81ـ أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالتواضع

 

من كتاب سيدنا محمد رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

81ـ أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالتواضع

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ:

حَدِيثُهُ، أَوحَدِيثٌ عَـنْهُ يُطْرِبُني   ***   هَذَا إِذَا غَابَ، أَوْ هَذَا إِذَا حَضَرَا

كِـلَاهُمَا حَـسَنٌ عِـنْدِي أُسَرُّ بِهِ   ***    لَكِنَّ أَحْلَاهُمَا مَا وَافَقَ الـــنَّظَرَا

يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَمْرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالتَّوَاضُعِ:

رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ في حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ».

تَوَاضُعُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَاخْتِيَارُهُ أَنْ يَكُونَ نَبِيَّاً عَبْدَاً لَا نَبِيَّاً مَلِكَاً:

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدُلُّ عَلَى تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ لَمَّا خَيَّرَهُ اللهُ تعالى بَيْنَ أَنْ يَكُونَ نَبِيَّاً عَبْدَاً، أَو نَبِيَّاً مَلِكَاً، اخْتَارَ العَبْدِيَّةَ تَوَاضُعَاً للهِ تعالى.

رَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمِ وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الصَّفَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَمْسَى لِآلِ مُحَمَّدٍ سُفَّةٌ مِنْ دَقِيقٍ، وَلَا كَفٌّ مِنْ سَوِيقٍ».

فَلَمْ يَكُنْ كَلَامُهُ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ سَمِعَ هَدَّةً مِنَ السَّمَاءِ أَفْزَعَتْهُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَرَ اللهُ الْقِيَامَةَ أَنْ تَقُومَ؟».

فَقَالَ جِبْرِيلُ: لَا، وَلَكِنْ أَمَرَ اللهُ إِسْرَافِيلَ، فَنَزَلَ إِلَيْكَ حِينَ سَمِعَ كَلَامَكَ.

فَأَتَاهُ إِسْرَافِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ سَمِعَ مَا ذَكَرْتَ، فَبَعَثَنِي بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ أَنْ أُسَيِّرَ مَعَكَ جِبَالَ تِهَامَةَ زُمُرُّدَاً، وَيَاقُوتَاً، وَذَهَبَاً، وَفِضَّةً فَعَلْتُ، فَإِنْ شِئْتَ نَبِيَّاً مَلِكَاً، وَإِنْ شِئْتَ نَبِيَّاً عَبْدَاً؟

فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ تَوَاضَعْ.

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ نَبِيَّاً عَبْدَاً» ثَلَاثَاً.

كَذَا في تَرْغِيبِ المُنْذِرِيِّ وَقَالَ: رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في الزُّهْدِ وَغَيْرِهِ، قَالَ: وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ مُـخْتَصَرَاً مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَفْظُهُ قَالَ:

جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ.

فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا المَلَكُ مَا نَزَلَ مُنْذُ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ.

فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ، أَمَلَكَاً أَجْعَلُكَ أَمْ عَبْدَاً رَسُولَاً؟

فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ.

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا، بَلْ عَبْدَاً رَسُولَاً» كَذَا في التَّرْغِيبِ.

قُلْتُ: وَهَذَا اللَّفْظُ أَيْضَاً وَارِدٌ في مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضَاً. وَقَالَ الحَافِظُ الهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالبَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى وَرِجَالُ الأَوْلَيْنِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. اهـ.

وَلَا رَيْبَ أَنَّ هُنَاكَ فَرْقَاً بَيْنَ مَقَامَ المُلْكِيَّةِ وَالعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّ مَقَامَ المُلْكِيَّةِ يَتَطَلَّبُ اتِّخَاذَ الجُنُودِ، وَاتِّخَاذَ الحُجَّابِ وَالخُيُولِ، وَاتِّخَاذَ الخَدَمِ وَالقُصُورِ، وَيَتَطَلَّبُ الانْتِقَامَ لِمَنْ يَتَعَرَّضُ بِالأَذَى لِنَفْسِ المَلِكِ.

وَأَمَّا مَقَامُ العُبُودِيَّةِ: فَإِنَّهُ يَقْتَضِي أَنْ يَخْدِمَ نَفْسَهُ، وَأَنْ يَكُونَ في مَعُونَةِ أَهْلِهِ، تَوَاضُعَاً مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَيَقْتَضِي العَفْوَ وَالصَّفْحَ عَمَّنْ آذَاهُ في نَفْسِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَمَّا إِذَا انْتُهِكَتْ حُرُمَاتُ اللهِ تعالى فَيَنْتَقِمُ للهِ تعالى.

وَلِذَلِكَ كَانَ يَقُولُ: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ العَبْدُ» (قَالَ العَلَّامَةُ المَنَاوِيُّ: المُرَادُ هُنَا بِالعَبْدِ: الإِنْسَانُ المُتَذَلِّلُ المُتَوَاضِعُ لِرَبِّهِ تعالى. اهـ) أَيْ: في القُعُودِ وَهَيْئَةِ التَّنَاوُلِ، وَالرِّضَا بِمَا حَضَرَ تَوَاضُعَاً للهِ تعالى وَأَدَبَاً مَعَهُ، فَلَا آكُلُ مُتَّكِئَاً كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ الرَّفَاهِيَةِ وَالانْبِسَاطِ في الدُّنْيَا وَنَعِيمِهَا.

وَكَانَ يَقُولُ: «أَجْلِسِ كَمَا يَجْلِسُ العَبْدُ» أَيْ: لَا كَمَا تَجْلِسُ المُلُوكُ الجَبَابِرَةُ، فَإِنَّ التَّخَلُّقَ بِأَخْلَاقِ العُبُودِيَّةِ أَشْرَفُ الأَوْصَافِ البَشَرِيَّةِ.

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِي جِبَالُ الذَّهَبِ! جَاءَنِي مَلَكٌ إلى حُجْرَةِ الْكَعْبَةَ، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: إِنْ شِئْتَ نَبِيَّاً عَبْدَاً، وَإِنْ شِئْتَ نَبِيَّاً مَلِكَاً؟

فَأَشَارَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ: أَنْ ضَعْ نَفْسَكَ (أَيْ: تَوَاضَعْ).

فَقُلْتُ: نَبِيَّاً عَبْدًا».

فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَأْكُلُ مُتَّكِئَاً، يَقُولُ: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ» رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ سَعْدٍ.

قَالَ في فَيْضِ القَدِيرِ: وَرَوَاهُ البَيْهَقِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ مُرْسَلَاً، وَزَادَ: «فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ».

وَرَوَاهُ هَنَّادٌ عَنْ عَمْرٍو بْنِ مُرَّةَ وَزَادَ: «فَوَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَو كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى مِنْهَا كَافِرَاً كَأَسْاً» انْظُرْ فَيْضَ القَدِيرِ: وَقَالَ: وَلِتَعَدُّدِ هَذِهِ الطُّرُقِ رَمَزَ المُصَنِّفُ السُّيُوطِيُّ لِحَسَنِهِ. اهـ.

وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَصْعَةٌ (أَيْ: إِنَاءٌ كَبِيرٌ يُوضَعُ فِيهِ الثَّرِيدُ لِيَأْكُلَهُ الجَمَاعَةُ) يُقَالُ لَهَا الْغَرَّاءُ يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، فَلَمَّا أَضْحَوْا (أَيْ: دَخَلُوا في وَقْتِ الضُّحَى بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) وَسَجَدُوا الضُّحَى (أَيْ: صَلُّوا) أُتِيَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ ـ يَعْنِي وَقَدْ ثُرِدَ فِيهَا ـ (أَيْ: وُضِعَ فِيهَا الثَّرِيدُ) فَالْتَفُّوا عَلَيْهَا، فَلَمَّا كَثَرُوا جَثَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (أَيْ: جَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ).

فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ جَعَلَنِي عَبْدَاً كَرِيمَاً، وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارَاً عَنِيدَاً».

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا، وَدَعُوا (أَيْ: وَاتْرُكُوا) ذُرْوَتَهَا، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهَا».

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَلَمَّا كَانَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ أَعْظَمَ مَنْ تَحَقَّقَ بِمَقَامَاتِ العَبْدِيَّةِ وَالعُبُودِيَّةِ للهِ تعالى، وَهُوَ أَشْرَفُ مَنْ كَمُلَتْ لَهُ مَرَاتِبُهَا العَالِيَةُ: لِذَلِكَ وَصَفَهُ اللهُ تعالى في أَعْلَى مَقَامَاتِهِ بِالعَبْدِيَّةِ.

فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدَاً﴾.

وَقَالَ سُبْحَانَهُ في مَقَامِ إِنْزَالِ الكِتَابِ عَلَيْهِ: ﴿الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَاً﴾.

وَقَالَ تعالى في مَقَامِ الفُرْقَانِ وَالنَّصْرِ وَالبِرِّ: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. الآيَةَ.

وَقَالَ تعالى في مَقَامِ التَّحَدِّي: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. الآيَةَ.

وَقَالَ تعالى في مَقَامِ الإِسْرَاءِ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْـصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. الآيَةَ.

وَلِذَلِكَ كَانَ هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ مَقَامِ الوَسِيلَةِ، الذي هُوَ أَعْلَى مَنْزِلَةً في الجَنَّةِ، فَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَاً، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ (أَيْ: خَاصَّةٌ) فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» الحَدِيثُ كَمَا في صَحِيحِ مُسْلِمٍ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِاتِّبَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الجمعة: 1/ربيع الأول /1440هـ، الموافق: 9/ تشرين الثاني / 2018م