48ـ الصلاة عليهما

48ـ الصلاة عليهما

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِن بِرِّ الوَالِدَيْنِ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا بَعْدَ مَوْتِهِمَا، وَهَذَا وَاجِبٌ شَرْعِيٌّ عَلَى الأَبْنَاءِ تُجَاهَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ إِذَا مَاتُوا.

روى الإمام البخاري عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ المَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ القَسَمِ، وَرَدِّ السَّلاَمِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَنَهَانَا عَنْ: آنِيَةِ الفِضَّةِ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ، وَالحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالقَسِّيِّ، وَالإِسْتَبْرَقِ.

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ».

الإِحْسَانُ إلى المَيْتِ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنَ الإِحْسَانِ للوَالِدَيْنِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَدَانَا لِذَلِكَ.

لَقَدْ كَانَ هَدْيُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الجَنَائِزِ أَكْمَلَ الهُدَى، وَكَانَ مُشْتَمِلَاً عَلَى الإِحْسَانِ للمَيْتِ وَمُعَامَلَتِهِ بِمَا يَنْفَعُهُ في قَبْرِهِ وَيَوْمَ مَعَادِهِ، وَعَلَى الإِحْسَانِ إلى المَيْتِ وَتَجْهِيزِهِ في رِحْلَتِهِ إلى اللهِ تعالى عَلَى أَحْسَنِ أَحْوَالِهِ وَأَفْضَلِهَا.

وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الجَنَائِزِ أَنَّهُ يَقِفُ وَيَقِفُ أَصْحَابُهُ صُفُوفَاً يَحْمَدُونَ اللهَ تعالى، وَيَسْتَغْفِرُونَ للمَيْتِ، وَيَسْأَلُونَ لَهُ المَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالتَّجَاوُزَ.

ثُمَّ يَمشُونَ خَلْفَ الجِنَازَةِ يُوَدِّعُونَهُ إلى قَبْرِهِ، وَيَقُومُونَ عَلَى قَبْرِهِ سَائِلِينَ المَوْلَى التَّثْبِيتَ لَهُ، لِأَنَّهُ يُسْأَلُ عَنْ رَبِّهِ، وَعَنْ دِينِهِ، وَعَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

كَيْفِيَّةُ الصَّلَاةِ عَلَى المَيْتِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفِيَّةَ الصَّلَاةِ عَلَى المَيْتِ، حَتَّى يَقُومَ أَحَدُنَا بِالوَاجِبِ الذي عَلَيْهِ تُجَاهَ وَالِدَيْهِ إِذَا مَاتَا.

بَعْدَ أَنْ يَصْطَفَّ المُشَيِّعُونَ لِصَلَاةِ الجِنَازَةِ، وَيُكَبِّرُونَ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى يَقْرَأُونَ دُعَاءَ الثَّنَاءِ أَو سُورَةَ الفَاتِحَةِ، وَيُسْتَحَبُّ قِرَاءَتُهَا عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ بِنِيَّةِ الدُّعَاءِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ تعالى، خُرُوجَاً مِنَ الخِلَافِ حَوْلَ قِرَاءَتِهَا في صَلَاةِ الجِنَازَةِ.

ثُمَّ يَقْرَأُونَ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الثَّانِيَةِ الصَّلَوَاتِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ.

ثُمَّ يَدْعُونَ اللهَ اللهَ تعالى للمَيْتِ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الثَّالِثَةِ، مِنْ جُمْلَةِ هَذَا الدُّعَاءِ مَا حَفِظَهُ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى الإمام مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارَاً خَيْرَاً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلَاً خَيْرَاً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَاً خَيْرَاً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ـ أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ـ».

قَالَ: حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الْمَيِّتَ.

وَمِنْ جُمْلَةِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا، وَمَيِّتِنَا، وَصَغِيرِنَا، وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا، وَأُنْثَانَا، وَشَاهِدِنَا، وَغَائِبِنَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ» رواه أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثُمَّ يَدْعُونَ اللهَ تعالى بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الرَّابِعَةِ بِقَوْلِهِمْ: اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ.

تَكْثِيرُ الصُّفُوفِ في صَلَاةِ الجِنَازَةِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَيُسْتَحَبُّ تَكْثِيرُ الصُّفُوفِ في صَلَاةِ الجِنَازَةِ، وَإِنْ قَلَّ عَدَدُ المُصَلِّينَ جُزِّئوا عَلَى ثَلَاثَةِ صُفُوفٍ فَأَكْثَرَ، وَكُلَّمَا كَثُرَتِ الصُّفُوفُ وَعَدَدُ المُصَلِّينَ كَانَ النَّفْعُ أَكْبَرَ.

روى أبو داود عَنْ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ صُفُوفٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، إِلَّا أَوْجَبَ».

قَالَ: فَكَانَ مَالِكٌ إِذَا اسْتَقَلَّ أَهْلَ الْجَنَازَةِ جَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ صُفُوفٍ لِلْحَدِيثِ.

وفي رواية الترمذي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ صُفُوفٍ فَقَدْ أَوْجَبَ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ أَجْرَ الصَّلَاةِ عَلَى المَيْتِ كَبِيرٌ، فَكَيْفَ إِذَا كَانَ المُصَلَّى عَلَيْهِ أَحَدَ الأَبَوَيْنِ؟

روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ»

وروى الإمام مسلم عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَمَا أَنَّ المُصَلِّي لَهُ أَجْرٌ في الصَّلَاةِ عَلَى المَيْتِ، كَذَلِكَ المُصَلَّى عَلَيْهِ لَهُ أَجْرٌ كَبِيرٌ، حَيْثُ يَشْفَعُونَ لَهُ، روى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ ـ أَوْ بِعُسْفَانَ ـ فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلَاً، لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئَاً، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ».

وروى الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ، إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَأَوْلَى النَّاسِ بِالصَّلَاةِ عَلَى المَيْتِ إِنْ كَانَ أَبَاً أَو أُمَّاً الابْنُ، أَو مَنْ أَوْصَى بِهِ المَيْتُ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ بِرِّ الوَالِدَيْنِ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا بَعْدَ مَوْتِهِمَا، وَإِذَا كَانَ الوَلَدُ غَائِبَاً فَلْيُصَلِّ عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ وَالِدَيْهِ صَلَاةَ الغَائِبِ.

روى الإمام البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِقَبْرٍ قَدْ دُفِنَ لَيْلَاً، فَقَالَ: «مَتَى دُفِنَ هَذَا؟».

قَالُوا: البَارِحَةَ.

قَالَ: «أَفَلَا آذَنْتُمُونِي؟».

قَالُوا: دَفَنَّاهُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ، فَقَامَ، فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَنَا فِيهِمْ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.

وفي رِوَايَةٍ للإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ ـ أَوْ شَابَّاً ـ فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْهَا ـ أَوْ عَنْهُ ـ فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: «أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي».

قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا ـ أَوْ أَمْرَهُ ـ فَقَالَ: «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ».

فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ».

أَسْأَلُ اللهَ لِأُصُولِنَا وَفُرُوعِنَا حُسْنَ الخِتَامِ. آمين.

**      **    **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 2/ محرم /1441هـ، الموافق: 1/ أيلول / 2019م