116ـ مع الحبيب المصطفى: «فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَوْ كُنْتُ أَنَا الْمَيِّتَ»

 

 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

116ـ  «فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَوْ كُنْتُ أَنَا الْمَيِّتَ»

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ استِحضارَ المَوتِ وما بَعدَهُ يُزَهِّدُ في الدُّنيا، ويَحُضُّ على العَمَلِ الصَّالِحِ والتَّوبَةِ النَّصوحِ الخَالِصَةِ من جَميعِ الذُّنوبِ، ويُخَلِّصُ العَبدَ من المَظَالِمِ، ويَدفَعُ العَبدَ لإعطاءِ كُلِّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ.

من تَذَكَّرَ أنَّ المَوتَ مَصيرُهُ، وأنَّ القَبْرَ مَقَرُّهُ، وأنَّهُ إلى الجَنَّةِ أو إلى النَّارِ مَورِدُهُ، كانَ بإذنِ الله تعالى مُؤمِناً حَقَّاً.

ومن عَرَفَ أنَّ عُمُرَهُ قَصيرٌ ومَحدودٌ في الدُّنيا، ولا يَدري متى يَنتَهي أجَلُهُ اشتَغَلَ بِطَاعَةِ الله عزَّ وجلَّ، ورَحِمَ اللهُ ابنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما القائِلَ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِر الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِر الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. رواه الإمام البخاري.

وروى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ».

فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَوْ كُنْتُ أَنَا الْمَيِّتَ:

أيُّها الإخوة الكرام: المَوتُ آتٍ لا مَحالَةَ، والقَبْرُ يَنتَظِرُ الجَميعَ، ومن حَقِّ المُؤمِنِ على أخيهِ أن يُصَلِّيَ عَلَيهِ بَعدَ مَوتِهِ، والسَّعيدُ من أكرَمَهُ اللهُ تعالى بِحُسْنِ الخَاتِمَةِ، وصَلَّى عَلَيهِ خِيارُ النَّاسِ.

روى الإمام مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِن الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ».

قَالَ عَوْفٌ: فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَوْ كُنْتُ أَنَا الْمَيِّتَ لِدُعَاءِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لذَلِكَ الْمَيِّتِ.

«أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي»:

أيُّها الإخوة الكرام: الصَّلاةُ على مَوتَى المُسلِمينَ من أفضَلِ الطَّاعاتِ، وأعظَمِ القُرُباتِ، وقد رَتَّبَ اللهُ تعالى عَلَيها الجَزاءَ العَظيمَ، وذلكَ من خِلالِ قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ» رواه الإمام مسلم عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

ولقد كانَ من حِرصِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على الصَّلاةِ على المَيْتِ ما رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ ـ أَوْ شَابَّاً ـ فَفَقَدَهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْهَا ـ أَوْ عَنْهُ ـ.

فَقَالُوا: مَاتَ.

قَالَ: «أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟».

قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا ـ أَوْ أَمْرَهُ ـ

فَقَالَ: «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ».

فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ».

وفي رِوايَةِ البَيهَقِيِّ عن ابنِ بُرَيدَةَ عن أبيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَرَّ على قَبْرٍ جَديدٍ حَديثَ عَهْدٍ بِدَفْنٍ، ومَعَهُ أبو بَكرٍ فقال: «قَبْرُ من هذا؟».

فقالَ أبو بَكرٍ: يا رَسولَ الله، هذهِ أُمُّ محجن، كانَت مُوَلَّعَةً بِلَقْطِ القَذِيِّ من المسجِدِ.

فقال: «أَفَلَا آذَنْتُمُونِي؟».

فقالوا: كُنتَ نَائِما فَكَرِهنا أن نُهيجَكَ.

قال: «فَلَا تَفعَلوا، فإنَّ صَلاتي على مَوتَاكُم نُورٌ لَهُم في قُبورِهِم».

قال: فَصَفَّ أصحَابَهُ فَصَلَّى عَلَيهَا.

التَّرغيبُ في كَثرَةِ المُصَلِّينَ:

أيُّها الإخوة الكرام: من رَحمَةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالأُمَّةِ، وخاصَّةً بالعَبدِ إذا ماتَ، أنَّهُ رَغَّبَ الأُمَّةَ بَكَثْرَةِ المُصَلِّينَ على الجَنَازَةِ رَحمَةً بالمَيْتِ.

روى الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِائَةً فَيَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ».

وروى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ أَوْ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، اُنْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِن النَّاسِ.

قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَد اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ.

فَقَالَ: تَقُولُ: هُمْ أَرْبَعُونَ؟

قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لَا يُشْرِكُونَ بالله شَيْئاً إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ».

وروى أبو داود عَنْ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ صُفُوفٍ مِن الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَوْجَبَ».

قَالَ: فَكَانَ مَالِكٌ إِذَا اسْتَقَلَّ أَهْلَ الْجَنَازَةِ جَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ صُفُوفٍ لِلْحَدِيثِ.

فالصَّلاةُ على المَيْتِ هيَ شَفَاعَةٌ لهُ من إخوانِهِ، ولذلكَ يَجِبُ الإخلاصُ في الدُّعاءِ لهُ، روى أبو داود وابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ».

كَيفِيَّةُ الصَّلاةِ على المَيْتِ:

أيُّها الإخوة الكرام: عِندَ الصَّلاةِ على المَيْتِ يَقِفُ الإمامُ بِحِذاءِ صَدْرِ المَيْتِ ذَكَراً كانَ أم أُنثى، ثمَّ يُكَبِّرُ هوَ والمُقتَدونَ التَّكبيرَةَ الأُولَى، ويَقرَؤونَ دُعاءَ الثَّناءِ وسُورَةَ الفَاتِحَةِ بِقَصْدِ الثَّناءِ، وهذا ما نَصَّ عَلَيهِ الحَنَفِيَّةُ.

ويُكَبِّرُ ويُكَبِّرونَ التَّكبيرَةَ الثَّانِيَةَ، ويَقرؤونَ الصَّلَواتِ الإبراهِيمِيَّةَ.

ويُكَبِّرُ ويُكَبِّرونَ التَّكبيرَةَ الثَّالِثَةَ، ويَدعونَ اللهَ عزَّ وجلَّ للمَيْتِ، ولا يتَعَيَّنُ للدُّعاءِ شَيءٌ سِوى كَونِهِ بأُمورِ الآخِرَةِ، ولكن إن دَعا بالمَأثورِ فهوَ أحسَنُ وأرجى للقَبولِ.

فمن المَأثورِ ما رواه الإمام مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِن الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ».

وما رواه ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ».

وإذا كانَ المَيْتُ صَغيراً، يَدعو بِقَولِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً وَسَلَفاً وَأَجْراً، واجعَلْهُ لنا ذُخراً، اللَّهُمَّ اجعَلْهُ لنا شَافِعاً ومُشَفَّعاً.

ولقد جَمَعَ الإمامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى من مَجموعِ الأحاديثِ الدُّعاءَ التَّالي: اللَّهُمَّ هذا عَبدُكَ وابنُ عَبدَيكَ، خَرَجَ من رُوحِ الدُّنيا وسَعَتِها، ومَحبوبُهُ وأَحِبَّاؤُهُ فيها، إلى ظُلمَةِ القَبْرِ وما هوَ لاقِيهِ، كانَ يَشهَدُ أن لا إله إلا أنتَ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ ورَسولُكَ وأنتَ أعلَمُ به، اللَّهُمَّ إنَّهُ نَزَلَ بك وأنتَ خَيرُ مَنزولٍ به، وأصبَحَ فَقيراً إلى رَحمَتِكَ وأنتَ غَنِيٌّ عن عَذابِهِ، وقد جِئناكَ رَاغِبينَ إلَيكَ شُفَعاءَ لَهُ، اللَّهُمَّ إن كانَ مُحسِناً فَزِدْ في إِحسانِهِ، وإن كانَ مُسيئاً فَتَجَاوَزْ عنهُ، ولَقِّهِ بِرَحمَتِكَ رِضاكَ وَقِهِ فِتنَةَ القَبْرِ وعَذَابَهُ، وافسَحْ لهُ في قَبْرِهِ، وجَافِ الأرضَ عن جَنبَيهِ، ولَقِّهِ بِرَحمَتِكَ الأمنَ من عَذَابِكَ حتَّى تَبعثَهُ آمناً إلى جَنَّتِكَ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.

ويُكَبِّرُ ويُكَبِّرونَ التَّكبيرَةَ الرَّابِعَةَ، ويَقولونَ: اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تَفتِنَّا بَعْدَهُ، واغفِرْ لنا ولهُ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: المَوتُ حَقيقَةٌ قَاسِيَةٌ رَهيبَةٌ تُواجِهُ كُلَّ حَيٍّ، لا يَستَطيعُ أحَدٌ رَدَّها، تُواجِهُ الجَميعَ صِغاراً وكِباراً، أغنِياءَ وفُقَراءَ، أبراراً وفُجَّاراً، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾.

المَوتُ يَعُمُّ الجَميعَ، والمَصيرُ مُختَلِفٌ، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير.

أسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخِتامِ، والفَوزَ بالجَنَّةِ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 5/جمادى الأولى/1435هـ، الموافق: 6/آذار/ 2014م