84ـ في عظيم كرمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

 

من كتاب سيدنا محمد رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

84ـ في عظيم كرمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ:

حَدِيثُهُ، أَوحَدِيثٌ عَـنْهُ يُطْرِبُني   ***   هَذَا إِذَا غَابَ، أَوْ هَذَا إِذَا حَضَرَا

كِـلَاهُمَا حَـسَنٌ عِـنْدِي أُسَرُّ بِهِ   ***    لَكِنَّ أَحْلَاهُمَا مَا وَافَقَ الـــنَّظَرَا

يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: فِي عَظِيمِ كَرَمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَهَذِهِ الأَوْصَافُ الثَّلَاثَةُ هِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الكَمَالَاتِ، فَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنُ النَّاسِ صُورَةً وَمَعْنَىً، وَجَمَالَاً وَكَمَالَاً، وَهُوَ أَشْجَعُ النَّاسِ قَلْبَاً، وَهُوَ أَجْوَدُ النَّاسِ، وَأَنْفَعُهُمْ للنَّاسِ، وَهَذَا الجُودُ الذي اتَّصَفَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هُوَ للهِ تعالى، وَفِي اللهِ تعالى، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ تعالى وَلِذَلِكَ كَانَتْ مَصَارِفُ جُودِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

مِنْهَا مَا هُوَ مِنَ الإِنْفَاقِ في الجِهَادِ في سَبِيلِ اللهِ تعالى.

وَمِنْهَا مِنَ الإِنْفَاقِ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالمُحْتَاجِينَ.

وَمِنْهَا مَا هُوَ لِتَأَلُّفِ قُلُوبِ المُؤَلَّفَةِ، تَمْكِينَاً لَهُمْ وَتَثْبِيتَاً.

رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئَاً إِلَّا أَعْطَاهُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ ـ وَهُوَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ـ فَأَعْطَاهُ غَنَمَاً بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدَاً يُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ ـ وفي رِوَايَةٍ: لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ ـ.

وَأَعْطَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ أُنَاسَاً مِنَ الطُّلَقَاءِ لِيَتَأَلَّفَ قُلُوبَهُمْ عَلَى الإِسْلَامِ، أَعْطَاهُمْ مِائَةَ مَائَةٍ مِنَ الإِبِلِ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ أَعْطَى: مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ فَامْتَدَحَهُ بِقَصِيدَةٍ.

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ صَفْوَانِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّهُ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَانِي، وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ.

وَفِي مَغَازِي الوَاقِدِيِّ أَنَّ صَفْوَانَ طَافَ مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتَصَفَّحُ الغَنَائِمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، إِذْ مَرَّ بِشِعْبٍ مَمْلُوءٍ إِبِلَاً وَغَنَمَاً، فَأَعْجَبَهُ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَعْجَبَكَ هَذَا الشِّعْبُ يَا أَبَا وَهْبٍ؟».

قَالَ: نَعَمْ.

فَقَالَ: «هُوَ لَكَ بِمَا فِيهِ».

فَقَالَ صَفْوَانٌ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، مَا طَابَتْ بِهَذَا نَفْسُ أَحَدٍ قَطُّ، إِلَّا نَفْسُ نَبِيٍّ.

وَكَانَ مِنْ جُودِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ مَا سَأَلَهُ سَائِلٌ مِمَّا عِنْدَهُ إِلَّا أَعْطَاهُ، حَتَّى لَا يَبْقَى عِنْدَهُ شَيْءٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حُمِلَ إِلَيْهِ تِسْعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَوَضَعَهَا عَلَى حَصِيرٍ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا يُقَسِّمُهَا، فَمَا رَدَّ سَائِلَاً حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا.

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ نَاسَاً مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: «مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرَاً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» رَوَاهُ السِّتَّةُ.

وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَرِيمَ النَّفْسِ، يُكْرِمُ السَّائِلَ بِنَفْسِهِ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَقُومَ إلى السَّائِلِ فَيُعْطِيَهُ الصَّدَقَةَ، بَلْ كَانَ لَا يَكِلُ صَدَقَتَهُ إلى غَيْرِ نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الذي يَضَعُهَا في يَدِ السَّائِلِ:

رَوَى ابْنُ مَاجَه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَكِلُ صَدَقَتَهُ إِلَى غَيْرِ نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَضَعُهَا فِي يَدِ السَّائِلِ.

وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: خَصْلَتَانِ كَانَ لَا يَكِلْهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِأَحَدٍ؛ الوُضُوءُ مِنَ اللَّيْلِ حِينَ يَقُومُ، وَالسَّائِلُ: يَقُومُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُعْطِيَهُ. انْظُرِ التَّرَاتِيبَ.

وَكَانَ مِنْ كَرَمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يَفِي بِحَاجَةِ المُحْتَاجِ: أَمَرَهُ أَنْ يَسْتَقْرِضَ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

فَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالبَيْهَقِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ الْهَوْزَنِيِّ قَالَ: لَقِيتُ بِلَالَاً فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ، حَدِّثْنِي كَيْفَ كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

قَالَ: مَا كَانَ لَهُ شَيْءٌ، كُنْتُ أَنَا الَّذِي أَلِي ذَلِكَ مِنْهُ (أَيْ: أَنَا المُتَوَلِّي أَمْرَ مَالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ) مُنْذُ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ مُسْلِمَاً، فَرَآهُ عَارِيَاً، يَأْمُرُنِي فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَقْرِضُ فَأَشْتَرِي لَهُ الْبُرْدَةَ فَأَكْسُوهُ، وَأُطْعِمُهُ».

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلَاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنِ ابْتَعْ عَلَيَّ، فَإِذَا جَاءَنِي شَيْءٌ قَضَيْتُهُ».

فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَعْطَيْتَهُ، فَمَا كَلَّفَكَ اللهُ مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ.

فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَوْلَ عُمَرَ.

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْفِقْ وَلَا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالَاً.

فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَعُرِفَ الْـبِشْرُ فِي وَجْهِهِ لِقَوْلِ الْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ قَالَ: «بِهَذَا أُمِرْتُ».

بَلْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَظِيمِ كَرَمِهِ مَا سُئِلَ شَيْئَاً قَطُّ فَقَالَ: لَا:

كَمَا رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَيْئَاً قَطُّ فَقَالَ: لَا.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ ـ جِبْرِيلُ ـ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.

وَمِنْ هَذَا وَغَيْرِ هَذَا، يَتَبَيَّنُ لِكُلِّ عَاقِلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَكْرَمَ خَلْقِ اللهِ تعالى أَجْمَعِينَ، لَا يُجَارَى في كَرَمِهِ، وَلَا يُسَاوَى، بَلْ وَلَا يُدَانَى، وَلَقَدْ بَلَغَ مِنْ كَرَمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَبْذُلُ المَالَ مَرَّةً للفَقِيرِ وَالمُحْتَاجِ، وَمَرَّةً في سَبِيلِ اللهِ وَالجِهَادِ، وَتَارَةً يَتَأَلَّفُ بِهِ فَيُعْطِي عَطَاءً تَعْجِزُ المُلُوكُ عَنْهُ، حَتَّى لَا يَبْقَى عِنْدَهُ قُوتُ لَيْلَةٍ، فَيَطْوِي جَائِعَاً هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجُهُ كُلُّهُّنَّ لَا يَجِدْنَ قُوتَ لَيْلَةٍ، وَقَدِ اخْتَرْنَ ذَلِكَ لَمَّا خَيَّرَهُنَّ، وَرَضِينَ بِذَلِكَ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَرُبَّمَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الجُوعُ أَحْيَانَاً، فَيَرْبِطُ عَلَى بَطْنِهِ الحَجَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمَا ثَبَتَ في الحَدِيثِ الذي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، كَمَا سَيَأْتِي ذَلِكَ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى.

وَمِنْ ثَمَّ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ كُلَّهُمْ حَقَّاً، كَمَا وَصَفَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِاتِّبَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 11/ربيع الأول /1440هـ، الموافق: 19/ تشرين الثاني / 2018م