48ـ أشراط الساعة: الريح الطيبة التي تأخذ أرواح المؤمنين

 

 أشراط الساعة

48ـ  الريح الطيبة التي تأخذ أرواح المؤمنين

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: من عَلامَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ التي أَخْبَرَ عَنْهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: إِرْسَالُ رِيحٍ لَطِيفَةٍ بَارِدَةٍ تَقْبِضُ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ، حَتَّى لا تُبْقِيَ مَن كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ من إِيمَانٍ، تَقْبِضُ أَرْوَاحَهُم من تَحْتِ آبَاطِهِم، فَيَمُوتُونَ جَمِيعَاً، ولا يَبْقَى إلا شِرَارُ الخَلْقِ، لا يَبْقَى إلا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ، يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الحُمُرِ، عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.

روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحَاً مِن الْيَمَنِ، أَلْيَنَ مِن الْحَرِيرِ (إِشَارَةٌ إِلَى الرِّفْقِ بِهِمْ، وَالْإِكْرَامِ لَهُمْ) فَلَا تَدَعُ أَحَدَاً فِي قَلْبِهِ ـ قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ: مِثْقَالُ حَبَّةٍ ـ ـ و قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ـ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ».

وروى كذلكَ عَن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ (أَيْ: حَقَّرَ شَأْنَهُ، وعَظَّمَ فِتْنَتَهُ) حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ (أَيْ: في نَاحِيَتِهِ وَجَانِبِهِ).

ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِن الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِن الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِن النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِن الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِن النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِن الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخْذَ مِن النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحَاً طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ».

(الْعِصَابَةُ: الْجَمَاعَةُ؛ والقِحْفُ: هُوَ مُقَعَّرُ القِشْرِ).

(الرِّسْلُ: هُوَ اللَّبَن).

(اللِّقْحَةُ: الْقَرِيبَةُ الْعَهْدِ بِالْوِلَادَةِ).

(الْفِئَامُ: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ).

(الْفَخْذُ: الْجَمَاعَةُ مِن الْأَقَارِبِ، وَهُمْ دُونَ الْبَطْنِ، وَالْبَطْنُ دُونَ الْقَبِيلَةِ).

(يَتَهَارَجُونَ: أَيْ: يُجَامِعُ الرِّجَالُ النِّسَاءَ بِحَضْرَةِ النَّاسِ كَمَا يَفْعَلُ الْحَمِيرُ، وَلَا يَكْتَرِثُونَ لِذَلِكَ).

وروى كذلكَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى».

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾. أَنَّ ذَلِكَ تَامَّاً. أَي إِنِّي كُنتُ لَأَظُنُّ أنَّ ظُهُورَ الدِّينِ عَلَى كُلِّ الأَديَانِ يَكُونُ تَامَّاً ومُسْتَمِرَّاً إِلى يَومِ القِيَامَةِ.

قَالَ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحَاً طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ».

وروى كذلكَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، قَالَ: ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحَاً كَرِيحِ الْمِسْكِ، مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ، فَلَا تَتْرُكُ نَفْسَاً فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِن الْإِيمَانِ إِلَّا قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.

لا تَقُومُ السَّاعَةُ إلا على شِرَارِ الخَلْقِ:

أيُّها الإخوة الكرام: بَعْدَ انْتِشَارِ الإِسْلامِ في زَمَنِ المَهْدِيِّ، وَبَعْدَ نُزُولِ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَبَعْدَ عَوْدَةِ النَّاسِ لِدِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وَارْتِفَاعِ رَايَةِ الإِسْلامِ، وَحُصُولِ أَمْنٍ وَرَخَاءٍ عَجِيبٍ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بالحَيَّاتِ ولا تَضُرُّهُم، وَتَرْعَى الأُسُودُ مَعَ الجِمَالِ، والنُّمُورُ مَعَ البَقَرِ، بَعْدَ هذا الانْتِشَارِ العَظِيمِ للإِسْلامِ الذي يَعُمُّ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، يُقَدِّرُ اللهُ تعالى بِأَنْ يُضْعِفَ الإِسْلامَ مَرَّةً أُخْرَى، وَيَنْتَفِشَ الشَّرُّ وَيَظْهَرَ وَيَعْلُو، وذلكَ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ، عِنْدَهَا يَخْتَارُ اللهُ تعالى لهذا الدِّينِ أَنْ يُرْفَعَ من الأَرْضِ، فَيُرْفَعَ القُرْآنُ، وَيَذْهَبَ العِلْمُ، وَيَنْدَرِسَ الإِسْلامُ.

روى الحاكم وابن ماجه عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ (يَخْتَفِي أَثَرُهُ) كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ (الوَشْيُ: العَلَامَةُ والنَّقْشُ) حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِن النَّاسِ، الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ فَنَحْنُ نَقُولُهَا».

فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ؟

فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ؛ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثَاً، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: يَا صِلَةُ، تُنْجِيهِمْ مِن النَّارِ ـ ثَلَاثَاً ـ.

وروى الإمام البخاري عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَو التَّمْرِ (أَيْ: كَنُخَالَةِ الشَّعِيرِ، وَدِقَلِ التَّمْرِ) لَا يُبَالِيهِمُ اللهُ بَالَةً (أَيْ: لَا يَرْفَعُ لَهُمْ قَدْرَاً، وَلَا يُقِيمُ لَهُمْ وَزْنَاً)».

وروى الإمام مسلم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ قَالَ: «فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ، وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفَاً، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرَاً، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟

فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ».

(فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ، وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ: مَعْنَاهُ: يَكُونُونَ فِي سُرْعَتِهِمْ إِلَى الشُّرُورِ وَقَضَاءِ الشَّهَوَاتِ وَالْفَسَادِ كَطَيَرَانِ الطَّيْرِ، وَفِي الْعُدْوَانِ وَظُلْمِ بَعْضِهِمْ بَعْضَاً فِي أَخْلَاقِ السِّبَاعِ الْعَادِيَةِ).

أيُّها الإخوة الكرام: في ذلكَ الوَقْتِ يَتَدَنَّى المُسْتَوَى الأَخْلاقِيُّ عِنْدَ النَّاسِ تَدَنِّيَاً هَائِلاً، بِحَيْثُ تَصِيرُ الفَوَاحِشُ جِهَارَاً نَهَاراً، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه البَزَّارُ وابْنُ حِبَّانَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَسَافَدُوا في الطُّرُقِ تَسَافُدَ الحَمِيرِ» (تَسَافَدَ: أَيْ: نَزَا بَعْضُهُ على بَعْضٍ، وَهُوَ التَّهَارُجُ).

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: أيُّها الإخوة الكرام: فَمِنْ عَلامَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ إِرْسَالُ رِيحٍ لَطِيفَةٍ بَارِدَةٍ تَأْخُذُ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ، وذلكَ بَعْدَ مَقْتَلِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ والدَّجَّالِ، وَبَعْدَ وَفَاةِ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَتَأْتِي هذهِ الرِّيحُ من اليَمَنِ، وفي رِوَايَةٍ من الشَّامِ.

روى الإمام مسلم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ ـ لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرَاً، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامَاً ـ فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحَاً بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ (أَيْ: في وَسَطِهِ وَدَاخِلِهِ) لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ».

وَقَالَ شُرَّاحُ الحَدِيثِ: يُحْتَمَلُ أَنَّهَا رِيحَانِ، رِيحٌ شَامِيَّةٌ، وَرِيحٌ يَمَانِيَّةٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ مَبْدَأَهَا من أَحَدِ الإِقْلِيمَيْنِ، ثمَّ تَصِلُ إلى الآخَرِ، وَتَنْتَشِرُ عِنْدَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَقْبِضَنَا إِلَيْهِ من غَيْرِ فِتْنَةٍ ولا مِحْنَةٍ. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 13/صفر /1437هـ، الموافق: 25/تشرين الثاني / 2015م