105ـ نحو أسرة مسلمة: الأجور المترتبة على الزواج (2)

 

 نحو أسرة مسلمة

105- الأجور المترتبة على الزواج (2)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد امْتَنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيْنَا بِنِعْمَةِ الزَّوَاجِ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾. إِنَّهُ من أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى على الرِّجَالِ والنِّسَاءِ على حَدٍّ سَوَاءٍ، الزَّوَاجُ هُوَ صِلَةٌ لِسَكَنِ القَلْبِ والنَّفْسِ، وَصِلَةُ رَاحَةٍ للجَسَدِ والقَلْبِ، وَهُوَ صِلَةُ اسْتِقْرَارٍ للرَّجُلِ والمَرْأَةِ، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ عَلاقَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ بِطَرِيقٍ مَشْرُوعٍ، وبَيْنَ عَلاقَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ بِطَرِيقٍ غَيْرِ مَشْرُوعٍ، الأَوَّلُ حَيَاتُهُ طَيِّبَةٌ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحَاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾. والآخَرُ حَيَاتُهُ شَقَاءٌ وَضَنْكٌ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرَاً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد عَزَفَ كَثِيرٌ من الشَّبَابِ عَن الزَّوَاجِ، وَاكْتَفَوْا بالعَلاقَاتِ غَيْرِ المَشْرُوعَةِ، فَعَاشُوا حَيَاةَ شَقَاءٍ وَضَنْكٍ، وَإِنْ دَعَوْتَهُم إلى الزَّوَاجِ، بَدَؤُوا يَتَعَلَّلُونَ بِعِلَلٍ وَاهِيَةٍ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

أيُّها الإخوة الكرام: الزَّوَاجُ بالنِّيَّةِ الصَّالِحَةِ يَكُونُ عِبَادَةً للهِ عزَّ وجلَّ، وَيَكُونُ الزَّوْجُ مَأْجُورَاً بِنِيَّتِهِ الصَّالِحَةِ، وكذلكَ الزَّوْجَةُ. بالنِّيَّةِ الصَّالِحَةِ يُنَالُ أَجْرُ طَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وَأَجْرُ إِحْيَاءِ سُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَيَنَالُ الزَّوْجُ أَجْرَ الإِنْفَاقِ على الزَّوْجَةِ والوَلَدِ.

الأُجُورُ المُتَرَتِّبَةُ على الزَّوَاجِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من تَمَامِ فَضْلِ اللهِ عزَّ وجلَّ عَلَيْنَا، أَنَّهُ رَتَّبَ لَنَا على الزَّوَاجِ الذي فِيهِ قَضَاءُ حَاجَتِنَا أُجُورَاً عَظِيمَةً، مِنْهَا:

أولاً: أَجْرُ الإِعَانَةِ على طَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ:

أيُّها الإخوة الكرام: من أَعْظَمِ أَسْبَابِ السَّعَادَةِ في بَيْتِ الرَّجُلِ المُسْلِمِ، تَعَاوُنُ الزَّوْجَيْنِ على طَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وعلى العِبَادَاتِ، وفي ذلكَ مَرْضَاةٌ للهِ عزَّ وجلَّ، وَتَحْقِيقٌ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾.

فَإِذَا أَعَانَ العَبْدُ أَخَاهُ على طَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ فَلَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ، وَلَكِنْ قَد تَمُرُّ عَلَيْهِ بَعْضُ الأَوْقَاتِ لا يَسْتَطِيعُ ذلكَ، أَمَّا عِنْدَمَا يَكُونُ مُتَزَوِّجَاً، فَإِنَّ هذا التَّعَاوُنَ يَكُونُ دَائِمَاً، وَلَقَد رَغَّبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالزَّوَاجِ لِيَنَالَ كُلٌّ من الزَّوْجَيْنِ أَجْرَ التَّعَاوُنِ بَيْنَهُمَا على طَاعَةِ اللهِ تعالى.

روى الإمام أحمد وأَبُو داود والحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللهُ رَجُلَاً قَامَ مِن اللَّيْلِ، فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ، نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، وَرَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِن اللَّيْلِ، فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى، نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ».

أيُّها الإخوة الكرام: مَن عَزَفَ عَن الزَّوَاجِ بِاخْتِيَارِهِ، وَهُوَ قَادِرٌ على الزَّوَاجِ فَوَّتَ على نَفْسِهِ خَيْرَاً عَظِيمَاً، والذي من جُمْلَتِهِ أَنَّهُ حُرِمَ دَعْوَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللهُ رَجُلَاً قَامَ مِن اللَّيْلِ». وَكَذَلِكَ مَن عَزَفَتْ عَن الزَّوَاجِ، لِعِلَّةٍ من العِلَلِ الوَاهِيَةِ، حُرَمِتْ دَعْوَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَرَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِن اللَّيْلِ».

ثانياً: أَجْرُ تَرْبِيَةِ الأَوْلادِ:

أيُّها الإخوة الكرام: مَن أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى، وَوَفَّقَهُ للزَّوَاجِ، فَإِنَّهُ يَنَالُ أَجْرَ تَرْبِيَةِ الأَبْنَاءِ، روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ وَزَوَّجَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ».

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، أَو ابْنَتَانِ، أَوْ أُخْتَانِ، فَيَتَّقِي اللهَ فِيهِنَّ، وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

وروى الإمام مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ ـ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ـ».

وروى الإمام البخاري عَن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثْتُهُ.

فَقَالَ: «مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئَاً، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرَاً مِن النَّارِ».

أيُّها الإخوة الكرام: مَن أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى بالزَّوَاجِ، وَرَزَقَهُ اللهُ تعالى الوَلَدَ، وَخَاصَّةً البَنَاتِ، وَرَعَى أَوْلادَهُ، مَعَ الالْتِزَامِ بالشَّرْعِ الشَّرِيفِ، كُنَّ لَهُ سِتْرَاً من النَّارِ، وَكَانَ بِمَعِيَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَكَم مِمَّنْ حُرِمَ من هذا الأَجْرِ بِعِلَلٍ وَاهِيَةٍ؟

وَكَانَ بَعْضُ العُلَمَاءِ مُتَفَرِّغَاً للدَّعْوَةِ إلى اللهِ تعالى، وَكَانَ عَالِمَاً عَامِلاً، إلا أَنَّهُ كَانَ تَارِكَاً للزَّوَاجِ، فَتَحَسَّرَ آخِرَ عُمُرْهِ وَقَالَ: لَقَد فَاتَتْنِي سُنَّةٌ من سُنَنِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ألا وَهِيَ مُلاعَبَتُهُ للصِّبْيَانِ، حَيْثُ كَانَ  سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُلاعِبُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، وَيُرْكِبُهُمَا ظَهْرَهُ الشَّرِيفَ، وَيَقُولُ: وَأَنَا عَزَفْتُ عَن الزَّوَاجِ، فَلَمْ أَنَلْ شَرَفَ هذهِ السُّنَّةَ سُنَّةَ لزَّوَاجِ، وَلَمْ أَنَلْ شَرَفَ اتِّبَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مُدَاعَبَتِهِ للصِّبْيَانِ. لَقَد فَوَّتَ عَلَى نَفسِهِ سُنَّتَينِ مِن سُنَنِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

ثالثاً: أَجْرُ مُعَاشَرَةِ الزَّوْجَةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: مَن أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى بِنِعْمَةِ الزَّوَاجِ، فَإِنَّهُ يَنَالُ أَجْرَ مُعَاشَرَةِ الزَّوْجَةِ، روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ نَاسَاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. (أَهْلُ الدُّثُورِ: هُم أَهْلُ المَالِ الكَثِيرِ).

قَالَ: «أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ».

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟!

قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ، فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ». هذَا استِحضَارُ النِيَّةِ الصَالِحَةِ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الأَعمَالُ بِالنِيَّاتِ».

أيُّها الإخوة الكرام: إِنَّهَا دَعْوَةٌ تَرْغِيبِيَّةٌ للزَّوَاجِ، وَلِتَكْوِينِ الأُسْرَةِ، حَيْثُ جَعَلَ اللهُ تعالى ثَوَابَاً وَأَجْرَاً على قَضَاءِ الوَطَرِ عَن طَرِيقٍ مَشْرُوعٍ، فالزَّوَاجُ حِصْنٌ حَصِينٌ للزَّوْجِ وللزَّوْجَةِ وللمُجْتَمَعِ، لأَنَّ الإِنْسَانَ إِنْ لَمْ يَتَزَوَّجْ أَيَّامَ شَبَابِهِ رُبَّمَا عَاثَ في الأَرْضِ فَسَادَاً، فَمَنْ عَزَفَ عَن الزَّوَاجِ حُرِمَ أَجْرَ الصَّدَقَةِ في إِعْفَافِ نَفْسِهِ عَن الحَرَامِ، وَإِعْفَافِ زَوْجَتِهِ.

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد كَانَ من هَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ التَّرْغِيبُ في النِّكَاحِ، روى الإمام الحاكم والترمذي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «يَا عَلِيُّ، ثَلَاثٌ لَا تُؤَخِّرْهَا، الصَّلَاةُ إِذَا أَتَتْ، وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالْأَيِّمُ إِذَا وَجَدْتَ لَهَا كُفْئَاً».

وَمَن عَزَفَ عَن النِّكَاحِ بِغَيْرِ سَبَبٍ وَبِغَيْرِ عُذْرٍ مَشْرُوعٍ، فَوَّتَ على نَفْسِهِ أُجُورَاً عَظِيمَةً، وَسَوْفَ يَتَحَسَّرُ عَلَيْهَا عَاجِلاً، أو آجِلاً.

اللَّهُمَّ هَيِّءْ لِشَبَابِنَا الزَّوْجَاتِ الصَّالِحَاتِ، وَلِبَنَاتِنَا الشَّبَابَ الصَّالِحِينَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 10/ صفر /1437هـ، الموافق: 22/ تشرين الثاني / 2015م