7ـ مع الصحابة و آل البيت: الزهد في الإِمارة

 

 مع الصحابة و آل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

7ـ الزهد في الإِمارة

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ طَلَبَ الشَّرَفِ بالوِلايَةِ والسُّلطَانِ والجَاهِ خَطَرٌ عَظِيمٌ جِدَّاً، وهوَ مَانِعٌ لِخَيرِ الآخِرَةِ وشَرَفِهَا وعِزَّتِهَا وكَرَامَتِهَا، قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوَّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

ومن كَانَ حَرِيصَاً على طَلَبِ الرِّيَاسَةِ والسِّيَادَةِ في الغَالِبِ يُحرَمُ التَّوفِيقَ، لأنَّهُ يُوكَلُ إلى نَفسِهِ، روى الشيخان عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا». لذلكَ من حَرَصَ عَلَيهَا جَانَبَ العَدْلَ، وجَارَ وظَلَمَ.

أيُّها الإخوة الكرام: روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ، وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ».

وروى الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي.

فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَقَالَ الْآخَرُ مِثْلَهُ.

فَقَالَ: «إِنَّا لَا نُوَلِّي هَذَا مَنْ سَأَلَهُ، وَلَا مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ».

أيُّها الإخوة الكرام: هكذا رَبَّى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ آلَ بَيتِهِ الأَطهَارَ، والأَصحَابَ الأَخيَارَ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، لقد رَبَّاهُم على الزُّهْدِ في الإِمَارَةِ الدِّينِيَّةِ، روى الإمام أحمد  وأبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِن الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» يَعْنِي: رِيحَهَا.

لذلكَ من قَرَأَ سِيرَةَ الآلِ والصَّحْبِ فإنَّهُ يَجِدُ الآلَ والصَّحْبَ من أَزهَدِ النَّاسِ في الإِمَارَةِ الدِّينِيَّةِ والدُّنيَوِيَّةِ، يَقُولُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: أَدْرَكْتُ مِائَةً وَعِشْرِينَ مِن الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ أَحَدُهُمْ عَن الْمَسْأَلَةِ، فَيَرُدُّهَا هَذَا إلَى هَذَا، وَهَذَا إلَى هَذَا، حَتَّى تَرْجِعَ إلَى الْأَوَّلِ، وَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ، أَوْ يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ، إلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ.

وفي رِوَايَةٍ للدَّارَمِيِّ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الأَنْصَارِ، وَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ، إِلا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْحَدِيثَ، وَلا يُسْأَلُ عَنْ فُتْيَا إِلا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْفُتْيَا.

أيُّها الإخوة الكرام: لقد رَبَّى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الآلَ والصَّحْبَ على أن يَكُونَ هَمُّهُم تَخلِيصَ أَنفُسِهِم يَومَ القِيَامَةِ قَبلَ تَخلِيصِ الآخَرِينَ.

واللهِ لا نُقِيلُكَ، ولا نَسْتَقِيلُكَ:

أيُّها الإخوة الكرام: من هذا المُنطَلَقِ كَانَ آلُ البَيتِ والصَّحْبُ رَضِيَ اللهُ عَنهُم من أَزهَدِ النَّاسِ في الإِمَارَةِ الدُّنيَوِيَّةِ والدِّينِيَّةِ، بَل كَانُوا حَرِيصِينَ كُلَّ الحِرْصِ على الهَرَبِ مِنهَا.

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ من أَزهَدِ النَّاسِ في الإِمَارَةِ، وظَهَرَ ذلكَ في خُطْبَتِهِ التي اعتَذَرَ فِيهَا مِن قَبُولِ الخِلافَةِ حَيثُ قَالَ ـ وهوَ الصَّادِقُ ـ: واللهِ مَا كُنتُ حَرِيصَاً على الإِمَارَةِ يَومَاً ولا لَيلَةً قَطُّ، ولا كُنتُ فِيهَا رَاغِبَاً، ولا سَأَلتُهَا اللهَ عزَّ وجلَّ في سِرٍّ ولا عَلانِيَةٍ، ولَكِنِّي أَشفَقتُ من الفِتنَةِ، ومَا لي في الإِمَارَةِ من رَاحَةٍ، ولكن قُلِّدتُ أَمرَاً عَظِيمَاً، مَا لي بِهِ من طَاقَةٍ ولا يَدٍ إلا بِتَقْوِيَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وَلَوَدِدْتُ أنَّ أَقوَى النَّاسِ عَلَيهَا مَكَانِيَ اليَومَ. رواه الحاكم.

لقد تَكَرَّرَتْ خُطَبُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في الاعتِذَارِ عن تَوَلِّي الخِلافَةِ، فَقَالَ مَرَّةً: أَيُّهَا النَّاسُ، هذا أَمْرُكُمْ إِلَيكُم، تُوَلُّوا من أَحْبَبْتُمْ على ذلكَ، وَأَكُونُ كَأَحَدِكُمْ.

فَأَجَابَهُ النَّاسُ: رَضِينَا بِكَ قَسْمَاً وَحَظَّاً، وَأَنتَ ثَانِيَ اثنَينِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَ آلُ البَيتِ والصَّحْبُ رَضِيَ اللهُ عَنهُم من أَزهَدِ النَّاسِ في الإِمَارَةِ، وخَاصَّةً الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، قَامَ يَومَاً باستِبْرَاءِ نُفُوسِ المُسلِمِينَ من أَيِّ مُعَارَضَةٍ لِخِلافَتِهِ، واسْتَحلَفَهُم على ذلكَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أُذَكِّرُ اللهَ، أَيَّمَا رَجُلٍ نَدِمَ على بَيْعَتِي لما قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.

فَقَامَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ، وَمَعَهُ السَّيفُ، فَدَنَا مِنهُ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَاً على عَتَبَةِ المِنبَرِ، والأُخرَى عَلَى الحَصَى وَقَالَ: واللهِ لا نُقِيلُكَ، ولا نَسْتَقِيلُكَ، قَدَّمَكَ رَسُولُ اللهِ، فَمَن ذا يُؤَخِّرُكَ؟

وروى ابنُ عَسَاكِرَ عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: لَقَد أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ أن يُصَلِّيَ بالنَّاسِ، وَإِنِّي لَشَاهِدٌ وَمَا أَنَا بِغَائِبٍ، وَمَا بِي مَرضٌ، فَرَضِينَا لِدُنيَانَا مَا رَضِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِدِينِنَا.

خَوْفُ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ على سَيِّدِنَا الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما:

أيُّها الإخوة الكرام: عِندَمَا بَايَعَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ سَيِّدَنَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما في اليَومِ الثَّانِي من وَفَاةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كما جاءَ في عَصْرِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، لَمَّا صَعَدَ أَبُو بَكْرٍ المِنبَرَ، نَظَرَ في وُجُوهِ القَومِ، فَلَم يَرَ الزُّبَيرَ بنَ العَوَّامِ، فَدَعَا بالزُّبَيرِ فَجَاءَ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: يَا ابنَ عَمَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَحَوَارِيَّهُ، أَتُرِيدُ أن تَشُقَّ عَصَا المُسلِمِينَ؟

فَقَالَ الزُّبَيرُ: لا تَثْرِيبَ عَلَيكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ. ـ يَعنِي: لَا لَومَ عَلَيكَ ـ

فَقَامَ الزُّبَيرُ، فَبَايَعَ أَبَا بَكْرٍ.

ثمَّ نَظَرَ أَبُو بَكْرٍ في وُجُوهِ القَومِ، فَلَم يَرَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ، فَدَعَا بِعَلِيٍ فجاء.

فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: يَا ابنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَخَتَنَهُ على ابنَتِهِ، أَتُرِيدُ أن تَشُقَّ عَصَا المُسلِمِينَ؟

فَقَالَ عَلِيٌّ: لا تَثْرِيبَ عَلَيكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ.

فَقَامَ عَلِيٌّ، فَبَايَعَ أَبَا بَكْرٍ.

أيُّها الإخوة الكرام: بَعدَ أن بَايَعَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ سَيِّدَنَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، لَم يُفَارِقِ الصِّدِّيقَ في وَقتٍ من الأَوقَاتِ، ولَم يَنقَطِعْ في صَلاةٍ من الصَّلَوَاتِ خَلْفَهُ، وكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُشَارِكُهُ في المَشُورَةِ، وفي تَدْبِيرِ أُمُورِ المُسلِمِينَ، وكَانَ مُخلِصَاً مَعَ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، بَل كَانَ يَخَافُ على الصِّدِّيقِ خَوفَاً عَظِيمَاً.

أيُّها الإخوة الكرام: عِندَمَا عَزَمَ الصِّدِّيقُ على مُحَارَبَةِ المُرتَدِّينَ، رَكِبَ رَاحِلَتَهُ يُرِيدُ الخُرُوجَ مَعَ الجُنْدِ، فَجَاءَهُ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَأَخَذَ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ وَقَالَ: إلى أَينَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

أَقُولُ لَكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَومَ أُحُدٍ: شُمَّ سَيفَكَ ـ يعنِي: اِغْمِد سَيفَكَ ـ، ولا تُفْجِعْنَا بِنَفْسِكَ، وارجِعْ إلى المَدِينَةِ، فَوَاللهِ لَئِن فُجِعْنَا بِكَ لا يَكُونُ للإِسلامِ نِظَامٌ أَبَدَاً. رواه الدارقطني.

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَ آلُ البَيتِ والصَّحْبُ الكِرَامُ من أَزهَدِ النَّاسِ في الإِمَارَةِ، كَيفَ لا يَكُونُ حَالُهُم هكذا، وهُمُ الذينَ سَمِعُوا من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَولَهُ: «مَنْ وَلَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ ـ أَيْ: اِمْتَنَعَ مِن الْخُرُوجِ أَوْ مِن الْإِمْضَاءِ عِنْدَ اِحْتِيَاجِهِمْ إِلَيْهِ ـ وَخَلَّتِهِمْ ـ أي: مَنَعَ أَرْبَابَ الْحَوَائِجِ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ وَيَعْرِضُوا حَوَائِجَهُمْ ـ وَفَقْرَهُمْ، احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ» رواه أبو داود عن أَبِي مَرْيَمَ الْأَزْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وقَولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» رواه الإمام مسلم عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها.

لقد كَانَ آلُ البَيتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم حَرِيصِينَ كُلَّ الحِرْصِ على سَلامَةِ أَنفُسِهِم يَومَ القِيَامَةِ، لِذَا كَانُوا من أَزهَدِ النَّاسِ في الإِمَارَةِ الدِّينِيَّةِ والدُّنيَوِيَّةِ، وكَانُوا مَعَ الصَحْبِ الكِرَامِ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم وأَرضَاهُم.

اللَّهُمَّ أَخرِجْ من قُلُوبِنَا حُبَّ الدُّنيَا. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 16/ربيع الثاني/1435هـ، الموافق: 5/شباط/ 2015م