418ـ خطبة الجمعة: صورتان من رحمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

 

 418ـ خطبة الجمعة: صورتان من رحمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيَا عِبَادَ اللهِ، الأَخلاقُ الفَاضِلَةُ المُثْلَى هيَ عِمَادُ الأُمَمِ، وبَقَاءُ الأُمَمِ بِبَقَاءِ أَخلاقِهَا، وَزَوَالُهَا بِزَوَالِ أَخلاقِهَا، ولا تَتَدَهْوَرُ أَخلاقُ العَبدِ إلا بِسَبَبِ نَقْصِ الإِيمَانِ والوَازِعِ الإِيمَانِيِّ، وإنَّ من أَعظَمِ الأَخلاقِ التي يَجِبُ أن يَتَحَلَّى بِهَا الإِنسَانُ خُلُقَ الرَّحمَةِ، والتَّرَاحُمَ بَينَ النَّاسِ، وهوَ مِفتَاحُ القَبُولِ لَدَى القُلُوبِ، ومِمَّا لا شَكَّ فِيهِ أنَّ فِقْدَانَ الرَّحمَةِ بَينَ النَّاسِ يَعنِي فِقْدَانَ الحَيَاةِ الهَانِئَةِ الهَادِئَةِ بَينَ النَّاسِ.

أَصحَابُ القُلُوبِ القَاسِيَةِ:

يَا عِبَادَ اللهِ، من فَقَدَ خُلُقَ الرَّحمَةِ، ونُزِعَتِ الرَّحمَةُ من قَلبِهِ، وصَارَ قَلبٌهُ أَقْسَى من الحَجَرِ، فهذا العَبدُ لن يُرحَمَ، وقد اسَتَحَقَّ اللَّعنَةَ.

أَصحَابُ الأُخدُودِ:

يَا عِبَادَ اللهِ، ذَكَرَ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ فِئَةً من النَّاسِ مِمَّن فَقَدُوا الرَّحمَةَ، وكَأَنَّمَا قُلُوبُهُم قُدَّتْ من صَخْرٍ صُلْبٍ، تَمَثَّلَت هذهِ الغِلْظَةُ والقَسْوَةُ في أَصحَابِ الأُخدُودِ، الذينَ أَضْرَمُوا النِّيرَانَ وخَدُّوا الأَخَادِيدَ في الطُّرُقَاتِ حِينَ آمَنَ النَّاسُ بِمَا جَاءَ بِهِ الغُلامُ المُؤمِنُ، قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا باللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ واللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾. فَقَدُوا الرَّحمَةَ من قُلُوبِهِم فَحُرِمُوا رَحمَةَ اللهِ تعالى في الآخِرَةِ، وصُبَّتْ عَلَيهِمُ اللَّعنَةُ في الدُّنيَا، وتَبِعَتْهُم في الآخِرَةِ.

إِجرَامُ فِرعَونَ:

يَا عِبَادَ اللهِ، ذَكَرَ اللهُ تعالى مِثَالاً آخَرَ في كِتَابِهِ العَظِيمِ عَمَّن فَقَدُوا الرَّحمَةَ، فَلَم يَرْعَ حَقَّ أُمٍّ، ولا حَقَّ رَضِيعٍ، ولَم يَدَعْ صَغِيرَاً ولا كَبِيرَاً في عَافِيَةٍ، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾. وقال تعالى: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾.

صُوَرٌ من رَحمَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

يَا عِبَادَ اللهِ، لقد أَرسَلَ اللهُ تعالى سَيِّدِنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَغرِسَ في نُفُوسِ أَتبَاعِهِ خُلُقَ الرَّحمَةِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ » رواه الإمام أحمد وأبو داود عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وعِندَمَا كَانَت هذهِ مَهَمَّتَهُ، جَبَلَهُ اللهُ تعالى على هذا الخُلُقِ، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. وقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ، تَعَرَّفُوا على صُوَرٍ من رَحمَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَعرِفُوا حَقِيقَةَ هذا الحَبِيبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أولاً: رَحمَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِفَضَالَةَ:

يَا عِبَادَ اللهِ، من مَظَاهِرِ رَحمَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِفَضَالَةَ بنِ عُمَيرٍ، الذي حَاوَلَ اغتِيَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وهوَ يَطُوفُ حَولَ الكَعبَةِ عَامَ الفَتْحِ.

جَاءَ في سِيرَةِ ابنِ هِشَامٍ، أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُمَيْرِ بْنِ الْمُلَوَّحِ اللَّيْثِيِّ أَرَادَ قَتْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَامَ الْفَتْحِ.

فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَفَضَالَةُ؟».

قَالَ: نَعَمْ، فَضَالَةُ يَا رَسُولَ اللهِ.

قَالَ: «مَاذَا كُنْت تُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَك؟».

قَالَ: لَا شَيْءَ، كُنْت أَذْكُرُ اللهَ.

فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ثُمَّ قَالَ: «اِسْتَغْفِرِ اللهَ».

ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَسَكَنَ قَلْبُهُ.

فَكَانَ فَضَالَةُ يَقُولُ: واللهِ مَا رَفَعَ يَدَهُ عَنْ صَدْرِي حَتَّى مَا مِنْ خَلْقِ اللهِ شَيْءٌ أَحَبَّ إلَيَّ مِنْهُ.

ثانياً: إِغَاثَتُهُ لِقُرَيشٍ:

يَا عِبَادَ اللهِ، من مَظَاهِرِ رَحمَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِغَاثَتُهُ قُرَيشَاً لمَّا مَنَعَ عَنهَا ثُمَامَةُ بنُ أُثَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أن يَأتِيَهَا شَيءٌ من الحِنطَةِ والشَّعِيرِ من اليَمَامَةِ، فَاسْتَغَاثُوا بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أن يَطْلُبَ من ثُمَامَةَ في أن يَرفَعَ الحِصَارَ عَنهُم، فقد هَلَكُوا، فَأَدرَكَتْهُمُ الشَّفَقَةُ، وشَمِلَتْهُمُ الرَّحمَةُ.

جَاءَ في زَادِ المَعَادِ، بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ الْحَنِيفِيِّ سَيِّدِ بَنِي حَنِيفَةَ، فَرَبَطَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، وَمَرَّ بِهِ فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟».

فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إنْ تَقْتُلْ، تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ، تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ، فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْت.

فَتَرَكَهُ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ مَرّةً أُخْرَى، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ أَوَّلاً.

ثُمَّ مَرَّ مَرَّةً ثَالِثَةً، فَقَالَ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ».

فَأَطْلَقُوهُ، فَذَهَبَ إلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِن الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَهُ فَأَسْلَمَ؛ وَقَالَ: واللهِ مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إلَيَّ، واللهِ مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ دِينٌ أَبْغَضَ عَلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الْأَدْيَانِ إلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ.

فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى قُرَيْشٍ قَالُوا: صَبَوْتَ يَا ثُمَامَةُ؟

قَالَ: لَا واللهِ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا واللهِ لَا تَأتِيكُم من الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَت الْيَمَامَةُ رِيفَ مَكَّةَ، فَانْصَرَفَ إلَى بِلَادِهِ، وَمَنَعَ الْحَمْلَ إلَى مَكَّةَ حَتَّى جَهِدَتْ قُرَيْشُ، فَكَتَبُوا إلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ بِأَرْحَامِهِمْ أَنْ يَكْتُبَ إلَى ثُمَامَةَ يُخَلِّي إلَيْهِمْ حَمْلَ الطَّعَامِ، فَفَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ، أَينَ عَهْدُ سَلَفِنَا الصَّالِحِ فِينَا؟ لقد كَانَ صِدِّيقُ الأُمَّةِ يَتَعَهَّدُ امرَأَةً عَمْيَاءَ في المَدِينَةِ يَقْضِي لَهَا حَاجَتَهَا سِرَّاً، فَلَمَّا بُويِعَ بالخِلافَةِ قَالَت: الآنَ لا تُحلَبُ لَنَا مَنَائِحُ ـ أَغنَامُ ـ دَارِنَا.

فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ: بَلَى لَعَمْرِي لَأَحْلِبَنَّهَا لَكُم، وَإِنِّي لَأَرجُو أن لا يُغَيِّرَنِي مَا دَخَلتُ فِيهِ عَن خُلِقٍ كُنتُ عَلَيهِ.

وهذا الفَارُوقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ تَتَجَلَّى فِيهِ الرَّحمَةُ في أَعلَى صُوَرِهَا عِندَمَا وُلِّيَ الخِلافَةَ، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اِعْلَمُوا أنَّ تِلكَ الشِّدَّةَ قَد أُضْعِفَتْ، وَلَكِنَّهَا إِنَّمَا تَكُونُ على أَهلِ الظُّلْمِ والتَّعَدِّي على المُسلِمِينَ، فَأَمَّا أَهلُ السَّلامَةِ والدِّينِ والقَصْدِ فَأَنَا أَليَنُ لَهُم من بَعْضِهِم لِبَعْضٍ، وَلَستُ أَدَعُ أَحَدَاً يَظْلِمُ أَحَدَاً، أو يَعتَدِيَ عَلَيهِ، حَتَّى أَضَعَ خَدَّهُ عَلى الأَرضِ وَأَضَعَ قَدَمِي على الخَدِّ الآخَرِ حَتَّى يُذعِنَ للحَقِّ، وَإِنِّي بَعدَ شِدَّتِي تِلكَ، أَضَعُ خَدِّي على الأَرضِ لأَهلِ العَفَافِ وأَهلِ الكَفَافِ.

يَا عِبَادَ اللهِ، تَرَاحَمُوا، تُرحَمُوا، وأَحْيُوا خُلُقَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِيكُم.

اللَّهُمَّ أَكرِمْنَا بذلكَ. آمين.

أقُولُ هَذا القَولَ، وأستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 18/ربيع الأول /1435هـ، الموافق: 9/كانون الثاني/ 2015م