرو.

فَقَالَ: حُبَّاً وَكَرَامَةً، وَلَكِن كَم تُرْبِحُونَنِي عَلَى شِرَائِي؟

فَقَالُوا: نُعطِيكَ بِالدِّرهَمِ دِرهَمَينِ.

فَقَالَ: أُعطِيتُ أَكثَرَ مِن هَذَا، فَزَادُوا لَهُ.

فَقَالَ: أُعطِيتُ أَكثَرَ مِمَّا زِدتُمُوهُ، فَزَادُوا لَهُ.

فَقَالَ: أُعطِيتُ أَكثَرَ مِن هَذَا.

فَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرُو، لَيسَ فِي المَدِينَةِ تُجَّارٌ غَيرُنَا، وَمَا سَبَقَنَا إِلَيكَ أَحَدٌ، فَمَن الذِي أَعطَاكَ أَكثَرَ مِمَّا أَعطَيناكَ؟

فَقَالَ: إنَّ اللهَ أَعطَانِي بِكُلِّ دِرهَمٍ عَشَرَةً، فَهَل عِندَكُم زِيَادَةٌ؟

قَالُوا: لَا يَا أَبَا عَمْرو.

فَقَالَ: إنِّي أُشْهِدُ اللهَ تَعَالَى أَنِّي جَعَلْتُ مَا حَمَلَتْ هَذِهِ العِيرُ صَدَقَةً عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، لَا أبتَغِي مِن أَحَدٍ دِرهَمَاً وَلَا دِينَاراً، وَإِنَّمَا أبتَغِي ثَوَابَ اللهِ وَرِضَاهُ.

دَخَلَ النَّارَ بِمَالِهِ:

أيُّها الإخوة الكرام: رَبُّنَا عزَّ وجلَّ ما أسبَغَ على عَبدِهِ النِّعَمَ إلا لِيَزِيدَهُ من فَضْلِهِ مِنها يَومَ القِيَامَةِ إذا شَكَرَ، أمَّا إذا كَفَرَ بِنِعمَةِ اللهِ ثمَّ كَفَرَ بالمُنعِمِ فقد خَسِرَ الدُّنيا والآخِرَةَ، سَيِّدُنَا عُثمانُ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنعَمَ اللهُ تعالى عَلَيهِ بِنِعمَةِ المَالِ فَشَكَرَ، فَدَخَلَ الجَنَّةَ، وقَارُونُ أنعَمَ اللهُ تعالى عَلَيهِ بِنِعمَةِ المَالِ فَكَفَرَ، فَدَخَلَ النَّارَ والعِياذُ باللهِ تعالى.

قال تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ﴾. آتَاهُ اللهُ تعالى المَالَ، ولكنَّهُ طَغَى ونَسِيَ المُنعِمَ فَنَسَبَ المَالَ لِذَاتِهِ وجُهدِهِ فقالَ: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾. واستَكَبَرَ ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾. مُستَكبِرَاً مُستَعلِيَاً، ورَبُّنَا يُمهِلُ ولا يُهمِلُ، وإذا أَخَذَ أخَذَ أخْذَ عَزِيزٍ مُقتَدِرٍ، قال تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: اِستَغِلُّوا نِعمَةَ المَالِ بالتَّقَرُّبِ إلى اللهِ تعالى، وأقرِضُوا اللهَ قَرضَاً حَسَنَاً، فإنَّ اللهَ تعالى يُرَبِّي لأَحَدِكُم صَدَقَتَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ.

روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، فَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِها كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ». الفَلُوُّ: هوَ الـمُهْرُ، لِأَنَّهُ يَعْظُمُ، وَضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ لِأَنَّهُ يَزِيد زِيَادَةً بَيِّنَةً.

أيُّها الإخوة الكرام: اِجعَلُوا المَالَ سَبَباً لِدُخُولِكُمُ الجَنَّةَ، وذلكَ من خِلالِ إعَانَةِ الفُقَرَاءِ والمُعدَمِينَ، وَزَوِّجُوا من لا زَوجَ لَهُ، وأسكِنُوا من لا مَسكَنَ لَهُ، وأطعِمُوا من لا طَعَامَ لَهُ، وأجْرُكُم على اللهِ تعالى.

واحذَرُوا أن تَندَرِجُوا تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾.

اللَّهُمَّ أخرِجْ من قُلُوبِنَا حُبَّ الدُّنيا. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 9/ رمضان/1435هـ، الموافق: 7/تموز / 2014م