375ـ خطبة الجمعة: لقد أتيت بأكبر الكبائر

 

 375ـ خطبة الجمعة: لقد أتيت بأكبر الكبائر

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عباد الله، في وَسَطِ هذهِ الأزمَةِ التي أقَضَّت مَضَاجِعَ الجَميعِ، وأدمَعَتِ العُيونَ، وأبكَتِ القُلوبَ، في وَسَطِ هذهِ الأزمَةِ التي كانَ من الوَاجِبِ عَلَينا فيها أن نَستَيقِظَ من غَفلَتِنا، ونَرجِعَ إلى رُشدِنا، وتَجعَلَنا من المُتَمَاسِكينَ كالجَسَدِ الوَاحِدِ، وخاصَّةً على مُستَوَى الأُسرَةِ والبَيتِ الوَاحِدِ، ولكن وبِكُلِّ أسَفٍ أصبَحنا نَسمَعُ في وَسَطِ هذهِ الأزمَةِ شَكَاوى مُقلِقَةً، وأخبارَ مُزعِجَةً تَتَفَطَّرُ لها القُلوبُ، وتَدمَعُ لها العُيونُ، وهيَ نَذيرُ شُؤمٍ، تَتَعَلَّقُ بأعظَمِ الحُقوقِ بَعدَ حَقِّ الله عزَّ وجلَّ، إنَّها أخبارُ عُقوقُ الوَالِدَينِ.

يا عباد الله، والله إنَّهُ لمن العَجيبِ أن تَرى الأبناءَ الذينَ يَرَونَ آباءَهُم وأُمَّهاتِهِم في وَسَطِ هذهِ الأزمَةِ يَبكونَ، وهُم في حَالَةِ خَوفٍ وقَلَقٍ عَلَيهِم، يَقَعونَ في العُقوقِ والعِصيانِ، وبِكُلِّ أسَفٍ هذهِ الظَّاهِرَةُ ظَاهِرَةُ العُقوقِ تَنتَشِرُ وتَتَوَسَّعُ بَينَ الأبناءِ.

يا عباد الله، ظَاهِرَةُ العُقوقِ وهِجرانِ الآباءِ والأُمَّهاتِ لِأَتفَهِ الأسبابِ صَارَت ظَاهِرَةً في المُجتَمَعِ، بل ظَهَرَت ظَاهِرَةُ سُوءُ الأدَبِ مَعَ الآباءِ والأُمَّهاتِ في الأقوالِ والأفعالِ، حتَّى وَصَلَت إلى الجُرأَةِ على ضَرْبِ الوَالِدَينِ، واتِّهامِهِم بالخَرَفِ، وقِلَّةِ العَقلِ، وعَدَمِ مَعرِفَتِهِم بِمَصلَحَةِ الأبناءِ.

يا عباد الله، إذا كُنَّا نَعتَبُ على من أساءَ إلى الوَطَنِ في هذهِ الأزمَةِ، ونَقولُ لهُ: أينَ وَفاؤُكَ لِبَلَدِكَ الذي عِشتَ وتَرَعرَعتَ فيهِ؟ فَعَتَبُنا على الأبناءِ من بابِ أَولَى وأَولَى.

يا أيُّها العَاقُّ لن تَرَى خَيراً:

يا عباد الله، قولوا لهذهِ الشَّريحَةِ من المُجتَمَعِ، قولوا لِكُلِّ فَردٍ عاقٍّ في هذا المُجتَمَعِ، قولوا لمن أنكَرَ المَعروفَ والإحسانَ والجَميلَ، قولوا للذينَ زادوا آباءَهُم وأُمَّهاتِهِم هَمَّاً: يا أيُّها العَاقُّ، لن تَرَى خَيراً.

قولوا لمن أدمَعَ أعيُنَ الآباءِ والأُمَّهاتِ من أجلِ خِطبَةِ فتاةٍ: لن تَرَى خَيراً.

قولوا لمن أدمَعَت أعيُنَ الآباءِ والأُمَّهاتِ من أجلِ شَابٍّ يُريدُ زَواجَها: لن تَرَيْ خَيراً.

يا عباد الله، وإنَّهُ لمن العَجيبِ أن يُوافِقَ وَلِيُّ فَتاةٍ على زَواجِ ابنَتِهِ من شَابٍّ عاقٍّ لِوَالِدَيهِ، من شَابٍّ أنكَرَ الجَميلَ والمَعروفَ والإحسانَ من وَالِدَيهِ، هل تَتَوَقَّعُ يا وَلِيَّ الفتاةِ من هذا الشَّابِّ الجَميلَ والمَعروفَ والإحسانَ لابنَتِكَ؟

وكذلكَ من العَجيبِ أن يُوافِقَ الشَّابُّ على زَواجِهِ من فَتاةٍ أنكَرَتِ الجَميلَ والمَعروفَ والإحسانَ من وَالِدَيها، هل تَتَوَقَّعُ يا أيُّها الشَّابُّ أنَّ هذهِ الفَتاةِ سَتَحفَظُ لَكَ جَميلاً ومَعروفاً وإحساناً في المُستَقبَلِ؟

اِسمَعْ أيُّها العَاقُّ:

يا عباد الله، قولوا للعَاقِّ لِوَالِدَيهِ: اِسمَعْ يا أيُّها العَاقُّ إلى كَلامِ سَيِّدِ البَشَرِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي ﴿مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى﴾.

أولاً: لقد أتَيتَ بأكبَرِ الكَبائِرِ:

يا عباد الله، قولوا للعَاقِّ لِوَالِدَيهِ: والله لقد أتَيتَ بأكبَرِ الكَبائِرِ، بِشَهادَةِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، روى الشيخان عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ـ ثَلَاثاً ـ الْإِشْرَاكُ بالله، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ ـ أَوْ قَوْلُ الزُّورِ ـ».

وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.

يا أيُّها العَاقُّ، لقد ذَكَرَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ العُقوقَ بَعدَ الشِّركِ بالله تعالى، لأنَّ اللهَ تعالى قَرَنَ الإحسانَ إلى الوَالِدَينِ بَعدَ عِبَادَتِهِ، فقال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾.

ثانياً: لقد حُرِمتَ من رَحمَةِ الله تعالى:

يا عباد الله، قولوا للعَاقِّ لِوَالِدَيهِ: عُقُوُقُكَ سَوفَ يُوصِلُكَ إلى نَتِيجَةٍ وَخِيمَةٍ، سَوفَ تُحرَمُ من نَظَرِ الله تعالى إلَيكَ، وسَوفَ تُطرَدُ من رَحمَةِ الله عزَّ وجلَّ التي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ إن بَقِيتَ مُصِرَّاً على العُقوقِ.

روى الإمام أحمد عن عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ، وَالدَّيُّوثُ؛ وَثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ الْخَمْرَ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى».

يا عباد الله، قولوا للعَاقِّ لِوَالِدَيهِ من أجلِ مَخطوبَةٍ، من أجلِ صَديقٍ، من اجلِ هاتِفٍ نَقَّالٍ، من أجلِ شَهوَةٍ من شَهَواتِ الدُّنيا: سَوفَ تُطرَدُ من رَحمَةِ الله تعالى بِسَبَبِ عُقُوقِكَ، وبِسَبَبِ نَزْعِ الرَّحمَةِ من قَلبِكَ نَحوَ وَالِدَيكَ.

يا أيُّها العَاقُّ، رَاجِعِ الحِساباتِ فيما بَينَكَ وبَنَ نَفسِكَ،وفَكِّرْ في كَلامِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وإلا فَرَاجِعْ حِسَاباتِكَ في إيمانِكَ بِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ثالثاً: لن يَنفَعَكَ مَعَ العُقوقِ عَمَلٌ:

يا عباد الله، قولوا لمن أدمَعَ أعيُنَ الآباءِ والأُمَّهاتِ بِسَبَبِ العُقوقِ: اِعمَلْ ما شِئتَ من الطَّاعاتِ، دُمْ على صَلاتِكَ وصِيَامِكَ وزَكاتِكَ وحَجِّكَ وعُمرَتِكَ، وتِلاوَتِكَ للقُرآنِ العَظيمِ وكَثرَةِ صَلاتِكَ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، واعمَلْ ما شِئتَ من الطَّاعاتِ، ولكن اسمَعْ إلى الحَديثِ الذي رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبيرِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثَةٌ لا يُقْبَلُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ، عَاقٌّ، وَمَنَّانٌ، وَمُكَذِّبٌ بِقَدْرٍ».

رابعاً: لقد دَعَا عَلَيكَ سَيِّدُنا جِبريلُ عَلَيهِ السَّلامُ:

يا عباد الله، قولوا للعَاقِّ الذي أحرَقَ قَلبَ وَالِدَيهِ: هل تَعلَمُ بأنَّ سَيِّدَنا جِبريلَ عَلَيهِ السَّلامُ دَعَا عَلَيكَ؟ وهل تَعلَمُ بأنَّ سَيِّدَنا رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَمَّنَ على دُعائِهِ؟

روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبيرِ عن كَعْبِ بن عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْماً إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ حِينَ ارْتَقَى دَرَجَةً: «آمِينَ».

ثُمَّ ارْتَقَى الأُخْرَى، فَقَالَ: «آمِينَ».

ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «آمِينَ».

فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَفَرَغَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ كَلاماً الْيَوْمَ مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ؟

قَالَ: «وَسَمِعْتُمُوهُ؟».

قَالُوا: نَعَمْ.

قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الَسَلامُ، عَرَضَ لِي حِينَ ارْتَقَيْتُ دَرَجَةً، فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبْرِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ.

قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ.

وَقَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ.

فَقُلْتُ: آمِينَ.

ثُمَّ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ.

فَقُلْتُ: آمِينَ.

هل يُرضيكَ هذا يا أيُّها العَاقُّ؟

خامساً: عُقُوبَتُكَ مُعَجَّلَةٌ في الدُّنيا قَبلَ الآخِرَةِ:

يا عباد الله، قُولوا للعَاقِّ لِوَالِدَيهِ بِسَبَبِ أُمورٍ تَافِهَةٍ: كُنْ على يَقينٍ بأنَّ عُقُوبَتَكَ في الدُّنيا مُعَجَّلَةٌ قَبلَ الآخِرَةِ، إلا إذا أدرَكتَ نَفسَكَ بالتَّوبَةِ قَبلَ مَوتِكَ؟ أو قَبلَ مَوتِ وَالِدَيكَ، ماذا سَتَفعَلُ إذا مُتَّ أو ماتَ وَالِدَاكَ وأنتَ عَاقٌّ لَهُما؟

اِعلَمْ أيُّها العَاقُّ بأنَّ الجَزَاءَ من جِنسِ العَمَلِ، عُقُوقُكَ دَينٌ، ولا بُدَّ من الوَفاءِ في الدُّنيا قَبلَ الآخِرَةِ،

روى البخاري في الأدبِ المفرَدِ عن بَكارِ بنِ عَبدِ العَزيزِ، عن أبيهِ، عن جَدِّهِ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «كُلُّ ذُنوبٍ يُؤَخِّرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يَومِ القِيامَةِ، إلا البَغيَ، وعُقُوقَ الوَالِدَينِ، أو قَطيعَةَ الرَّحِمِ، يُعَجِّلُ لِصَاحِبِها في الدُّنيا قَبلَ الموتِ».

يا أيُّها العَاقُّ، هَلَّا أسرَعتَ إلى التَّوبَةِ، وإلى تَقبيلِ يَدَيْ وَالِدَيكَ ورِجلَيهِما من قَبلِ أن تَندَمَ ولا يَنفَعُكَ النَّدَمُ؟

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

 يا عباد الله، قولوا لعَاقِّ لِوَالِدَيهِ: لا تَغتَرَّ اليَومَ بِعُقُوقِكَ وشَبابِكَ وحَيَوَيِّتَكِ، ولا تَنخَدِعْ بِضَعْفِ وَالِدَيكَ، واعلَمْ بأنَّ قُوَّتَكَ وشَبَابَكَ وحَيَوَيِّتَكَ عَارِضَةٌ، الأصلُ فيكَ الضَّعْفُ، فأنتَ ضَعيفٌ في بِدَايَتِكَ ونِهَايَتِكَ، قال تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾.

اِغتَنِمْ فَترَةَ شَبَابِكَ بالبِرِّ والإحسانِ لِوَالِدَيكَ، وإلا فانتَظِرْ يَوماً من الأيَّامِ حَيثُ تَبحَثُ عن مُعينٍ لَكَ فلا تَجِدُهُ، بل عِوَضاً عن المَعونَةِ سَوفَ تَكونُ لَكَ الإهانَةُ ـ لا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ.

يا عباد الله، أُناشِدُكُمُ اللهَ تعالى، ونَحنُ نَعيشُ هذهِ الأزمَةَ، اِصطَلِحوا مَعَ الله تعالى، اِصطَلِحوا مَعَ الآباءِ والأُمَّهاتِ، توبوا إلى الله تعالى من العُقوقِ والعِصيانِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أن يُفَرِّجَ الكَربَ عنَّا، وتَذَكَّروا حَديثَ الثَّلاثَةِ الذين آواهُمُ المَبيتُ إلى غارٍ.

يا من أبكى وَالِدَيهِ أُناشِدُكَ اللهَ تعالى اِصطَلِحْ مَعَهُما.

وأنتُم يا أيُّها الآباءُ والأُمَّهاتُ، رَحِمَ اللهُ والِداً أعانَ وَلَدَهُ على بِرِّهِ، تَعَاونوا مَعَ الأبناءِ على طَاعَةِ الله تعالى، والله ما أجمَلَ المُجتَمَعَ عِندما يَكونُ مُتَعَاوِناً على طَاعَةِ الله عزَّ وجلَّ.

أسألُ اللهَ تعالى بِبِرِّ الأبناءِ البَرَرَةِ أن يُفَرِّجَ عنَّا. آمين.

أقُولُ هَذا القَولَ، وأستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 27/جمادى الأولى/1435هـ، الموافق: 28/آذار/ 2014م