280ـ مع الحبيب المصطفى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾

 

مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

280ـ ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: التَّوْبَةُ وَالاسْتِغْفَارُ مِنْ صِفَاتِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ مَعَ عِصْمَتِهِمْ عَنِ الذُّنُوبِ وَالخَطَايَا، قَالَ تعالى في حَقِّ سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكَّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقَاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ﴾. أَيْنَ الذَّنْبُ الذي تَابَ إلى اللهِ تعالى مِنْهُ؟

وَقَالَ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿إِذَا جَاءَ نَـصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجَاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَاً﴾. مِنْ أَيِّ ذَنْبٍ يَسْتَغْفِرُ اللهَ تعالى، وَهَا هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَرَى النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ اللهِ تعالى أَفْوَاجَاً بِسَبَبِ دَعْوَتِهِ لَهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الاسْتِغْفَارُ عِبَادَةٌ مَطْلُوبَةٌ مِنَ العَبْدِ، سَوَاءٌ صَدَرَ مِنْهُ ذَنْبٌ أَو لَم  يَصدُرْ، سَوَاءٌ كَانَ في طَاعَةٍ أَو كَانَ في مَعْصِيَةٍ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً﴾. فِيهَا إِشَارَةٌ لِوُجُودِ ذَنْبٍ، وعلى التَّائِبِ مِنْ ذَنْبِهِ أَنْ تَكُونَ تَوْبَتُهُ صَادِقَةً نَصُوحَاً.

وَقَالَ تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. أَيْنَ يَكْمُنُ الذَّنْبُ هُنَا؟ لَقَدْ حَجُّوا كَمَا أَمَرَهُمُ اللهُ تعالى، وَأَفَاضُوا كَمَا أَمَرَهُمْ، فَلِمَاذَا الاسْتِغْفَارُ؟ لِأَنَّهُ عِبَادَةٌ مَقْصُودَةٌ بِحَدِّ ذَاتِهِ.

وَقَالَ تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرَاً وَأَعْظَمَ أَجْرَاً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْتَغْفِرُ مَنْ قَدَّمَ الخَيْرَ بَيْنَ يَدَيْهِ؟

وَقَالَ تعالى: ﴿إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلَاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْتَغْفِرُونَ وَهُمُ الأَتْقِيَاءُ المُحْسِنُونَ، الذينَ كَانُوا قَلِيلَاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَيُصَلُّونَ في الأَسْحَارِ؟

لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الاسْتِغْفَارَ عِبَادَةٌ بِحَدِّ ذَاتِهِ، سَوَاءٌ وُجِدَ الذَّنْبُ أَمْ سَوَاءٌ صَدَرَ مِنْهُ ذَنْبٌ أَو لَم  يَصدُرْ ، كَمَا أَنَّ الدُّعَاءَ بِحَدِّ ذَاتِهِ عِبَادَةٌ.

﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَقُولُ اللهُ تعالى مُخَاطِبَاً لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾. هَلْ هَذِهِ الآيَةُ تُفِيدُ بِأَنَّ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَنْبَاً؟

فَإِنْ قَالَ البَعْضُ: نَعَمْ؛ فَإِنِّي أَقُولُ لَهُ: هَذِهِ سِيرَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ القَاصِي وَالدَّانِي، عِنْدَ المُؤْمِنِ وَغَيْرِ المُؤْمِنِ؛ هَذِهِ سِيرَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ بِعْثَتِهِ وَبَعْدَ بِعْثَتِهِ، هَلْ وَقَفَ أَحَدٌ على ذَنْبٍ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

لَقَدْ قَرَأَتِ الأُمَّةُ سِيرَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ البِعْثَةِ وَمَا وَقَفَتْ على زَلَّةٍ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقِفَ على زَلَّةٍ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ حَاشَاهُ ـ بَعْدَ البِعْثَةِ؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ اسْتِغْفَارُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ امْتِثَالَاً لِأَمْرِ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَاً﴾. وَالقَائِلِ: ﴿وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾.

لَقَدْ كَانَ اسْتِغْفَارُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِبَادَةً مُسْتَقِلَّةً مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ صَدَرَ مِنْهُ، وَكَانَ يَسْتَغْفِرُ في مَجْلِسِهِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَرَّةٍ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنِ الْأَغَرِّ المُزَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ».

وفي رِوَايَةٍ أَيْضَاً عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ».

نَعَمْ، لَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَسْتَغْفِرُ اللهَ تعالى عِبَادَةً، كَمَا كَانَ يَدْعُوهُ وَيَسْأَلُهُ الجَنَّةَ وَيَسْتَعِيذُ بِهِ مِنَ النَّارِ عِبَادَةً.

روى الطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْفَعَ ذِكْرِي، وَتَضَعَ وِزْرِي، وَتُصْلِحَ أَمْرِي، وَتُطَهِّرَ قَلْبِي، وَتَحْفَظَ فَرْجِي، وَتُنَوِّرَ لِي قَلْبِي، وَتَغْفِرَ ذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ؛ آمِينَ؛ اللَّهُمَّ نَجِّنِي مِنَ النَّارِ».

سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ اللهَ تعالى الجَنَّةَ، مَعَ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صَاحِبُ الدَّرَجَةِ العَالِيَةِ الرَّفِيعَةِ في الجَنَّةِ، لِمَاذَا يَسْأَلُ الجَنَّةَ، وَيَسْتَعِيذُ بِاللهِ تعالى مِنَ النَّارِ؟ لِأَنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ طَلَبَ اللهُ تعالى مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ جَمِيعَاً وَعَلَى رَأْسِهِمُ الأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُونَ الاسْتِغْفَارَ لِأَنَّهُ عِبَادَةٌ، سَوَاءٌ صَدَرَ مِنْهُمْ ذَنْبٌ أَمْ لَا.

لَقَدْ أَرْشَدَهُمْ للتَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ إِنْ صَدَرَ مِنْهُمْ ذَنْبٌ، فَهُوَ تَوْجِيهٌ لَهُمْ، وَكَذَلِكَ الخِطَابُ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ  بِقَوْلِهِ: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾. إِنْ صَدَرَ، وَحَاشَاهُ مِنْ صُدورِ ذَنْبٍ مِنْهُ، وَبَشَّرَهُ بِأَنَّ ذَنْبَهُ مَغْفُورٌ إِنْ وُجِدَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ أَو بَعْدَ الرِّسَالَةِ، فَقَالَ لَهُ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحَاً مُبِينَاً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾. إِنْ وُجِدَ فَهُوَ مَغْفُورٌ، فَكَيْفَ إِذَا لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُ ذَنْبٌ؟

وَلَا تَسْتَغْرِبْ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾. مَعَ عَدَمِ صُدُورِ الذَّنْبِ، أَلَمْ يَقُلْ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِسَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في حَقِّ أَهْلِ بَدْرٍ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: «وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»؟ رواه الشيخان عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بَشَّرَ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾. إِنْ صَدَرَ؛ وَبِقَوْلِهِ: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾. إِنْ وُجِدَ؛ كَمَا بَـشَّرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ بَدْرٍ، وَأَمَرَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾. يَعْنِي: إِنْ وُجِدَ؛ فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُكْثِرَاً للاسْتِغْفَارِ مَعَ عَدَمِ صُدُورِ ذَنْبٍ مِنْهُ عُبُودِيَّةً للهِ تعالى، كَمَا كَانَ يَسْأَلُهُ الجَنَّةَ وَيَسْتَعِيذُ بِهِ مِنَ النَّارِ عُبُودِيَّةً، وَامْتِثَالَاً لِقَوْلِهِ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عَرَفْنَا قَولَهُ تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾. وَعَرَفْنَا قَوْلَهُ تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾. كُلُّ هَذَا في حَقِّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُكْثِرَ الاسْتِغْفَارِ، وَهُوَ المَعْصُومُ؛ أَمَّا نَحْنُ فَمَاذَا نَقُولُ عَنْ أَنْفُسِنَا؟ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَوَفِّقْنَا للاسْتِغْفَارِ حَقَّ الاسْتِغْفَارِ، وَالتَّوْبَةِ حَقَّ التَّوْبَةِ. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 23/ جمادى الأولى /1438هـ، الموافق: 20/ شباط / 2017م