80ـ عظيم تواضعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

 

من كتاب سيدنا محمد رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

80ـ عظيم تواضعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ:

حَدِيثُهُ، أَوحَدِيثٌ عَـنْهُ يُطْرِبُني   ***   هَذَا إِذَا غَابَ، أَوْ هَذَا إِذَا حَضَرَا

كِـلَاهُمَا حَـسَنٌ عِـنْدِي أُسَرُّ بِهِ   ***    لَكِنَّ أَحْلَاهُمَا مَا وَافَقَ الـــنَّظَرَا

يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: عَظِيمُ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَصْحَابِهِ:

قَالَ اللهُ تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَهُ المَثَلُ الأَكْمَلُ في التَّوَاضُعِ مَعَ عُلُوِّ مَقَامِهِ، وَشَرَفِ جَنَابِهِ، وَيَتَجَلَّى تَوَاضُعُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في سَائِرِ أَحْوَالِهِ الخَاصَّةِ وَالعَامَّةِ، وَأُمُورِهِ الخَارِجِيَّةِ، وَالدَّاخِلِيَّةِ البَيْتِيَّةِ.

فَكَانَ مِنْ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْدِمَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ:

قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ (أَيْ: مِنَ الاشْتِغَالِ بِمِهْنَةِ الأَهْلِ وَالنَّفْسِ).

وَفِي رِوَايَةٍ: وَيَرْقَعُ دَلْوَهُ، وَيَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلِبُ شَاتَهُ، وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (هَذَا لَا يُنَافِي أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْمَحُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنْ يَخْدِمَهُ كَأَنَسٍ وَغَيْرِهِ، لِيَتَشَرَّفُوا بِخِدْمَتِهِ وَيَسْتَفِيضُوا مِنْ بَرَكَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ التَّعَاظُمِ وَالتَّرَفُّعِ). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ وَابْنُ سَعْدٍ.

وَمِنْ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَرْكَبُ الحِمَارَ، وَلَا يَخُصُّ نَفْسَهُ بِرُكُوبِ الخَيْلِ، كَمَا هُوَ عَادَةُ المُلُوكِ وَالأُمَرَاءِ:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يَعُودُ المَرْضَى، وَيَشْهَدُ الْجِنَائِزَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ العَبْدِ، وَكَانَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بِحَبْلٍ مِنْ لِيفٍ، وَعَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ. يَعْنِي أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ لِحَرْبِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَرَكِبَ حِمَارَاً خِطَامُهُ ـ أَيْ: زِمَامُهُ، وَإِكَافُهُ أَيْ: بَرْدَعَتُهُ ـ مِنْ لِيفٍ، وَالبَرْدَعَةُ للدَّوَابِّ كَالـسَّرْجِ للفَرَسِ. اهـ. حَاشِيَة البَاجُورِيِّ.

وَمِنْ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يُرْدِفُ وَرَاءَهُ بَعْضَ نِسَائِهِ:

كَمَا رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ، وَإِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ وَهُوَ يَسِيرُ، وَبَعْضُ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إِذْ عَثَرَتِ النَّاقَةُ، فَقُلْتُ: المَرْأَةَ (أَيْ: وَقَعَتِ المَرْأَةُ، أَعِينُونَا) فَنَزَلْتُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا أُمُّكُمْ» (يُذَكِّرُهُمْ بِوُجُوبِ التَّعْظِيمِ لَهَا، وَكَانَتِ المَرْأَةُ هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا).

فَشَدَدْتُ الرَّحْلَ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَنَا، أَوْ: رَأَى المَدِينَةَ قَالَ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ».

بَلْ كَانَ يُرْدِفُ خَلْفَهُ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، وَصِبْيَانَ أَصْحَابِهِ، وَلَا يَسْتَنْكِفُ مِنْ ذَلِكَ كَمَا تَأَنَّفَ الكِبَارُ وَالأُمَرَاءُ:

فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَمَلَ قُثَمَ ـ ابْنِ العَبَّاسِ ـ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالفَضْلَ ـ أَخَاهُ ـ خَلْفَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قُثَمَ خَلْفَهُ، وَالفَضْلَ بَيْنَ يَدَيْهِ ـ شَكَّ الرَّاوِي ـ».

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ (بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ، هِيَ آخِرَةُ الرَّحْلِ، وَهُوَ العُودُ الذي خَلْفَ الرَّاكِبِ، والذي أَمَامَهُ يُسَمَّى: قَادِمَةَ الرَّحْلِ، وَمُقَدِّمَةَ الرَّحْلِ).

فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ».

قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ.

ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ».

قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ.

ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ».

قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ.

قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟».

قَالَ مُعَاذٌ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: «فَإِنَّ حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئَاً».

ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ».

قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ.

قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟».

قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: «أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ».

وَمِنْ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: مِشْيَتُهُ مَعَ الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ وَالأَمَةِ:

رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً.

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ (أَيْ: أَيَّ الطُّرُقِ) شِئْتِ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ».

وَرَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ، لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ.

وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ: فَتَنْطَلِقُ بِهِ فِي حَاجَتِهَا؛ أَيْ: لِيَقْضِيَ لَهَا حَاجَتَهَا بِنَفْسِهِ الكَرِيمَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَرَوَى النَّسَائِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُـقْصِرُ الخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَـمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ حَاجَتَهُ».

وَمِنْ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَتَكْرِيمِهِ لِعِبَادِ اللهِ المُسْلِمِينَ:

مَا رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا في حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَتَى السِّقَايَةَ فَقَالَ: «اسْقُونِي».

فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا يَخُوضُهُ النَّاسُ، وَلَكِنَّا نَأْتِيكَ بِهِ مِنَ البَيْتِ.

فَقَالَ: «لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، اسْقُونِي مِمَّا يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ . . .» الحَدِيثَ.

فَانْظُرْ في هَذَا التَّوَاضُعِ العَظِيمِ، مِنْ صَاحِبِ الخُلُقِ العَظِيمِ! لَمْ يَقْبَلْ أَنْ يُؤْتَى بِـشَرَابٍ خَاصٍّ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَى إِلَّا أَنْ يَشْرَبَ مِمَّا يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ، وَلَو خَاضَتْ فِيهِ أَيْدِيهِمْ.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْعَثُ إِلَى المَطَاهِرِ (قَالَ المَنَاوِيُّ: المُرَادُ بِالمَطَاهِرِ هُنَا: الحِيَاضُ وَالفَسَاقِي وَالبُرَكُ المُعَدَّةُ للوُضُوءِ. اهـ).

فَيُؤْتَى بِالمَاءِ فَيَشْرَبُهُ، يَرْجُو بَرَكَةَ أَيْدِي المُسْلِمِينَ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ، كَمَا في الجَامِعِ الصَّغِيرِ، وَقَالَ الحَافِظُ الهَيْثَمِيُّ: رِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ وَمِنْهُمْ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَادَ ثِقَةٌ نُسِبَ إلى الإِرْجَاءِ. اهـ).

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَمِنْ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

مَا جَاءَ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِمَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في العُمْرَةِ، فَأَذِنَ لَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَشْرِكْنِي بِدُعَائِكَ ـ وَفِي رِوَايَةٍ: لَا تَنْسَنِي مِنْ دُعَائِكَ».

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِاتِّبَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 27/صفر الخير /1440هـ، الموافق: 5/ تشرين الثاني / 2018م