23-دروس رمضانية 1437هـ:الصلاة عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفتح أبواب الخير

.

دروس رمضانية 1437هـ

23ـ الصلاة عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفتح أبواب الخير

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ مَجَّدَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ الثَّنَاءَ العَاطِرَ، وَأَعْلَى قَدْرَهُ، وَجَعَلَ لَهُ مِنَ المَكَانَةِ السَّامِيَةِ العَالِيةِ مَا لَا يَعْلَمُ قَدْرَهَا إلا اللهُ تعالى.

لَقَدْ رَفَعَ اللهُ تعالى ذِكْرَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الأَرْضِ وَفي السَّمَاءِ، فَقَالَ تعالى مُذَكِّرَاً بِنِعْمَتِهِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾.

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ سَيِّدِنَا حَسَّانِ بْنِ ثَابتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

أَغَـرُّ عَـلَـيْـهِ لِلـنُّـبُــوَةِ خَـاتَـمٌ   ***   مِـنَ اللهِ مَـشْـهُـودٌ يَـلُوحُ وَيُشْهَدُ

وَضَمَّ الْإِلَهُ اسْمَ النَّبِيِّ إِلَى اسْمِهِ   ***   إِذَا قَالَ فِي الْخَمْسِ الْـمُؤَذِّنُ أَشْهَدُ

وَشَـقَّ لَـهُ مِـنَ اسْـمِهِ لِـيُـجِـلَّهُ   ***   فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَـذَا مُحَـمَّـدُ

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: يُذْكَرُ بِأَنَّ هُوَلَاكُو سَأَلَ أَتْبَاعَهُ وَجُندَهُ: مَنْ هُوَ العَظِيمُ؟ ـ أو مَنْ هُوَ المَلِكُ؟ ـ

فَقَالوا لَهُ : أَنْتَ الذي دَوَّخْتَ البِلَادَ، وَمَلَكْتَ الأَرْضَ، وَطَاعَتْكَ المُلُوكُ؛ وَكَانَ المُؤَذِّنُ إِذْ ذَاكَ يُؤَذِّنُ.

فَقَالَ: لَا، المَلِكُ هَذَا الذي لَهُ أَزْيَدُ مِنْ سِتِّمِئَةِ سَنَةٍ قَدْ مَاتَ، وَهُوَ يُذْكَرُ على المَآذِنِ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكْفِيَهُ اللهُ تعالى هَمَّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَنْ يَغْفِرَ اللهُ تعالى ذَنْبَهُ، فَلْيُكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى الحاكم والترمذي عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللهَ، اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ».

قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟

فَقَالَ: «مَا شِئْتَ».

قُلْتُ: الرُّبُعَ؟

قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ».

قُلْتُ: النِّصْفَ؟

قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ».

قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟

قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ».

قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا.

قَالَ: «إِذَاً تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ».

وفي رِوَايَةٍ للإمام أحمد قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ».

أقْرَبُهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشْرَفِ الأَعْمَالِ، وَأَفْضَلِ القُرُبَاتِ، وَهِيَ سَبَبٌ لِنَيْلِ شَفَاعَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً».

وروى البيهقي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَإِنَّ صَلَاةَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً كَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً».

تَفْتَحُ أَبْوَابَ الخَيْرِ، وَتَنْفِي الفَقْرَ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَفْتَحُ أَبْوَابَ الخَيْرِ، وَتَنْفِي الفَقْرَ.

أَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَقْرَبُ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ؟

قَالَ: «صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنَا.

قَالَ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ، وَصَوْمُ الْهَوَاجِرِ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنَا.

قَالَ: «كَثْرَةُ الذِّكْرِ لِي وَالصَّلَاةُ عَلَيَّ تَنْفِي الْفَقْرَ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنَا.

قَالَ: «مَنْ أَمَّ قَوْمَاً فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ، وَالْعَلِيلَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الْحَاجَةِ».

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ عَلَاماتِ مَحَبَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَثْرَةُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَخَاصَّةً يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» رواه الإمام أحمد عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُوَفِّقَنَا للإِكْثَارِ مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

الجمعة: 12/ رمضان /1437هـ، الموافق: 17/ حزيران / 2016م