46ـ مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم :ما أبردها على الكبد

.

مع الصحابة و آل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

46ـ ما أبردها على الكبد

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: نَحْنُ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ اليَوْمَ إلى العَوْدَةِ إلى كِتَابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وَإلى أَنْ نَقْرَأَ القُرْآنَ العَظِيمَ قِرَاءَةَ تَدَبُّرٍ وَتَأَمُّلٍ وَتَفَكُّرٍ، وأَنْ لا نَمُرَّ على الآيَاتِ الكَرِيمَاتِ بِدُونِ اعْتِبَارٍ.

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد عَابَ اللهُ تعالى على النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَخَاصَّةً في دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وَقَد ذَمَّهُمُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ، وعلى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّ القَائِلَ بِلا عِلْمٍ ضَالٌّ وَمُضِلٌّ، ولا يَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، بَلْ هُوَ فاسِدٌ ومُفْسِدٌ، ولا يُصْلِحُ.

أيُّها الإخوة الكرام: مَا أَجْمَلَ المَرْءَ عِنْدَمَا يَقُولُ: لا أَعْلَمُ، ولا أَدْرِي، لما لا يَعْلَمُ ولا يَدْرِي، وهذا لَيْسَ عَيْبَاً ولا نَقْصَاً في عِلْمِهِ وَقَدْرِهِ، بَلْ هُوَ من تَمَامِ العِلْمِ، لَمَّا سَأَلَ اللهُ تعالى الأَنْبِيَاءَ والمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾. أَيْ: تَعْلَمُ الظَّاهِرَ والبَاطِنَ، الحَاضِرَ والغَائِبَ، وَتَعْلَمُ الأَشْيَاءَ قَبْلَ وُجُودِهَا، وَأَثْنَاءَ وُجُودِهَا، وَبَعْدَ وُجُودِهَا.

وَلَـمَّا سَأَلَ اللهُ تعالى المَلائِكَةَ الكِرَامَ عَن أَسْمَاءِ الأَشْيَاءِ، فَلَمْ تَسْتَحِ المَلائِكَةُ من رَدِّ عِلْمِ المَجْهُولِ إلى عَالِمِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْـمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾.

المُعَلِّمُ الأَوَّلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد كَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُعَلِّمُ الأُمَّةَ أَنْ تَقُولَ لَمَا لا تَعْلَمُ: لا أَعْلَمُ.

روى الشِّعْبِيُّ عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ خَرَجَ عَلَيْهِم وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَبْرَدَهَا على الكَبِدِ.

فَقِيلَ لَهُ: وَمَا ذَلِكَ؟

قَالَ: أَنْ تَقُولَ للشَّيْءِ لا تَعْلَمُهُ: اللهُ أَعْلَمُ.

أيُّها الإخوة الكرام: هَكَذَا يَكُونُ العُلَمَاءُ الذينَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، هَكَذَا كَانَ آلُ بَيْتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذينَ تَرَبَّوْا في بَيْتِ النُّبَوَّةِ، لَقَد تَرَبَّى سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ على أَنَّ العِلْمَ سَاحِلٌ لا بَحْرَ لَهُ، لا يُحِيطُ بِهِ إلا مَن وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمَاً، جَلَّ جَلالُهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: البَشَرُ كُلُّ البَشَرِ بِدُونِ اسْتِثْنَاءٍ بِضَاعَتُهُم في العِلْمِ أَمَامَ عِلْمِ اللهِ تعالى قَلِيلَةٌ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلَاً﴾.

وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ فلا عَيْبَ ولا عَارَ أَنْ يَقُولَ المُعَلِّمُ والعَالِمُ والشَّيْخُ والمُرَبِّي والأَبُ والمُدِيرُ والحَاكِمُ: لا أَدْرِي، إِذَا سُئِلَ عَن مَسْأَلَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ فِيهَا.

يَقُولُ الماورديُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: فَإِذَا لَمْ يَكُنْ إلى الإِحَاطَةِ بالعِلْمِ سَبِيلٌ، فلا عَارَ أَنْ يُجْهَلَ بَعْضُهُ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ في جَهْلِ بَعْضِهِ عَارٌ، لَمْ يُقْبَحْ بِهِ أَنْ يَقُولَ: لا أَعْلَمُ، فِيمَا لَيْسَ يَعْلَمُ.

أيُّها الإخوة الكرام: القُبْحُ كُلُّ القُبْحِ، أَنْ يُوهِمَ الإِنْسَانُ النَّاسَ وَيُدَلِّسَ عَلَيْهِم بِكَلامٍ خَاطِئٍ مَغْلُوطٍ، عِنْدَمَا يُسْأَلُ عَمَّا لا يَعْلَمُ، لِأَنَّهُ سَوْفَ يُفْضَحُ عَاجِلاً أَمْ آجِلاً.

أيُّها الإخوة الكرام: اُنْظُرُا إلى المُعَلِّمِ الأَوَّلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي عَلَّمَهُ اللهُ تعالى مَا لَمْ يَعْلَمْ، وَكَانَ فَضْلُهُ عَلَيْهِ عَظِيمَاً، لَقَد كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِمَا لا يَعْلَمُ: لا أَعْلَمُ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الوَحْيُ من اللهِ تعالى، وَلَمْ يَمْنَعْهُ من ذَلِكَ قَوْلُ حَاسِدٍ أَو مُنَافِقٍ، فَتَأَمَّلُوا ذَلِكَ وَتَدَبَّرُوهُ، حَتَّى يَهُونَ عَلَيْكُم قَوْلُ: لا أَعْلَمُ.

أولاً: «لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ»:

أيُّها الإخوة الكرام: سَيِّدُ المَخْلُوقَاتِ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: لا أَدْرِي، وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ خَلْقِ اللهِ تعالى على الإِطْلاقِ.

روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، جَاءَ يَهُودِيٌّ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ.

فَقَالَ: «مَنْ؟».

قَالَ: رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ.

قَالَ: «ادْعُوهُ».

فَقَالَ: «أَضَرَبْتَهُ؟».

قَالَ: سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ؛ قُلْتُ: أَيْ خَبِيثُ، عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (يَفْزَعُونَ) فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الْأُولَى».

أيُّها الإخوة الكرام: لا تَتَكَلَّمُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، لا فِي أُمُورِ الدُّنْيَا، ولا في أُمُورِ الدِّينِ، وَاطْلُبُوا العِلْمَ من مَصَادِرِهِ، فَلَيْسَ بِعَيْبٍ ولا عَارٍ أَنْ يَقُولَ أَحَدُنَا عَن مَسْأَلَةٍ: لا أَعْلَمُ؛ وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا أَبْرَدَهَا على الكَبِدِ.

ثانياً: أَيُّ البِقَاعِ خَيْرٌ؟

أيُّها الإخوة الكرام: صَدَقَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِقَوْلِهِ: مَا أَبْرَدَهَا على الكَبِدِ؛ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، لِأَنَّ أَمِينَ وَحْيِ السَّمَاءِ، وَأَمَينَ وَحْيِ الأَرْضِ، قَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: لا أَدْرِي.

روى الإمام الحاكم عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ البِقَاعِ خَيْرٌ؟

فَقَالَ: «لا أَدْرِي».

فَقَال : أَيُّ البِقَاعِ شَرٌّ؟

فَقَالَ: «لا أَدْرِي».

فَقَالَ: سَلْ رَبَّكَ.

قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ جِبْرِيلُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي سُئِلْتُ: أَيُّ البِقَاعِ خَيْرٌ؟ وأَيُّ البِقَاعِ شَرٌّ؟ فَقُلْتُ: لا أَدْرِي».

فَقَالَ جِبْرِيلُ: وَأَنَا لا أَدْرِي، حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي.

قَالَ: فَانْتَفَضَ جِبْرِيلُ انْتِفَاضَةً كَادَ أَنْ يُصْعَقَ مِنْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ اللهُ: يَا جِبْرِيلُ، يَسْأَلُكَ مُحَمَّدٌ: أَيُّ البِقَاعِ خَيْرٌ؟ فَقُلْتَ: لا أَدْرِي، فَسَأَلَكَ: أَيُّ البِقَاعِ شَرٌّ؟ فَقُلْتَ: لا أَدْرِي، وَإِنَّ خَيْرَ البِقَاعِ المَسَاجِدُ، وَشَرَّ البِقَاعِ الأَسْوَاقُ.

ثالثاً: «مَا الْـمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِن السَّائِلِ»:

أيُّها الإخوة الكرام: لِنُقِرَّ بِجَهْلِنَا، وَلْنَعْتَرِفْ بِذَلِكَ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يُعَلِّمَنَا، وَلْنَكُنْ عل حَذَرٍ من أَنْ نَقُولَ في دِينِ اللهِ تعالى خَاصَّةً مَا لا نَعْلَمُ، هذا سَيِّدُنَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ هذا سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَيُجِيبُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أيُّها الإخوة الكرام: سَأَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَن الإِسْلامِ، فَأَجَابَهُ، وَسَأَلَهُ عَن الإِيمَانِ، فَأَجَابَهُ، وَسَأَلَهُ عَن الإِحْسَانِ، فَأَجَابَهُ، وَعِنْدَمَا سَأَلَهُ عَن السَّاعَةِ، أَجَابَهُ  بِمَا مَعنَاهُ لا أَدْرِي، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ جِبْرِيلُ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: فَأَخْبِرْنِي عَن السَّاعَةِ.

قَالَ: «مَا الْـمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِن السَّائِلِ».

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً عَرَفَ حَدَّهُ فَوَقَفَ عِنْدَهُ، لا تَتَجَرَّؤُوا على الفَتْوَى، لا تَتَكَلَّمُوا بِدُونِ عِلْمٍ، تَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾.

قُولُوا لِمَا لا تَعْلَمُوهُ: لا نَعْلَمُ، فهذا سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ: مَا أَخَذَ اللهُ العَهْدَ على أَهْلِ الجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا، حَتَّى أَخَذَ على أَهْلِ العِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.

وَيَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَيْسَ الخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ، وَلَكِنَّ الخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ، وَيَعْظُمَ حِلْمُكَ، وَأَنْ تُبُاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللهَ، وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ، ولا خَيْرَ في الدُّنْيَا إلا أَحَدُ رَجُلَيْنِ، رَجُلٌ أَذْنَبَ ذَنْبَاً فَهُوَ تَدَارَكَ ذَلِكَ بِتَوْبَةٍ، أَو رَجُلٌ يُسَارِعُ في الخَيْرَاتِ؛ ولا يَقِلُّ عَمَلٌ في تَقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟

نَسْأَلُكَ يَا رَبَّنَا عِلْمَاً نَافِعَاً، وَرِزْقَاً وَاسِعَاً، وَشِفَاءً من كُلِّ دَاءٍ، وَوَفِّقْنَا لِأَنْ نَقِفَ عِنْدَ حَدِّنَا. آمين.

**        **      **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 6/ ربيع الأول /1437هـ، الموافق: 17/كانون الأول/ 2015م