92ـ مع الصحابة وآل البيت :«وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ»

 

مع الصحابة وآل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

92ـ «وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ»

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ عَلَّمَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا نَعْبَأَ بِالأَشْكَالِ الظَّاهِرَةِ للنَّاسِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ذَا بَشَرَةٍ سَوْدَاءَ، أَفْطَسَ الأَنْفِ؛ وَلَكِنْ كَانَتْ لَهُ المَكَانَةُ السَّامِيَةُ الرَّاقِيَةُ في مِيزَانِ الإِسْلَامِ، وَلَهُ المَكَانَةُ السَّامِيَةُ الرَّاقِيَةُ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؛ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِتَجْسِيدِ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾. وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ذَا مَكَانَةٍ عَالِيَةٍ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُوصِي أَصْحَابَهُ الكِرَامَ بِهِ خَيْرَاً، روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَّرَ أُسَامَةَ، بَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ يَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَيَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ فَقَالَ: «إِنَّكُمْ تَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَتَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَدْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فِي أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَإِنْ كَانَ لَخَلِيقَاً لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا بَعْدَهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرَاً، فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ».

لَقَد كَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَالِكَاً لِصِفَاتٍ عَظِيمَةٍ جَعَلَتْهُ قَرِيبَاً مِنْ قَلْبِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَرِيبَاً مِنْ قُلُوبِ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَهُوَ ابْنُ زَوْجَيْنِ كَرِيمَيْنِ مَحْبُوبَيْنِ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وُلِدَ في الإِسْلَامِ، وَلَمْ يُدْرِكْ شَيْئَاً مِنَ الجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُؤْمِنَاً قَوِيَّاً صُلْبَاُ في إِيمَانِهِ، عَاشَ في مُجْتَمَعٍ صُحِّحَتْ فِيهِ المَعَايِيرُ لِبَنِي آدَمَ: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾.

«وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ»:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَاجِحَ العَقْلِ، وَمُسَدَّدَ الفِكْرِ، ذَا شَجَاعَةٍ نَادِرَةٍ؛ وَلَقَدِ اكْتَشَفَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَهْلِيَّةَ أُسَامَةَ للقِيَادَةِ مُذْ كَانَ فَتَىً يَافِعَاً، فَجَعَلَهُ قَائِدَ جَيْشٍ وَهُوَ في السَّادِسَةَ عَشَرَ مِنْ عُمُرُهِ، وَكَانَ في الجَيْشِ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَسَيِّدِنَا أَبِي بَكْرٍ وَسَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَرُبَّمَا طَعَنَ البَعْضُ في إِمْرَتِهِ لِحَدَاثَةِ سِنِّهِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْثَاً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمْرَتِهِ.

فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمْرَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمْرَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللهِ، إِنْ كَانَ لَخَلِيقَاً لِلْإِمْرَةِ (أَيْ: حَقِيقَاً بِهَا) وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».

ثَبَاتُهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ذَكِيَّاً حَادَّ الذَّكَاءِ، شُجَاعَاً خَارقَ الشَّجَاعَةِ، حَكِيمَاً يَضَعُ الأُمُورَ في مَوَاضِعِهَا، عَفِيفَاً يَأْنَفُ الدُّنْيَا، آلِفَاً مَأْلُوفَاً يُحِبُّهُ النَّاسُ، تَقِيَّاً وَرِعَاً، مُحِبَّاً لله تعالى وَلِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ وَقَد تَجَلَّتْ شَجَاعَتُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، الذي قَالَ اللهُ تعالى فِيهِ: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئَاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾.

في هَذَا اليَوْمِ ثَبَتَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَعَ سَيِّدِنَا العَبَّاسِ عَمِّ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الحَارِثِ ابْنِ عَمِّهِ، وَسِتَّةِ نَفَرٍ آخَرِينَ مِنْ كِرَامِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَاسْتَطَاعَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الفِئَةِ الصَّغِيرَةِ المُؤْمِنَةِ البَاسِلَةِ أَنْ يُحَوِّلَ هَزِيمَةَ أَصْحَابِهِ إلى نَصْرٍ، وَأَنْ يَحْمِيَ المُسْلِمِينَ الفَارِّينَ مِنْ أَنْ يَفْتِكَ بِهِمُ المُشْرِكُونَ.

 ثَبَاتُهُ يَوْمَ مُؤْتَةَ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِثَالَاً في الصَّبْرِ وَالمُصَابَرَةِ إِذَا حَلَّتِ المَصَائِبُ، وَكَانَ إِيمَانُهُ رَاسِخَاً في قَلْبِهِ، مِمَّا جَعَلَهُ يَرْضَى بِقَضَاءِ اللهِ تعالى وَبِقَدَرِهِ، فَلَمْ يَتَضَعْضَعْ أَمَامَ المَصَائِبِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: في غَزْوَةِ مُؤْتَةَ اسْتَعْمَلَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على الجَيْشِ سَيِّدَنَا زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْثَاً إِلَى مُؤْتَةَ فِي جُمَادَى الْأُولَى مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ، وَاسْتَعْمَلَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّاسِ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ عَلَى النَّاسِ».

لَقَدْ كَانَتْ غَزْوَةُ مُؤْتَةَ أَعْظَمَ حَرْبٍ دَامِيَةٍ خَاضَهَا المُسلِمُونَ في حَيَاةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، جَهَّزَ فِيهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَيْشَاً قُوَامُهُ ثَلَاثَةُ آلَافِ مُقَاتِلٍ، وَعَقَدَ لَهُمْ لِوَاءً أَبْيَضَ دَفَعَهُ إلى سَيِّدِنَا زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَ لَهُمْ: «اغْزُوا بِسْمِ اللهِ في سَبِيلِ اللهِ مَنْ كَفَرَ بِاللِه، لَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُغَيِّرُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدَاً وَلَا امْرأَةَ،ً وَلَا كَبِيرَاً فَانِيَاً، وَلَا مُنْعَزِلَاً بِصَوْمَعَةٍ، وَلَا تَقْطَعُوا نَخْلَاً وَلَا شَجَرَةً، وَلَا تَهْدِمُوا بِنَاءً» /كَذَا في الرَّحِيقِ المَختْوُمِ.

وَهُنَاكَ تَوَاجَهَ الفَرِيقَانِ؛ الفَرِيقُ الأَوَّلُ ثَلَاثَةُ آلَافِ مُقَاتِلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَمِنَ الطَّرَفِ الآخَرِ مِئَتَا أَلْفِ مُقَاتِلٍ مِنَ المُشْرِكِينَ؛ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيِّدُنَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِبُّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُ حَتَّى خَرَّ صَرِيعَاً شَهِيدَاً في سَبِيلِ اللهِ تعالى، فَرَأَى سَيِّدُنَا أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَصْرَعَ أَبِيهِ الذي كَانَ يُقَاتِلُ تَحْتَ رَايَتِهِ، فَلَمْ يَتَضَعْضَعْ، وَإِنَّمَا ظَلَّ يُقَاتِلُ تَحْتَ لِوَاءِ سَيِّدِنَا جَعْفَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى خَرَّ صَرِيعَاً شَهِيدَاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ على مَرْأَى مِنْ سَيِّدِنَا أُسَامَةَ كَذَلِكَ، ثُمَّ تَابَعَ القِتَالَ تَحْتَ لِوَاءِ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى لَحِقَ بِصَاحِبَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَاتَلَ تَحْتَ لِوَاءِ سَيِّدِنَا خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَتَّى اسْتَنْقَذَ الجَيْشَ الصَّغِيرَ مِنْ بَرَاثِنِ الرُّومِ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدِ ارْتَقَى سَيِّدُنَا أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلى قِمَّةِ الإِيمَانِ وَالصَّبْرِ وَالمُصَابَرَةِ وَالرُّجُولَةِ، لِذَا كَانَ أَهْلَاً لِنَيْلِ هَذِهِ المَنْزِلَةِ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْهُ؟

حَقَّاً لَقَدْ كَانَ مِمَّنْ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِمْ: ﴿مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَـضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلَاً﴾. اللَّهُمَّ خَلِّقْنَا بِأَخْلَاقِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. آمين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 19/ جمادى الأولى /1438هـ، الموافق: 16/ شباط / 2017م