148ـ الابتعاد عن مواطن الريب

 

نحو أسرة مسلمة

148ـ الابتعاد عن مواطن الريب

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: المَرْأَةُ الحُرَّةُ مَكْنُونَةٌ، وَجَوْهَرَةٌ مَصُونَةٌ، لَا تَخْتَلِطُ بِالرِّجَالِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، هِيَ حُرَّةٌ مُخَبَّأَةٌ، لَا يَرَاهَا أَحَدٌ لِأَنَّهَا حُرَّةٌ، وَالقَائِمُ عَلَيْهَا حُرٌّ، وَالرَّجُلُ الحُرُّ يَأْبَى أَنْ تَخْرُجَ زَوْجَتُهُ لِيَرَاهَا النَّاسُ.

المَرْأَةُ الحُرَّةُ الأَبِيَّةُ لَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا إلا لِضَرُورَةٍ، وَإِذَا خَرَجَتْ فَإِنَّهَا تَحْتَرِزُ مِنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ سَلَامَةِ دِينِهَا وَدُنْيَاهَا، وَمِنْ أَجْلِ حُسْنِ العَلَاقَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا، لِأَنَّ الرَّجُلَ الأَبِيَّ حَرِيصٌ يَغَارُ على زَوْجَتِهِ، وَهِيَ عَوْنٌ لَهُ على ذَلِكَ، فَتَرَاهَا مُبْتَعِدَةً عَنْ مَوَاطِنِ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ.

﴿حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ رَبَّى القُرْآنُ العَظِيمُ أَتْبَاعَهُ على صِفَاتِ الكَمَالِ، رَبَّى الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ على ذَلِكَ، وَلْنَأْخُذْ على سَبِيلِ المِثَالَ قِصَّةَ سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ بَنَاتِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: المَرْأَةُ فُطِرَتْ على عَدَمِ الاخْتِلَاطِ بِالرِّجَالِ، وَمَعَ ذَلِكَ جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ لِتُؤَكِّدَ على ذَلِكَ، قَالَ تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِإِبْعَادِهَا عَنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ، وَمِنْ أَجْلِ سَلَامَتِهَا.

فَهِيَ لَا تَخْرُجُ إِلَّا لِضَرُورَةٍ قُصْوَى، وَإِذَا خَرَجَتْ كَانَتْ في مَنْأَى بَعِيدٍ عَنِ الرِّجَالِ لَا تَخْتَلِطُ بِهِمْ، لِذَا سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَهُمَا: ﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾؟ مَا هَوَ الخَطْبُ العَظِيمُ الذي دَفَعَكُمَا للخُرُوجِ مِنَ البُيُوتِ، وَالاقْتِرَابِ مِنْ أَمَاكِنِ تَوَاجُدِ الرِّجَالِ؟

لَمْ  يَقُلْ لَهُمَا: لِمَاذَا لَا تَسْقِيَانِ حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ؟ لِأَنَّ القَاعِدَةَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا، أَنَّ المَرْأَةَ لَا تُخَالِطُ الرِّجَالَ، لِأَنَّ الاخْتِلَاطَ انْحِرَافٌ عَنِ الفِطْرَةِ التي فَطَرَ رَبُّنَا النَّاسَ عَلَيْهَا، فَأَوْضَحَتَا العِلَّةَ في الخُرُوجِ ﴿وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾. حَتَّى لَا يُسَاءَ الظَّنُّ بِهِمَا.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَكَذَا شَأْنُ الإِنْسَانِ الحُرِّ الأَبِيِّ، هَكَذَا شَأْنُ المَرْأَةِ الحُرَّةِ الأَبِيَّةِ، أَوَّلَاً يَبْتَعِدُونَ عَنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ، فَإِذَا دَعَتِ الضَّرُورَةِ لِأَمْرٍ مِنَ الأُمُورِ، وَشَعَرَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ وَقَعَ فِيمَا يُسِيءُ إِلَيْهِ، وَإِلَى مُرُوءَتِهِ وَنُبْلِهِ، سَارَعَ وَأَعْطَى الدَّلِيلَ أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ.

سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَمَا رَأَى المَرأَتَيْنِ تَذُودَانِ الأَغْنَامَ حَتَّى لَا تَخْتَلِطَ بِأَغْنَامِ الآخَرِينَ، قَالَ لَهُمَا: ﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾؟

﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾. نَحْنُ لَا نَخْتَلِطُ بِالرِّجَالِ، وَمَا خَرَجْنَا مِنْ بُيُوتِنَا إِلَّا لِضَرُورَةٍ، وَأَبُونَا رَجُلٌ شَيْخٌ كَبِيرٌ تَقَدَّمَ بِهِ العُمُرُ لَا يَسْتَطِيعُ الخُرُوجَ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِذَا أَرَدْنَا السَّعَادَةَ في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ عَلَيْنَا أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ وَالشُّبُهَاتِ، فَإِذَا شَعَرْتَ بِأَنَّكَ سَوْفَ تُتَّهَمُ، فَعَلَيْكَ أَنْ تُسْرِعَ وَتُعطِيَ الدَّلِيلَ على أَنَّكَ لَسْتَ كَذَلِكَ، حَتَّى تُبْرِئَ سَاحَتَكَ، وَلَا تَقُلْ: أَنَا الذي يَعْرِفُ النَّاسُ قَدْرِي، وَأَنَا الطَّاهِرُ النَّزِيهُ، وَأَنَا صَاحِبُ التَّقْوَى، وَمَنِ الذي يُسِيءُ الظَّنَّ بِي؟

وَكَذَلِكَ يَجِبُ على المَرْأَةِ أَنْ تَبْتَعِدَ عَنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ وَالشَّكِّ، فَإِذَا شَعَرَتْ بِأَنَّهَا سَتُتَّهَمُ فَعَلَيْهَا أَنْ تُـسْرِعَ وَتُعْطيَ الدَّلِيلَ على أَنَّهَا لَيْسَتْ كَذَلِكَ، حَتَّى تُبْرِئَ سَاحَتَهَا، وَلَا تَقُلْ: أَأَنَا أُتَّهَمُ؟ أَأَنَا يُسَاءُ الظَّنُّ بِي؟ أَأَنَا يُشَارُ إِلَيَّ بِأَنِّي لَسْتُ مُسْتَقِيمَةً؟ أَنَا امْرَأَةٌ طَاهِرَةٌ، أَنَا امْرَأَةٌ تَقِيَّةٌ، أَنَا امْرَأَةٌ عَفِيفَةٌ.

يَا أَخِي الكَرِيمُ، وَيَا أُخْتِي الكَرِيمَةُ، لَسْنَا مَلَائِكَةً، وَلَسْنَا أَنْبِيَاءَ، وَلَنْ يَنْزِلَ وَحْيٌ مِنَ السَّمَاءِ لِتَأْيِيدِنَا، وَلَنْ نَنْجُوَ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ بِنَا مَهْمَا عَلَا قَدْرُنَا، وَمَهْمَا عَلَتْ مَنْزِلَتُنَا، لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ وَالشُّكُوكِ، فَإِذَا شَعَرْنَا بِأَنَّهُ قَدْ يُسَاءُ الظَّنُّ بِنَا، فَعَلَيْنَا أَنْ نُسْرِعَ للتَّوْضيحِ بِدُونِ غَضَبٍ وَبِدُونِ انْفِعَالٍ، وَأَنْ لَا نَسْتَعْلِيَ، وَأَنْ لَا نَسْتَكْبِرَ، وَأَنْ لَا نَكُونَ مِنَ المَغْرُورِينَ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: رَبُّنَا جَلَّ وَعَلَا المُنَزَّهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ، تَرَى الكَثِيرَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَسُبُّهُ لَيْلَاً نَهَارَاً، وَيَشْتُمُهُ وَيَنْسِبُ إِلَيْهِ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ تَبَاركَ وَتَعَالَى، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ اللهُ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ؛ فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ؛ وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدَاً؛ وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُؤَاً أَحَدٌ».

فَإِذَا كَانَ اللهُ تعالى العَظِيمُ وَهُوَ رَبُّ العِبَادِ، هُنَاكَ مَنْ يَشْتُمُهُ، وَيُكَذِّبُهُ، وَيَتَّهِمُهُ، فَكَيْفَ بِالإِنْسَانِ المَخْلُوقِ الضَّعِيفِ؟

لِذَا يَجِبُ عَلَيْنَا رِجَالَاً وَنِسَاءً أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ، فَإِذَا سُئِلْنَا أَوْ شَعَرْنَا بِأَنَّ هُنَاكَ مَنْ يُسِيءُ الظَّنَّ بِنَا أَنْ نُسْرِعَ للإِيضَاحِ، وَأَنْ نُبْرِئَ ذِمَّتَنَا مِنْ أَجْلِ سَلَامَةِ العَلَاقَةِ مَعَ بَعْضِنَا بَعْضاً، وَخَاصَّةً في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ.

مَا الذي يَمْنَعُ أَنْ تُوَضِّحَ لِزَوْجَتِكَ إِنْ سَأَلَتْكَ عَنْ أَمْرٍ أَوْقَعَهَا في الشَّكِّ فِيكَ؟ وَمَا الذي يَمْنَعُ أَنْ تُوَضِّحَ الزَّوْجَةُ لِزَوْجِهَا إِنْ سَأَلَهَا عَنْ أَمْرٍ أَوْقَعَهُ في الشَّكِّ فِيهَا؟ مَا المَانِعُ مِنَ السُّؤَالِ حَتَّى لَا يُوَسْوِسَ الشَّيْطَانُ؟ لَا يَقُلْ أَحَدُنَا: أَيُشَكُّ بِي؟

«عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ»:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ على كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ أَنْ يَبْتَعِدَا عَنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ وَالشُّكُوكِ وَالشُّبُهَاتِ، وَلَا يَنْسِبَ أَحَدُهُمَا الكَمَالَ لِنَفْسِهِ، وَلْيَذْكُرْ كُلٌّ مِنْهُمَا الحَدِيثَ الذي رواه الشيخان عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفَاً، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلَاً، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِيَ لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ».

فَقَالَا: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ!

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرَّاً». أَوْ قَالَ: «شَيْئَاً».

لِتَسْمَعِ المَرْأَةُ، وَلْيَسْمَعِ الرَّجُلُ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرَّاً».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِذَا كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَـشِيَ أَنْ يَقْذِفَ الشَّيْطَانُ في قَلْبِ الصَّحَابِيَّيْنِ أَمْرَ سُوءٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَكَيفَ بِنَا نَحْنُ؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: قَدْ يَأْتِي الشَّيْطَانُ إلى الرَّجُلِ فَيَقْذِفُ في قَلْبِهِ شَيْئَاً نَحْوَ زَوْجَتِهِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ، وَعَلَيْهَا أَنْ لَا تَغْضَبَ، بَلْ يَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تُجِيبَ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ سَلَامَةِ العَلَاقَةِ بَيْنَهُمَا، وَكَذَلِكَ العَكْسُ بِالعَكْسِ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَكُنْ حَرِيصِينَ كُلَّ الحِرْصِ على حُسْنِ وَسَلَامَةِ العَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ في بُيُوتِنَا، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ الابْتِعَادِ عَنْ مَوَاطِنِ الرِّيَبِ وَالشَّكِّ وَالاتِّهَامِ وَالشُّبُهَاتِ، وَإِلَّا فَلَا يَلُومَنَّ أَحَدٌ إِلَّا نَفْسَهُ.

يَجِبُ على كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ أَنْ لَا يَقِفَا في مَوَاقِفِ الرِّيبَةِ أَوِ التُّهْمَةِ حَتَّى وَلَوْ كَانَا أَطْهَرَ مِنْ مَاءِ الغَمَامِ، فَالسَّعِيدُ مِنَ الأَزْوَاجِ مَنْ كَانَ بَعِيدَاً عَنْ مَوَاضِعِ التُّهَمِ.

جَعْلُ رَقَمٍ سِرِّيٍّ لِهَاتِفِكَ يَجْعَلُكَ في مَوَاطِنِ التُّهَمِ أَمَامَ زَوْجَتِكَ، حَدِيثُكَ بِصَوْتٍ خَافِتٍ على الهَاتِفِ يَجْعَلُكَ في مَوَاطِنِ التُّهَمِ أَمَامَ زَوْجَتِكَ، ابْتِعَادُكَ عَنْ زَوْجَتِكَ أَثْنَاءَ الحَدِيثِ على الهَاتِفِ يَجْعَلُكَ في مَوَاطِنِ التُّهَمِ أَمَامَهَا، وَالعَكْسُ بِالعَكْسِ، وَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَلَا بُدَّ مِنْ تَقْدِيمِ الدَّلِيل حَتَّى تُبْعِدَ عَنْكَ سُوءَ الظَّنِّ.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 13/ صفر /1438هـ، الموافق: 13/ تشرين الثاني / 2016م