45ـ ﴿وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾

 

من كتاب سيدنا محمد رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

45ـ ﴿وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ:

حَدِيثُهُ، أَوحَدِيثٌ عَـنْهُ يُطْرِبُني   ***   هَذَا إِذَا غَابَ، أَوْ هَذَا إِذَا حَضَرَا

كِـلَاهُمَا حَـسَنٌ عِـنْدِي أُسَرُّ بِهِ   ***    لَكِنَّ أَحْلَاهُمَا مَا وَافَقَ الـــنَّظَرَا

يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: الدَّلِيلُ الثَّانِي: وَمِنَ الأَدِلَّةِ عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ وَكَثْرَةِ عُلُومِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

الحِكْمَةُ التي أَنْزَلَهَا اللهُ تعالى عَلَيْهِ، قَالَ اللهُ تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ... ﴾ الآيَةَ، وَقَالَ تعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفَاً خَبِيرَاً﴾.

وَالحِكْمَةُ هِيَ السُّنَّةُ الظَّاهِرَةُ في أَفْعَالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَقْوَالِهِ، وَأَحْوَالِهِ وَإِقْرَارِهِ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في مَوَاضِعَ مِنْ كُتُبِهِ، وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ التَّابِعِينَ كَالحَسَنِ البَصْرِيِّ وَقَتَادَةَ وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ وَغَيْرِهِمْ، كَمَا نَقَلَ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ ذَلِكَ عَنْهُمْ، عِنْدَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.

وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ بِالحِكْمَةِ: لِأَنَّ الحِكْمَةَ تَشْتَمِلُ عَلَى سَدَادِ القَوْلِ، وَصَوَابِ العَمَلِ، وَإِيقَاعِ ذَلِكَ في مَوَاقِعِهِ، وَوَضْعِهِ في مَوَاضِعِهِ اللَّائِقَةِ بِهِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ أَقْوَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَفْعَالَهُ، وَأَحْوَالَهُ وَإِقْرَارَهُ، جَمِيعُ ذَلِكَ هُوَ عَيْنُ الحِكْمَةِ.

كَمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ سَمَّى السُّنَّةَ النَّبَوِيَّةَ بِـ المِيزَانِ، حَيْثُ قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ﴾.

فَالمِيزَانُ هُنَا المَقْرُونُ بِالكِتَابِ: هُوَ الحِكْمَةُ المُحَمَّدِيَّةُ وَالسُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ، المَقْرُونَةُ بِالكِتَابِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ... ﴾ الآيَةَ، لِأَنَّ القُرْآنَ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضَاً.

وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ المُشْتَمِلَةُ عَلَى أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَحْوَالِهِ مِيزَانَاً، لِأَنَّهَا مِيزَانُ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ وَالأَحْوَالِ، بِحَيْثُ يَجِبُ عَلَى الأُمَّةِ أَنْ تَعْرِضَ أَقْوَالَهَا وَأَفْعَالَهَا وَأَحْوَالَهَا عَلَى سُنَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَمَا وَافَقَ المِيزَانَ فَهُوَ صَحِيحٌ وَرَجِيحٌ، وَمَقْبُولٌ وَنَجِيحٌ، وَمَا خَالَفَ المِيزَانَ ـ أَيْ: السُّنَّةَ ـ فَهُوَ قَبِيحٌ وَمَرْدُودٌ عَلَى صَاحِبِهِ، كَمَا رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلَاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».

وَفِي قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾. دَلِيلٌ اسْتَدَلَّ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ العُلَمَاءِ المُحَقِّقِينَ، عَلَى أَنَّ السُّنَّةَ نَزَلَتْ بِالوَحْيِ مِنْ عِنْدِ اللهِ تعالى، كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضَاً قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾. فَإِنَّ النُّطْقَ أَعَمُّ مِنَ التِّلاوَةِ، لَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ: وَمَا يَتْلُو، أَوْ: مَا يَقْرَأُ عَنِ الهَوَى، حَتَّى يُقَالَ إِنَّ ذَلِكَ خَاصٌّ بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ، بَلْ قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾. أَيْ: وَمَا يَنْطِقُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالقُرْآنِ وَالحَدِيثِ عَنِ الهَوَى ﴿إِنْ هُوَ﴾ أَيْ: مَا نُطْقُهُ بِذَلِكَ ﴿إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾. يُوحِيهِ اللهُ تعالى إِلَيْهِ بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الوَحْيِ.

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنِ الْمِقْدَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ». وَالمُرَادُ بِـ «مِثْلَهُ مَعَهُ»: السُّنَّةُ، كَمَا ذَكَرَهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ العُلَمَاءِ، فَإِنَّ اللهَ تعالى آتَى رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ السُّنَّةَ النَّبَوِيَّةَ كَمَا آتَاهُ الكِتَابَ وَهُوَ القُرْآنُ العَظِيمُ.

وَرَوَى البَيْهَقِيُّ في المَدْخَلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ، يُعَلِّمُهُ إِيَّاهَا كَمَا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ. انْظُرْ شَرْحَ الطَّرِيقَةِ المُحَمَّدِيَّةِ  للعَارِفِ الكَبِيرِ الشَّيْخِ النَّابُلْسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ أَيْضَاً بِمَا وَرَدَ في الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ـ وَاللَّفْظُ للبُخَارِيِّ ـ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ ـ وفي رِوَايَةٍ: إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ـ».

فَقَالَ رَجُلٌ: هَلْ يَأْتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ؟

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَصَمَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ظَنَنْتُ (أَيْ عَرَفْتُ) أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ ـ وَفِي رِوَايَةٍ: فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ ـ (أَيْ: يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحْيُ).

ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ جَبِينِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (أَيْ: يَمْسَحُ العَرَقَ، كَمَا جَاءَ في رِوَايَةِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَجَرَى ذَلِكَ عَلَى عَادَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا يُوحَى إِلَيْهِ، حَيْثُ يَتَفَصَّدُ جَبِينُهُ الشَّرِيفُ عَرَقَاً، وَلِذَلَكَ أَيْقَنَتِ الصَّحَابَةُ أَنَّهُ الوَحْيُ).

فَقَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ؟».

قَالَ: أَنَا.

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَأْتِي الخَيْرُ إِلَّا بِالخَيْرِ (وَفِي رِوَايَةِ الدَّارَقُطْنِيِّ: كَرَّرَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) ـ وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّهُ لَا يَأْتِي الخَيْرُ بِـالشَّرِّ ـ  إِنَّ هَذَا المَالَ خَـضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْبَتَ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطَاً أَوْ يُلِمُّ.

(وَفِي رِوَايَةٍ: وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطَاً أَوْ يُلِمُّ، أَمَّا الحَبَطُ: فَهُوَ انْتِفَاخُ البَطْنِ مِنْ كَثْرَةِ الأَكْلِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: أَوْ يُلِمُّ، بِضَمِّ أَوَّلِهِ، فَمَعْنَاهُ يَقْرُبُ مِنَ الهَلَاكِ، وَهَذَا مِثَالٌ ضَرَبَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ تَهَافَتَ عَلَى الدُّنْيَا وَمَالِهَا، وَعَمِيَ بِهَا عَنْ دِينِه وَآخِرَتِهِ، وَجَمَعَ وَمَنَعَ، وَلَمْ يَعْرِفْ حَقَّ اللهِ تعالى في هَذَا المَالِ، حَتَّى بَطَرَ وَفَجَرَ، وَمِثْالٌ لِمَنْ أَخَذَ هَذَا المَالَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَقِّهِ وَوَضَعَهُ في حَقِّهِ وَأَدَّى حُقُوقَهُ الوَاجِبَةَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَشْغَلْهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَلَمْ يَتَعَامَ بِذَلِكَ عَنْ آخِرَتِهِ، فَنِعْمَ الرَّجُلُ).

إِلَّا آكِلَةَ الخَضِرَةِ، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَاجْتَرَّتْ وَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ. وَإِنَّ هَذَا المَالَ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ، وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ، فَنِعْمَ المَعُونَةُ هُوَ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ».

فَاسْتَدَلَّ كَثِيرٌ مِنَ العُلَمَاءِ بِهَذَا الحَدِيثِ عَلَى أَنَّ الحَدِيثَ النَّبَوِيَّ هُوَ نَازِلٌ بِالوَحْيِ مِنْ عِنْدِ اللهِ تعالى.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَمَا اسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ أَيْضَاً بِمَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَرِنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُوحَى إِلَيْهِ.

قَالَ: فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ، وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ؟

فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، فَجَاءَهُ الوَحْيُ، فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَجَاءَ يَعْلَى وَعَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ، فَأَدْخَلَ ـ يَعْلَى ـ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُحْمَرُّ الوَجْهِ، وَهُوَ يَغِطُّ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ.

فَقَالَ: «أَيْنَ الَّذِي سَأَلَ عَنِ العُمْرَةِ؟».

فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: «اغْسِلِ الطِّيبَ الَّذِي بِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَانْزِعْ عَنْكَ الجُبَّةَ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ».

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِاتِّبَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 26/رمضان/1439هـ، الموافق: 11/ حزيران / 2018م