69ـ كلمات في مناسبات: العطاء في الحقيقة ابتلاء واختبار

.

69ـ كلمات في مناسبات: العطاء في الحقيقة ابتلاء واختبار

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: أَقْبَحُ وَصْفٍ في الإِنْسَانِ العُجْبُ وَالغُرُورُ بِمَا أَسْبَغَ اللهُ تعالى عَلَيْهِ مِنَ النِّعَمِ؛ وَالأَقْبَحُ مِنْهُ مَنْ ظَنَّ بِأَنَّ اللهَ تعالى لَا يُغَيِّرُ مَا بِهِ وَلَو كَانَ مُقِيمَاً على المَعْصِيَةِ؛ وَالأَقْبَحُ مِنْ هَذَا مَنْ ظَنَّ أَنَّ عَطَاءَ اللهِ تعالى لَهُ مَعَ إِقَامَتِهِ على المَعْصِيَةِ دَلِيلٌ على مَحَبَّةِ اللهِ تعالى لَهُ، وَأَنَّهُ سَيُعْطِيهِ في الآخِرَةِ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.

وَلَقَد ضَرَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا مَثَلَاً لِهَذَا الإِنْسَانِ المَغْرُورِ؛ رَجُلٌ جَعَلَ اللهُ تعالى لَهُ جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ، مَحْفُوفَتَيْنِ بِنَخْلٍ، وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا زَرْعَاً، وَفَجَّرَ خِلَالَهُمَا نَهَرَاً، فَقَالَ هَذَا الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالَاً وَأَعَزُّ نَفَرَاً * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدَاً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرَاً مِنْهَا مُنْقَلَبَاً﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَذَا العَبْدُ المَغْرُورُ نَظَرَ إلى نِعْمَةِ اللهِ تعالى عَلَيْهِ، وَظَنَّ أَنَّ اللهَ تعالى لَا يُغَيِّرُ مَا بِهِ مِنَ النِّعْمَةِ رَغْمَ إِقَامَتِهِ على المَعْصِيَةِ، وَظَنَّ كَذَلِكَ أَنَّ هَذَا مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ تعالى لَهُ، وَمِنْ إِكْرَامِهِ لَهُ، وَأَنَّ مَا بِصَاحِبِهِ مِنْ فَقْرٍ وَحَاجَةٍ إِنَّمَا هُوَ لِهَوَانِهِ عِنْدَ اللهِ تعالى؛ وَمَا عَلِمَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا﴾.

هَذَا العَبْدُ المَغْرُورُ المُعْجَبُ بِنَفْسِهِ بِمَا آتَاهُ اللهُ تعالى مِنْ نِعَمٍ، قَاسَ مَكَانَتَهُ في الآخِرَةِ على مَكَانَتِهِ في الدُّنْيَا، فَأَفْصَحَ عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرَاً مِنْهَا مُنْقَلَبَاً﴾. وَلَكِنْ كَانَتْ عَاقِبَتُهُ وَخِيمَةً، فَبَدَّلَ اللهُ تعالى مَا بِهِ مِنَ النِّعَمِ، وَأَحَلَّ مَحَلَّهَا نِقَمَاً، فَانْقَلَبَتِ النِّعْمَةُ إلى نِقْمَةٍ، وَكَانَتْ نَتِيجَتُهُ كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدَاً * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرَاً﴾.

العَطَاءُ في الحَقِيقَةِ ابْتِلَاءٌ وَاخْتِبَارٌ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَد بَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا في القُرْآنِ العَظِيمِ، بِأَنَّ العَطَاءَ في حَقِيقَتِهِ ابْتِلَاءٌ وَاخْتِبَارٌ للعَبْدِ، لَا كَمَا يَتَوَهَّمُ العَبْدُ الغَافِلُ المُعْجَبُ المَغْرُورُ بِعَطَاءِ اللهِ تعالى لَهُ، قَالَ تعالى: ﴿لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى﴾.

لَقَد هَدَّدَ اللهُ تعالى مَنْ كَانَ هَذَا تَصَوُّرَهُ وَطَبْعَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾.

ثمَّ بَيَّنَ وَصْفَ هَذَا العَبْدِ المَغْرُورِ المُعْجَبِ بِذَاتِهِ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ﴾.

وَرَدَّ اللهُ تعالى على مَنْ قَالَ وَظَنَّ أَنَّ عَطَاءَ اللهِ تعالى الدُّنْيَا للعَبْدِ دَلِيلٌ على مَحَبَّتِهِ لَهُ، وَبَيَّنَ أَنَّمَا هُوَ ابْتِلَاءٌ وَاخْتِبَارٌ إِنْ أَعْطَى، وَإِنْ مَنَعَ، فَقَالَ تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا﴾. أَيْ: لَيْسَ كُلُّ مَنْ سُقْتُ إِلَيْهِ النِّعَمَ المَادِّيَّةَ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ في رِزْقِهِ، وَجَعَلَتْهُ يَرْأَسُ وَيَتَرَبَّعُ، دَلِيلَاً على كَرَامَتِهِ عِنْدَ اللهِ تعالى، وَلَيْسَ كُلُّ مَنِ ابْتَلَيْتُهُ وَضَيَّقْتُ عَلَيْهِ في رِزْقِهِ دَلِيلَاً على مَهَانَتِهِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ بَلْ كُلٌّ مِنْهُمَا في حَالَةِ ابْتِلَاءٍ؛ فَمَنْ شَكَرَ شُكِرَ، وَمَنْ صَبَرَ ظَفِرَ، وَأَمَّا مَنْ طَغَى وَتَجَبَّرَ وَأُعْجِبَ بِنَفْسِهِ وَاغْتَرَّ فَقَد هَلَكَ، وَمَنْ ضَجِرَ فَقَد خَابَ وَخَسِرَ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَقُولُ التَّابِعِيُّ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: إِذَا رَأَيْتَ اللَه يُتَابِعُ نِعَمَهُ عَلَيْكَ، وَأَنْتَ مُقِيمٌ على مَعَاصِيهِ، فَاحْذَرْهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ، يَسْتَدْرِجُكَ بِهِ.

قَالَ تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفَاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابَاً وَسُرُرَاً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفَاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: رُبَّ مُسْتَدْرَجٍ بِنِعَمِ اللهِ تعالى وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، وَرُبَّ مَغْرُورٍ بِسِتْرِ اللهِ تعالى وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، وَرُبَّ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ؛ وَأَعْظَمُ النَّاسِ غُرُورَاً مَنِ اغْتَرَّ بِالدُّنْيَا وَعَاجِلِهَا وَآجِلِهَا، فَآثَرَهَا على الآخِرَةِ، وَرَضِيَ بِهَا مِنَ الآخِرَةِ.

روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى».

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لِنَكُنْ على حَذَرٍ مِنَ الغُرُورِ وَالعُجْبِ، وَلْنَعْلَمْ بِأَنَّ مَا آتَانَا اللهُ تعالى مِنْ نِعَمٍ إِنَّمَا هُوَ في الحَقِيقَةِ اخْتِبَارٌ وَابْتِلَاءٌ، كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾.

لِنَذْكُرْ ذَاكَ اليَوْمَ الذي قَالَ اللهُ تعالى فِيهِ: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْـمُلْكُ الْيَوْمَ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾.

لِنَذْكُرْ ذَاكَ اليَوْمَ الجَلِيلَ خَطْبُهُ، العَظِيمَ خَطَرُهُ؛ ذَاكَ اليَوْمَ، الذي لَيْسَ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، الكُلُّ ظَاهِرٌ وَمَكْشُوفٌ، فَلَا زَيْفَ وَلَا خِدَاعَ وَلَا كَذِبَ، الكُلُّ وَاقِفٌ أَمَامَ اللهِ تعالى، أَمَامَ المَلِكِ الجَبَّارِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعَاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾. وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ: «يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْـمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْـمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْكَرِيمُ ».

فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا: لَيَخِرَّنَّ بِهِ .

وَلْنَذْكُرْ نَحْنُ مِنْ أَيِّ الفَرِيقَيْنِ يَوْمَ القِيَامَةِ: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئَاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ باللهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ﴾.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُجِيرَنَا مِنَ الغَفْلَةِ. آمين.

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 20/ رجب /1437هـ، الموافق: 27/ نيسان / 2016م