63ـ مع الصحابة وآل البيت: يا لها من شهادة

.

مع الصحابة وآل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

63ـ يا لها من شهادة

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ سَلَفَ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَآلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم أَقْبَلُوا على القُرْآنِ العَظِيمِ إِقْبَالَاً مُنْقَطِعَ النَّظِيرِ، وَإِنَّ وَقْفَةً مَعَ بَعْضِ أَحْوَالِهِم تُبَيِّنُ لَنَا مَا كَانُوا عَلَيْهِ، مِنْ حُسْنِ التَّعَامُلِ مَعَ هَذَا القُرْآنِ العَظِيمِ، حَتَّى شَهِدَ اللهُ تعالى لَهُم بِقَوْلِهِ: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾. أُخْرِجَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ مِنْ بَيْنِ دَفَّتَيِ المُصْحَفِ الشَّرِيفِ، مِنْ بَيْنِ آيَاتِ اللهِ تعالى.

أُخْرِجَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ على ضَوْءِ تَوجِيهَاتِ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ؛ لَقَد كَانَ سَلَفُ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَآلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم مُتَحَقِّقِينَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الصَّحَابَةُ وَآلُ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم لَمْ يَتَلَقَّوُا القُرْآنَ العَظِيمِ تَلَقِّيَاً بَارِدَاً، بَلْ تَلَقَّوهُ تَلَقِّيَاً عَمَلِيَّاً، وَأَيْقَنُوا أَنَّهُم هُمُ المَعْنِيُّونَ بِخِطَابِ اللهِ تعالى لَهُم بِقَوْلِهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾.

فَهَذَا سَيِّدُنَا ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾. فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ؛ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ، أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ. رواه البيهقي.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: جَاءَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَـمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾. شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَد كَانَ الصَّحَابَةُ وَآلُ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالخَشْيَةِ، لَـمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾. فَكَّرُوا في أَنْفُسِهِم: مَنْ مِنَّا لَمْ يَقَعْ في الظُّلْمِ؟ لِأَنَّهُم كَانُوا حَرِيصِينَ كُلَّ الحِرْصِ على نَيْلِ الأَمْنِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وعلى الهِدَايَةِ أَيْضَاً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾. وَلَنْ تَتَحَقَّقَ الهِدَايَةُ في الآخِرَةِ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ إلا لِمَنِ اهْتَدَى في الدُّنْيَا، لِأَنَّ الهِدَايَةَ في الآخِرَةِ بِهَا النَّجَاةُ مِنْ أَهْوَالِ ذَلِكَ المَوْقِفِ العَظِيمِ الذي تَشِيبُ فِيهِ الوِلْدَانُ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ﴾.

فَفِي ذَاكَ اليَوْمِ يَحْتَاجُ إلى هِدَايَةٍ يَخْرُجُ بِهَا مِنْ تِلْكَ الأَهْوَالِ، وَيَنْجُو بِهَا مِنْ تِلْكَ المَزَالِقِ، وَيَجُوزُ بِهَا الصِّرَاطَ الذي وَرَدَ في وَصْفِهِ «وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ، عَلَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللهُ» رواه الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا.

يَا لَهَا مِنْ شَهَادَةٍ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ مِنْ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، حَتَّى حَازَ على شَهَادَةٍ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ فَبَدَأَ بِهِ ـ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ». يَا لَهَا مِنْ شَهَادَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ الصَّادِقِ المَصْدُوقِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَد كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَعْلَمُ هَذِهِ النِّعْمَةَ الكَبِيرَةَ، وَهَذَا الشَّرَفَ العَظِيمَ، فَكَانَ يَقُولُ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا مِنْ كِتَابِ اللهِ سُورَةٌ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ حَيْثُ نَزَلَتْ، وَمَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدَاً هُوَ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي، تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ، لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ» رواه الشيخان.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَتَأْكِيدَاً لِهَذِهِ الشَّهَادَةِ، كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ القُرْآنَ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ عَلَيَّ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟

قَالَ: «نَعَمْ». وفي رِوَايَةٍ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي».

فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدَاً﴾.

قَالَ: «حَسْبُكَ الآنَ». فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.

مَا هَذِهِ الكَرَامَةُ لابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؟

«سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ»:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَد كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَآلِ البَيْتِ أَهْلَاً لِتَحَقُّقِ قَوْلِ اللهِ تعالى فِيهِم: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمَاً﴾.

لَقَد مَرَّ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً على ابْنِ مَسْعُودٍ، وَكَانَ مَعَهُ الصِّدِّيقُ وَالفَارُوقُ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَائِمَاً يُصَلِّي للهِ عَزَّ وَجَلَّ، روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ؛ وَعَبْدُ اللهِ يُصَلِّي، وَافْتَتَحَ النِّسَاءَ فَسَجَلَهَا (قَرَأَهَا مُتَّصِلَةً).

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضَّاً (أَيْ: طَرِيَّاً) كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ».

ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ سَأَلَ؛ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ».

فَقَالَ فِيمَا سَأَلَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانَاً لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمَاً لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ.

فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يُبَشِّرُهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ خَارِجَاً، وَقَدْ سَبَقَهُ، فَقَالَ: إِنْ فَعَلْتَ لَقَدْ كُنْتَ سَبَّاقَاً بِالْخَيْرَاتِ.

هَلْ رَأَيْتُمْ شَهَادَةً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ الشَّهَادَةِ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضَّاً كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»؟

وَهَلْ سَمِعْتُمْ هَذِهِ البِشَارَةَ لَهُ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ»؟

وَهَلْ عَرَفْتُمْ كَيْفَ يَكُونُ الدُّعَاءُ للهِ تعالى، وَمَاذَا يَطْلُبُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟

حَقَّاً لَقَد صَدَقَ مَنْ قَالَ: خَيْرُ مَا تَطْلُبُهُ مِنْ رَبِّكَ، مَا هُوَ طَالِبُهُ مِنْكَ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَا كَانَتْ هَذِهِ الخَيْرِيَّةُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ إلا عِنْدَمَا الْتَزَمَتْ كِتَابَ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ تِلَاوَةً، وَسُلُوكَاً، وَعَمَلَاً، وَمَا حَادَتْ عَنْهُ قَيْدَ أُنْمُلَةٍ، بِهِ حَصَلَ لَهَا الشِّفَاءُ وَسَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

أَمَّا مَنْ حَادَ عَنْ كِتَابِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَنَكَّبَ الطَّرِيقَ، وَتَلَاعَبَ بِالآيَاتِ وَالأَحْكَامِ حَصَلَ لَهُ الشَّقَاءُ وَالاضْطِرَابُ وَالضِّيقُ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَا أَحْوَجَ الأُمَّةَ إلى تَحْقِيقِ قَوْلِ سَيِّدِنَا ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِيهَا: إِذَا سَمِعْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾. فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ؛ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ، أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ.

هَلِ الأُمَّةُ تُرْعِي سَمْعَهَا لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنَاً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنَاً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمَاً حَكِيمَاً﴾. أَمَّا أَنْ يَقْتُلَهُ عَمْدَاً بِاسْمِ الإِسْلَامِ، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيمَاً﴾. فَهَذِهِ طَامَّةٌ كُبْرَى والعِيَاذُ بِاللهِ تعالى.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً. آمين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 5/ شعبان /1437هـ، الموافق: 11/أيار / 2016م