9ـ جماله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

 

من كتاب سيدنا محمد رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

9ـ جماله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ تعالى خَلَقَ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في أَجْمَلِ صُورَةٍ بَشَرِيَّةٍ، وَأَكْمَلِ خِلْقَةٍ آدَمِيَّةٍ، انْطَوَتْ فِيهِ جَمِيعُ المَحَاسِنِ المُبْدَعَاتِ، وَالفَضَائِلِ وَالكَمَالَاتِ، قَالَ اللهُ تعالى : ﴿يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

فَهُوَ سُبْحَانَهُ يَزِيدُ في كَمَالِ الخَلْقِ وَجَمَالِهِ مَا يَشَاءُ أَنْ يَزِيدَ، وَقَدْ زَادَ سُبْحَانَهُ في جَمَالِ خَلْقِ هَذَا النَّبِيِّ الكَرِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَمَحَاسِنِهِ، حَتَّى اعْتَلَى ذُرْوَةَ الخَلْقِ الحَسَنِ الكَرِيمِ، كَمَا زَادَ سُبْحَانَهُ في كَمَالِ خُلُقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اعْتَلَى ذُرْوَةَ الخُلُقِ العَظِيمِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. وَلَقَدْ أَجْمَعَتْ كَلِمَةُ الصَّحَابَةِ الذينَ وَصَفُوهُ عَلَى أَنَّهُ لَمْ  يُرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ تعالى وَجْهَهُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلا بِالطَّوِيلِ، ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ (أَيْ: وَاسِعَ) ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ (الْكَرَادِيسُ: رُؤُوسُ العِظَامِ) مُشْرَبَاً وَجْهُهُ حُمْرَةً، طَوِيلَ المَسْرُبَةِ (المَسْرُبَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي فِي الصَّدْرِ إِلَى الْبَطْنِ) إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤَاً (أَيْ: سَارَ بِقُوَّةٍ وَنَشَاطٍ مَعَ تَمَايُلٍ إلى الأَمَامِ كَمَا يُرَى النَّازِلُ في مُنْحَدَرٍ) كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رواه الإمام أحمد.

وَقَالَ البَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهَاً، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقَاً، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ، وَلَا بِالقَصِيرِ .. متفق عليه.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي في وَجْهِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رواه الترمذي.

تَجَمُّلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَمْرُهُ بِذَلِكَ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتَجَمَّلُ، وَيَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِالتَّجَمُّلِ، وَكَانَ يُؤَكِّدُ ذَلِكَ في المُجْتَمَعَاتِ وَالمُقَابَلًاتِ عَامَّةً، وَفِي الجُمَعِ وَالأَعْيَادِ خَاصَّةً.

رَوَى البَيْهَقِيُّ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا للعِيدَيْنِ وَالجُمُعَةِ.

وَرَوَى ابْنُ السُّنِّيِّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ إلى إِخْوَانِهِ فَنَظَرَ في كُوزٍ مِنْ مَاءٍ إلى لُـمَّتِهِ ـ أَيْ: إلى شَعْرِهِ ـ وَهَيْئَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ، إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ إلى إِخْوَانِهِ فَلْيَتَهَيَّأْ في نَفْسِهِ».

وَالتَّجَمُّلُ هُوَ: الأَخْذُ بِمَا يَحْفَظُ عَلَى الإِنْسَانِ جَمَالَهُ، وَالبُعْدُ عَمَّا يُشِينُهُ في مَنْظَرِهِ وَهَيْئَتِهِ.

وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ وَالوَاقِدِيُّ عَنْ جُنْدُبَ بْنِ مَكِيْثٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدٌ لَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ، فَرَأَيْتُهُ وَفَدَ عَلَيْهِ وَفْدُ كِنْدَةَ، وَعَلَيْهُ حُلَّةٌ يَمَانِيَةٌ، وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِثْلُ ذَلِكَ.

وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حُسْنَ السَّمْتِ وَالزِّيَّ الحَسَنَ مِنْ شَمَائِلِ الأَنْبِيَاءِ وَخِصَالِهِمُ الأَصِيلَةِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: روى الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الهَدْيَ الصَّالِحَ، وَالاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءَاً مِنَ النُّبُوَّةِ».

وفي رِوَايَةِ مَالِكٍ في المُوَطَّأ: القَصْدُ وَالتُّؤَدَةُ وَحُسْنُ السَّمْتِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءَاً مِنَ النُّبُوَّةِ.

أَمَّا السَّمْتُ الحَسَنُ فَهُو ـ كَمَا قَالَ المَنَاوِيُّ ـ حُسْنُ الهَيْئَةِ وَالمَنْظَرِ، وَأَصْلُ السَّمْتِ: الطَّرِيقُ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ للزِّيِّ الحَسَنِ، وَالهَيْئَةِ المُثْلَى في المَلْبَسِ وَغَيْرِهِ، وَأَمَّا الهَدْيُ الصَّالِحُ: فَهُوَ السِّيرَةُ السَّوِيَّةُ، وَالسَّيْرُ الحَسَنُ، وَأَمَّا الاقْتِصَادُ أَو القَصْدُ: فَهُوَ التَّوَسُّطُ في الأُمُورِ وَالتَّحَرُّزُ في طَرَفَيِ الإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ، كَالجُودِ فَإِنَّهُ وَسَطٌ بَيْنَ البُخْلِ وَالإِسْرَافِ، وَالشَّجَاعَةُ وَسَطٌ بَيْنَ الجُبْنِ وَالتَّهَوُّرِ، وَهَكَذَا دَوَالَيْكَ؛ وَأَمَّا التُّؤَدَةُ: فَهِيَ التَّأَنِّي في الأُمُورِ، وَعَدَمُ الاسْتِعْجَالِ فِيهَا، لِيَتَبَيَّنَ لَهُ عَوَاقِبُهَا، وَشَرُّهَا وَخَيْرُهَا.

وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ عَرَّضَ هَيْئَتَهُ للشَّيْنِ، فَفِي المًوَطَّأ: بَابُ مَا جَاءَ فِي لُبْسِ الثِّيَابِ لِلْجَمَالِ بِهَا: ثُمَّ أَسْنَدَ إلى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ.

قَالَ جَابِرٌ: فَبَيْنَا أَنَا نَازِلٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ، إِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلُمَّ إِلَى الظِّلِّ.

قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقُمْتُ إِلَى غِرَارَةٍ لَنَا (ظَرْفٍ شَبِيهِ العَدْلِ) فَالْتَمَسْتُ فِيهَا، فَوَجَدْتُ جِرْوَ قِثَّاءٍ (أَيْ: وَجَدَ في العَدْلِ مِنَ القِثَّاءِ، وَهُوَ اسْمٌ لِمَا يُقَالُ لَهُ: خِيَارٌ وَالعَجُوزُ وَالفَقُّوسُ. اهـ. كما في شَرْحِ الزَّرْقَانِيِّ عَلَى المُوَطَّأ) فَكَسَرْتُهُ، ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هذَا؟».

فَقُلْتُ: خَرَجْنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ مِنَ المَدِينَةِ.

قَالَ جَابِرٌ: وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ يَذْهَبُ يَرْعَى ظَهْرَنَا؛ قَالَ: فَجَهَّزْتُهُ، ثُمَّ أَدْبَرَ يَذْهَبُ فِي الظَّهْرِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ لَهُ قَدْ خَلُقَا (بَلِيَا).

قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ إِلَيْهِ فَقَالَ: «أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ؟».

فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ (المُسْتَوْدَعِ للثِّيَابِ) كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا.

قَالَ: «فَادْعُهُ، فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا».

قَالَ: فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا. ثُمَّ وَلَّى يَذْهَبُ.

قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَهُ ضَرَبَ اللهُ عُنُقَهُ، أَلَيْسَ هذَا خَيْرَاً؟».

قَالَ: فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِي سَبِيلِ اللهِ (أَيْ: ضَرَبَ اللهُ عُنُقَهُ في سَبِيلِ اللهِ).

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فِي سَبِيلِ اللهِ».

قَالَ: فَقُتِلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللهِ.

وَعَنْ مَالِكٍ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى الْقَارِئٍ أَبْيَضَ الثِّيَابِ.

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذَا أَوْسَعَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَوْسِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ (أَيْ: إِنْ جَمَعَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ فَحَسَنٌ).

وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ وَابْنُ لَال وَغَيْرُهُمَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعَاً: «إِنَّ المُؤْمِنَ أَخَذَ عَنِ اللهِ أَدَبَاً حَسَنَاً؛ إِذَا وَسَّعَ عَلَيْهِ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ».

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَرَوَى الحَاكِمُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ الحَنْظَلِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَحْسِنُوا لِبَاسَكُمْ، وَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ».

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ وَالبَيْهَقِيُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِ».

وَرَوَى البَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ تعالى إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَيْهِ، وَيَكْرَهُ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ، وَيُبْغِضُ السَّائِلَ المُلْحِفَ وَيُحِبُّ الْحَيِيَّ الْعَفِيفَ المُتَعَفِّفَ».

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِاتِّبَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 19/جمادى الأولى /1439هـ، الموافق: 5/ شباط / 2018م