137- نحو أسرة مسلمة: بيوت المسلمين صارت هدفاً لسهام أعداء الأمة

نحو أسرة مسلمة

137ـ بيوت المسلمين صارت هدفاً لسهام أعداء الأمة

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: إِنَّ الاهْتِمَامَ بِالبَيْتِ الذي نَأْوِي إِلَيْهِ، وَرِعايَةَ الأُسْرَةِ هُوَ مِنْ هَدْيِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ اللهِ تعالى وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، فَهَذَا سَيِّدُنَا نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ حَرِيصَاً أَشَدَّ الحِرْصِ على رِعَايَةِ وَإِنْقَاذِ وَلَدِهِ مِنَ الضَّلَالِ، قَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَنْهُ: ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْـمَاءِ﴾. وَلَمَّا أَخَذَهُ اللهُ تعالى بِالغَرَقِ، تَحَرَّكَتِ الرَّحْمَةُ في قَلْبِ سَيِّدِنَا نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثَانِيَةً نَحْوَ وَلَدِهِ ﴿فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾.

وَهَذَا سَيِّدُنَا إِبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ شَيْخُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِمَامُ الحُنَفَاءِ، كَانَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على هِدَايَةِ أَبِيهِ للإِسْلَامِ، فَخَاطَبَهُ خِطَابَاً نَابِعَاً مِنْ قَلْبٍ رَؤُوفٍ رَحِيمٍ، فَقَالَ لَهُ: ﴿يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئَاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطَاً سَوِيَّاً * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيَّاً * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيَّاً﴾.

لَقَدْ كَانَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على هِدَايَتِهِ، وِعِنْدَمَا شَعَرَ بِدُنُوِّ أَجَلِهِ كَانَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على النُّصْحِ لِأَهْلِهِ وَحُسْنِ تَوْجِيهِهِمْ إلى نَجَاتِهِمْ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَجَمَعَ بَنِيهِ في مَرَضِ مَوْتِهِ وَأَوْصَاهُمْ، كَمَا أَخْبَرَنَا المَوْلَى عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ، فَقَالَ: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: مِنْ أَجْلِ سَلَامَةِ البُيُوتِ التي هِيَ اللَّبِنَةُ الأُولَى في المُجْتَمَعِ اهْتَمَّ بِهَا الإِسْلَامُ الاهْتِمَامَ البَلِيغَ، وَتَحَدَّثَ القُرْآنُ العَظِيمُ لَنَا عَمَّنْ كَانَ عِنْدَهُمُ الاهْتِمَامُ بِتَرْبِيَةِ أَهْلِيهِمْ، مِنْ هَؤُلَاءِ المُهْتَمِّينَ بِأَبْنَائِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ سَيِّدُنَا لُقْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، الذي كَانَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على أَهْلِ بَيْتِهِ، فَكَانَ يُقَرِّبُ وَلَدَهُ وَيَنْصَحُهُ وَيُوَجِّهُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنَاً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْـمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْـمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾.

﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ السَّابِقِينَ جَاءَ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيُتَمِّمَ هَذَا الأَمْرَ وَالتَّوْجِيهَ للاهْتِمَامِ بِالبُيُوتِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ تَوْجِيهِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَهُ في القُرْآنِ العَظِيمِ، فَقَالَ تعالى آمِرَاً لَهُ: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾. فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على تَبْلِيغِ دَعْوَتِهِ لِأَهْلِ بَيْتِهِ أَوَّلَاً، وَإِنْ كَانَ حِرْصُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على تَبْلِيغِ دَعْوَتِهِ للأُمَّةِ جَمْعَاءَ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا يُنْكِرُهُ إلا جَاحِدٌ.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: تَأَمَّلُوا في سِيرَتِهِ العَطِرَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِتَجِدُوا كَيْفَ اهْتَمَّ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِبَيْتِهِ أَوَّلَاً؛ لَقَدْ كَانَ أَوَّلَ النِّسَاءِ إِيمَانَاً وَإِسْلَامَاً زَوْجَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، وَسَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الذي كَانَ يُرَبِّيهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في بَيْتِهِ، وَمَوْلَاهُ الذي هُوَ في الأَصْلِ رَبِيبُهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُم جَمِيعَاً؛ لَقَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ مِنْ أَوَائِلِ المُسْلِمِينَ، لِأَنَّ الدَّعْوَةَ انْطَلَقَتْ مِنْ بَيْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَلِكَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ مِنْ أَوَّلِ الرِّجَالِ إسْلَامَاً، لِأَنَّهُ كَانَ الصَّاحِبَ وَالصَّدِيقَ وَالخَلِيلَ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

بُيُوتُ المُسْلِمِينَ صَارَتْ هَدَفَاً لِسِهَامِ أَعْدَاءِ الأُمَّةِ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: بُيُوتُ المُسْلِمِينَ اليَوْمَ صَارَتْ هَدَفَاً للسِّهَامِ المَسْمُومَةِ مِنْ أَعْدَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ، صَارَتْ هَدَفَاً لِرِمَاحِ مَكْرِهِمْ وَكَيْدِهِمُ الذي تَزُولُ مِنْهُ الجِبَالُ لَو تَحَقَّقَ، لَقَدْ أَرَادَ الـشَّرْقُ وَالغَرْبُ أَهْلُ الإِلْحَادِ وَالزَّنْدَقَةِ وَالفُسُوقِ وَالفُجُورِ أَنْ يُقَوِّضُوا بُيُوتَ المُسْلِمِينَ، وَيَهْدِمُوهَا، وَيُضَيِّعُوا إِيمَانَ القَوْمِ، وَيُفْسِدُوا الشَّبَابَ وَالشَّابَّاتِ، عَنْ طَرِيقِ وَسَائِلِ الإِعْلَامِ الحَدِيثَةِ.

وَجَّهُوا سِهَامَهُمُ المَسْمُومَةَ لِبُيُوتِنَا تَحْتَ شِعَارَاتٍ بَرَّاقَةٍ، دَعَوْا إلى الحُرِّيَّاتِ، وَالمُسَاوَاةِ، وَالتَّنَكُّرِ لِكُلِّ مَوْرُوثٍ، وَالتَّقْلِيدِ للأَعْمَى للغَرْبِ، حَيْثُ جَعَلُوهُ إِلَهَاً يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ تعالى ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ.

خُبْثٌ وَمَكْرٌ وَخِدَاعٌ، وَالوَاقِعُ فَضَحَهُمْ، وَلَكِنَّ الكَثِيرَ مِنَ المُسْلِمِينَ في حَالَةِ غَفْلَةٍ عَنْ هَذِهِ الحَقِيقَةِ، رَغْمَ الوَاقِعِ المَرِيرِ الذي تَمُرُّ بِهِ بِلَادُنَا اليَوْمَ مِنْ خِلَالِ مَكْرِ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ، تَحْتَ شِعَارِ الرَّبِيعِ العَرَبِيِّ.

لَقَدْ مَزَّقُوا الأُمَّةَ التي كَانَتْ مُعْتَصِمَةً بِكِتَابِ اللهِ تعالى، وَالتي كَانَتْ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ، حَتَّى وَصَلَ التَّمْزِيقُ إلى البَيْتِ الوَاحِدِ، فَوَقَعَ العَدَاءُ بَيْنَ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ، وَالأَزْوَاجِ.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدْ حَذَّرَنَا اللهُ تعالى مِنَ الضَّيَاعِ وَالتَّمَزُّقِ بَعْدَ الهُدَى وَالاعْتِصَامِ بِكِتَابِ اللهِ تعالى، لَقَدْ حَذَّرَنَا مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ، فَقَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَنْ عَدَاوَةِ هَؤُلَاءِ الذينَ أَبْطَنُوا العَدَاوَةَ وَالحِقْدَ، وَأَظْهَرُوا الحُبَّ وَالإِخَاءَ، وَأَشْهَدُوا اللهَ على مَا في قُلُوبِهِمْ وَهُمْ أَلَدُّ الخِصَامِ، بِإِعْلَانِ أُسْتَاذِهِمْ وَمُرْشِدِهِمْ إِبْلِيسَ؛ قَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَمَّا أَفْصَحَ عَنْهُ: ﴿أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلَاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورَاً * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورَاً * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلَاً﴾.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدْ قَصَدَنَا الشَّرْقُ وَالغَرْبُ لِتَهْدِيمِ بُيُوتِنَا، لَقَدْ قَصَدَنَا الشَّرْقُ وَالغَرْبُ لِفَسَادِ دِينِنَا وَدُنْيَانَا، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلَاً عَظِيمَاً﴾.

لَقَدْ قَصَدَنَا الـشَّرْقُ وَالغَرْبُ لِفَسَادِ عَقِيدَتِنَا وَقِيَمِنَا وَأَخْلَاقِنَا، لَقَدْ قَصَدَنَا الشَّرْقُ وَالغَرْبُ لِنِسْيَانِ آخِرَتِنَا التي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، فَهَلْ مِنْ تَوْبَةٍ للهِ تعالى؟ وَهَلْ مِنِ اهْتِمَامٍ لِبُيُوتِنَا؟ وَهَلْ مِنْ تَذَكُّرٍ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

إِذَا لَمْ نَتَرَبَّ على التَّقْوَى، وَنُرَبِّ أَبْنَاءَنَا على ذَلِكَ، فَسَوْفَ تَتَحَقَّقُ خَسَارَةُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، بَعْدَ خَسَارَةِ الدِّينِ وَالقِيَمِ وَالأَخْلَاقِ.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 4/ ذو القعدة /1437هـ، الموافق: 7/ آب / 2016م