20ـ من وصايا الصالحين: احفظ هذه الوصية حتى تدخل قبرك

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول سيدي سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه، هذا الرجل الصالح الذي لم يعرف له نظير في وقته في المعاملات والورع:

كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم في الليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوَّار، فقال لي يوماً:

ألا تذكر الله الذي خلقك؟

فقلت: كيف أذكره؟

فقال لي: قل بقلبك عند تقلُّبك في فراشك ثلاث مرات، من غير أن تحرِّك به لسانك: (الله معي، الله ناظرٌ إليَّ، الله شاهد عليَّ).

فقلت ذلك ثلاث ليال، ثم أعلمته، فقال لي: قل في كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ثم أعلمت، فقال: قل في كل ليلة إحدى عشرةَ مرَّة، فقلت ذلك، فوقع في قلبي له حلاوة.

فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علَّمتك، ودُم عليه إلى أن تدخل القبر، فإِنه ينفعك في الدنيا والآخرة.

فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لها حلاوة في سرِّي.

ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل، من كان الله معه، وهو ناظر إليه، وشاهدُه، أيعصيه؟ إيَّاك والمعصيةَ.

أقول: يا إخوتي في الله، نحن بأمسِّ الحاجة إلى هذه الكلمات أن تصحبنا حتى ندخل قبرنا: الله معي، الله ناظري، الله شاهدي، لأنه لا يحجب العبد عن المعصية إلا مراقبته لله عز وجل القائل في كتابه العظيم: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}، والقائل: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ الله يَرَى}، والقائل: {إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.

يا إخوتي تذكَّروا قول الله تعالى: {أَحْصَاهُ الله وَنَسُوهُ وَالله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد}.

تذكَّروا قول الله عز وجل: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.

تذكَّروا قول الله عز وجل: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَالله رَؤُوفُ بِالْعِبَاد}.

أخي الحبيب حاملَ الهاتف الجوَّال:

كلَّما نظرت في جوَّالك وما فيه من رسائل وصور ومقاطع فيديو فقل: الله معي، الله ناظري، الله شاهدي.

أخي الحبيب حامل الجوال:

تذكر أن لك محارم من أمٍّ وأخت وعمة وخالة وزوجة وبنت، فاتَّقِ الله في أعراض الناس.

أخي الحبيب حامل الجوال:

اجعل جوَّالك وسيلة خير، لا وسيلة شر، لتسعد في الدنيا قبل الآخرة، فأنا والله لك ناصح أمين.

أخي الحبيب أخيراً: أرجوك الدعاء لي ولك في حسن الختام.

أخوكم أحمد النعسان

يرجوكم دعوة صالحة