158ـ مع الحبيب المصطفى: نريد أبناء بنائين

 

 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

158ـ نريد أبناء بنائين

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ أَبنَاءَنَا أَمَانَةٌ في أَعنَاقِنَا في الحَيَاةِ الدُّنيَا، ومَسؤُولِيَّةٌ أَمَامَ اللهِ تعالى يَومَ القِيَامَةِ، وعلى قَدْرِ الأَهَمِّيَّةِ تَكُونُ المَسؤُولِيَّةُ، فَيَا لَسَعَادَةَ من اهتَمَّ بِأَبنَائِهِ فَأَحسَنَ تَربِيَتَهُم، ويَا لَحَظَّ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ والأَبنَاءِ والبَنَاتِ في الدُّنيَا والآخِرَةِ بِبَعضِهِمُ البَعضِ، عِندَمَا يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: أَبنَاؤُنَا هُم عِمَادُ الأُمَمِ، وبُنَاةُ الحَضَارَاتِ، وثَروَةُ الأَوطَانِ، وسِلاحُهَا الأَمضَى، إذ لم تَزدَهِرْ حَضَارَةٌ، ولم تَرتَقِ أُمَّةٌ، ولم يُصنَعْ مَجْدٌ، إلا بِجَهْدِ الأَبنَاءِ والبَنَاتِ.

نُرِيدُ أَبنَاءً بَنَّائِينَ:

أيُّها الإخوة الكرام: نَحنُ بِحَاجَةٍ إلى أَبنَاءٍ بَنَّائِينَ للقِيَمِ والأَخلاقِ، لأنَّ المَبَادِئَ الهَدَّامَةَ، والعَقَائِدَ الفَاسِدَةَ، والتَّقَالِيدَ البَالِيَةَ، قد نَخَرَت في جَسَدِ هذهِ الأُمَّةِ لَيلاً ونَهَارَاً، حَتَّى أَصبَحَت غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وتَدَاعَت عَلَيهَا الأُمَمُ من كُلِّ جَانِبٍ، وصَدَقَ فِينَا قَولُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا».

فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟

قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ».

فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟

قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» رواه الإمام أحمد وأبو داود عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

لقد انتَشَرَتِ الفَاحِشَةُ بَينَ شَبَابِ الأُمَّةِ وشَابَّاتِهَا، إلا من رَحِمَ اللهُ عزَّ وجلَّ، ولقد انتَشَرَ العُقُوقُ فَصَارَ على قَدَمٍ وسَاقٍ، وضَاعَتِ القِيَمُ والأَخلاقُ السَّامِيَةُ.

﴿مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾:

أيُّها الإخوة الكرام: يَجِبُ عَلَينَا أن نُرَبِّيَ أَبنَاءَنَا وبَنَاتِنَا على عِفَّةِ النَّفسِ، ونَقَاءِ السَّرِيرَةِ، وضَبْطِ شَهْوَةِ النَّفسِ الأَمَّارَةِ بالسُّوءِ، وغَرِيزَةِ الشَّبَابِ الفَوَّارَةِ بِضَوَابِطِ الشَّرِيعَةِ؛ وأن يَأخُذُوا لأنفُسِهِم قُدْوَةً في هذا الزَّمَنِ سَيِّدَنَا يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلامُ، الذي تَوَفَّرَت لَهُ دَوَاعِي ارتِكَابِ الفَاحِشَةِ والوُقُوعِ في المَحظُورِ، فَأَبَى كُلَّ الإِبَاءِ، وقَالَ: ﴿مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾. بل آثَرَ مِحنَةَ السِّجْنِ على فِتنَةِ الفَاحِشَةِ، وآثَرَ رِضَا اللهِ تعالى على نِدَاءِ الشَّهْوَةِ، فَقَالَ: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: كُلُّنَا مَسؤُولٌ عن الأَبنَاءِ، وكُلُّنَا مُكَلَّفٌ بِتَربِيَتِهِمُ التَّربِيَةَ الصَّالِحَةَ، ومن التَّربِيَةِ الصَّالِحَةِ لَهُم أن نُحَذِّرَهُم من الخَلَوَاتِ المُحَرَّمَةِ شَرعَاً، والتي من صُوَرِهَا:

الخَلوَةُ بالمَرأَةِ الأَجنَبِيَّةِ، والمَرأَةُ الأَجنَبِيَّةُ هي كُلُّ امرَأَةٍ يَحِلُّ للرَّجُلِ الزَّوَاجُ مِنهَا، فَزَوجَةُ الأَخِ امرَأَةٌ أَجنَبِيَّةٌ على الأَخِ، وبِنتُ العَمِّ على ابنِ العَمِّ، وبِنتُ الخَالَةِ على ابنِ الخَالَةِ، وبِنتُ العَمَّةِ على ابنِ الخَالِ، وأُختُ الزَّوجَةِ على زَوجِ الأُختِ، هذا فَضْلاً عن الصَّدِيقَةِ والزَّمِيلَةِ في الجَامِعَةِ أو العَمَلِ الوَظِيفِيِّ.

أيُّها الإخوة الكرام: لِنُرَبِّ أَبنَاءَنَا وبَنَاتِنَا على قَولِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ».

فَقَالَ رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟

قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ» رواه الشيخان عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

وعلى قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْخَلْوَةَ بِالنِّسَاءِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَلا رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ إِلا دَخَلَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمَا، وَلَيَزْحَمُ رَجُلٌ خِنْزِيراً مُتَلَطِّخاً بِطِينٍ، أَوْ حَمْأَةٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَزْحَمَ مَنْكِبُهُ مَنْكِبَ امْرَأَةٍ لا تَحِلُّ لَهُ» رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

وعلى قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلَا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ».

فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً.

قَالَ: «اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ» رواه الشيخان عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

ومن الصُّوَرِ المُحَرَّمَةِ خَلْوَةُ الخَطِيبِ مَعَ مَخطُوبَتِهِ، بِحُجَّةِ أن يَتَعَرَّفَ كُلٌّ مِنهُمَا على أَخلاقِ الآخَرِ، وخَابَ الجَمِيعُ وخَسِرُوا، وَوَقَعُوا في النَّدَمِ.

ومن الصُّوَرِ المُحَرَّمَةِ خَلْوَةُ المَرأَةِ بالطَّبِيبِ، وخَلْوَةُ المُدَرِّسِ بالطَّالِبَةِ، وخَلْوَةُ الطَّالِبِ بالمُدَرِّسَةِ، وما أَكثَرَ صُوَرِ الخَلَوَاتِ بالمَرأَةَ الأَجنَبِيَّةِ؟ ومن أَخطَرِهَا خَلْوَةُ الرَّجُلِ بالخَادِمَةِ، فَكَم وَقَعَ من المَآسِي والمَصَائِبِ بِسَبَبِ ذلكَ.

لُجُوءُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلامُ:

أيُّها الإخوة الكرام: نُرِيدُ من أَبنَائِنَا وبَنَاتِنَا مُرَاقَبَةَ اللهِ عزَّ وجلَّ، والوُقُوفَ عِندَ الحُدُودِ الشَّرعِيَّةِ، نُرِيدُ أن يَأخُذُوا من قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلامُ العِبرَةَ والعِظَةَ.

سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيهِ السَّلامُ اعتَرَفَ بِضَعْفِ بَشَرِيَّتِهِ، وما نَظَرَ إلى عِصمَةِ اللهِ تعالى لَهُ، وما استَعلَى ولا تَعَالَى، وإِنَّمَا عَرَفَ ضَعْفَهُ وعَجْزَهُ البَشَرِيَّ، فَلَجَأَ إلى اللهِ تعالى طَالِبَاً مِنهُ العِصمَةَ، وطَالِبَاً مِنهُ المَدَدَ والعَونَ، فَقَالَ: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾. لقد كَانَتِ الدَّعوَةُ فَردِيَّةً من امرَأَةِ العَزِيزِ، فانقَلَبَت إلى دَعوَةٍ جَمَاعِيَّةٍ من جَمِيعِ النِّسوَةِ اللَّاتِي حَضَرْنَ ورَأَينَ سَيِّدَنَا يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلامُ، فالتَجَأَ إلى اللهِ تعالى، إلى الذي يَسمَعُ ويَعلَمُ صِدْقَ النِّيَّةِ، وصِدْقَ التَّضَرُّعِ، فَعَصَمَهُ اللهُ تعالى من هذهِ الفِتنَةِ الصَّمَّاءِ العَميَاءِ البَكمَاءِ.

أيُّها الإخوة الكرام: لقد ضَاعَ شَبَابُ هذهِ الأُمَّةِ وشَابَّاتُهَا من خِلالِ الاختِلاطِ والخَلْوَةِ المُحَرَّمَةِ، وبَكَت عُيُونُ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ، بل بَكَتِ القُلُوبُ على أَبنَائِهِم وبَنَاتِهِم، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

الأَسبَابُ التي دَعَت إلى الغِوَايَةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لِنُعَرِّفْ أَبنَاءَنَا وبَنَاتِنَا بأنَّ الأَسبَابَ التي دَعَتِ امرَأَةَ العَزِيزِ إلى الغِوَايَةِ والانحِرَافِ والخِيَانَةِ الزَّوجِيَّةِ، وطَلَبِ الفَاحِشَةِ، التي قَالَ اللهُ تعالى فِيهَا: ﴿وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً﴾. هيَ سَبَبٌ وَاحِدٌ، ألا وهوَ الاختِلاطُ والخَلْوَةُ، الاختِلاطُ المُستَمِرُّ في القَصْرِ مَعَ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلام وسَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيهِ السَّلامُ لَيسَ لَهُ من الأَمرِ شَيءٌ، لأنَّ عَزِيزَ مِصْرَ اشتَرَاهُ.

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: واللهِ كُلُّنَا نَخَافُ على أَبنَائِنَا من شَقَاءِ الدُّنيَا ومن عَذَابِهَا، والبَعضُ من حِرْصِهِ على أَبنَائِهِ في هذهِ الأَزمَةِ وَجَّهَهُم إلى خَارِجِ البَلَدِ، خَوفَاً عَلَيهِم من نَارِ هذهِ الحَربِ، ولكن أينَ من يَخَافُ على وَلَدِهِ من نَارٍ تَلَظَّى، من نَارٍ وَقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ، من نَارٍ لا يُطفَأُ لَهَبُهَا، من نَارٍ لا تُبقِي ولا تَذَرُ، من نَارٍ لا يَمُوتُ دَاخِلُهَا ولا يَحيَا؟

أيُّها الإخوة الكرام: لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا خَاتِمَةٌ، ولِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا نِهَايَةٌ، فَيَا شَقَاءَ من كَانَت خَاتِمَتُهُ إلى سُوءٍ وعَذَابٍ، حَيثُ يَنطَبِقُ عَلَيهِ قَولُهُ تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾.

ويَا سَعَادَةَ من كَانَت خَاتِمَتُهُ إلى هُدَىً وصَوَابٍ، حَيثُ يَنطَبِقُ عَلَيهِ قَولُهُ تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.

ويَا سَعَادَةَ من أَلحَقَهُ اللهُ تعالى بالمُتَّقِينَ الأَبرَارِ، واندَرَجَ تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: يا من أَنتُم حَرِيصُونَ على أَبنَائِكُم وبَنَاتِكُم في حَيَاتِهِمُ الدُّنيَا، كُونُوا حَرِيصِينَ على سَلامَةِ أَبنَائِكُم وبَنَاتِكُم في الآخِرَةِ، وذلكَ بِتَربِيَتِهِم تَربِيَةَ الكَمَالِ والقِيَمِ والأَخلاقِ المَرضِيَّةِ عِندَ اللهِ تعالى، وأن يَكُونَ شَعَارُهُم وهُم في جَامِعَاتِهِم ومَدَارِسِهِم ومَوَاطِنِ عَمَلِهِم: ﴿مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾. لأنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَنَا من فِتنَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِن النِّسَاءِ» رواه الشيخان عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

اللَّهُمَّ احفَظنَا وأُصُولَنَا وفُرُوعَنَا وأَزوَاجَنَا من جَمِيعِ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنهَا وما بَطَنَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 23/ذو القعدة/1435هـ، الموافق: 18/أيلول/ 2014م