334ـ خطبة الجمعة: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُفَرَّجَنَّ عَنْكُمْ مَا تَرَوْنَ مِنَ الشِّدَّةِ»

 

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عِبادَ الله، إنَّ اليأسَ والقُنوطَ والتَّشاؤُمَ من رحمَةِ الله تعالى ورَوْحِهِ داءٌ، وإنَّ التَّفاؤُلَ والأمَلَ وحُسنَ الظَّنِّ بالله تعالى هوَ الدَّواءُ لذاكَ الدَّاءِ، وكيفَ لا يكونُ التَّفاؤُلُ دواءً لذاكَ الدَّاءِ وربُّنا عزَّ وجلَّ يقولُ: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾. ويقولُ: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾. ويقولُ تعالى في الحديثِ القدسيِّ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي»؟ وما التَّفاؤُلُ والأمَلُ إلا قَطرَةً صافِيَةً من مَعينِ الرَّحمَةِ.

كيفَ لا يكونُ المؤمنُ مُتَفائلاً وصاحِبَ أمَلٍ وهوَ ينتَمي إلى سيِّدِ الخَلقِ وحبيبِ الحَقِّ سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القائِلِ لِصاحِبِهِ في مَوقِفٍ استَحكَمَت فيهِ حَلَقاتُ الضِّيقِ أيَّما استِحكامٍ: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾؟

كيفَ يكونُ المؤمنُ مُتشائماً أو يائساً أو قانِطاً وربُّنا عزَّ وجلَّ يقولُ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُم﴾؟

في الأزَماتِ تَعظُمُ الحاجَةُ للتَّفاؤُلِ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: إنَّ أحداثَ الحياةِ، وشدائِدَ الأحداثِ، وأحوالَ الأمَّةِ قد تُوَرِّثُ عندَ العبدِ لوناً من اليأسِ والقُنوطِ والتَّشاؤُمِ، الذي هوَ قاتِلٌ للرِّجالِ، ومُثَبِّطٌ للعزائِمِ، ومُحَطِّمٌ للآمالِ، ومُزَلزِلٌ للشُّعورِ.

وفي أوقاتِ الأزَماتِ تَعظُمُ الحاجَةُ لاستِحضارِ التَّفاؤُلِ والأمَلِ، ولذلكَ كانَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حريصاً كُلَّ الحِرصِ على التَّبشيرِ في وقتِ الخَوفِ، وعلى بَسْطِ الأمَلِ في وقتِ اليأسِ والقُنوطِ، وما ذاكَ إلا من أجلِ سلامَةِ الأمَّةِ، وحتَّى لا تَقَعَ في الإحباطِ.

لقد كانَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حريصاً كُلَّ الحِرصِ على زَرْعِ التَّفاؤُلِ والأمَلِ في نُفوسِ الأمَّةِ، وفي نُفوسِ الصَّحبِ الكِرامِ عندَ الشَّدائِدِ والمِحَنِ والمَصائِبِ.

حَضُّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على التَّفاؤُلِ:

يا أمَّةَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يا من اشتَدَّ عليكِ البلاءُ، حيثُ كَثُرَ سَفْكُ الدِّماءِ، وهَتْكُ الأعراضِ، وسَلْبُ الأموالِ، وأنتِ تَتَطَلَّعينَ إلى الأسبابِ فَتَجِدينَها قد تَقَطَّعَت، اِعلَمي بأنَّ وراءَ الأسبابِ مُسَبِّبٌ، ووراءَ الأحوالِ مُحَوِّلٌ، والأسبابُ ليسَت شريكَةً مع الله تعالى، والقَدَرُ ليسَ مَنوطاً بالأسبابِ، بل الأسبابُ مُسَيَّرَةٌ بِقَدَرِ الله تعالى.

يا أيَّتُها الأمَّةُ المجروحَةُ المَكلومَةُ الكئيبَةُ الحَزينَةُ: تعالَي وانظُري إلى سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وهوَ يَزرَعُ الأمَلَ والتَّفاؤُلَ في نُفوسِ الصَّحبِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ عنهُم عندَ الشَّدائِدِ والمِحَنِ والمصائِبِ.

أولاً: روى الإمام البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللهَ لَنَا؟

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: سيِّدُنا خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ كانَ عبداً مَملوكاً للعاصِ بنِ وائل الذي هو صِنديدٌ من صناديدِ قُرَيشٍ، جبَّارٌ مُتَسَلِّطٌ، كانَ يُشعِلُ الجَمرَ فَيَرميهِ على ظَهرِ خبَّاب، ولا يُطفأُ إلا وقد احترقَ جِلدُ خبَّابٍ.

وبَقِيَت آثارُ هذهِ الحُروقِ إلى زَمَنِ أميرِ المؤمنينَ سيِّدِنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، حيثُ دَخَلَ على عُمَرَ في خِلافَتِهِ فَأَكْرَمَ مَجْلِسَهُ وقال لهُ عُمَرُ: مَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلَّا بِلَالٌ.

فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بِلَالاً كَانَ يُؤْذَى وَكَانَ لَهُ مَنْ يَمْنَعُهُ، وَإِنِّي كُنْتُ لَا نَاصِرَ لِي، والله لَقَدْ سَلَقُونِي يَوْماً فِي نَارٍ أَجَّجُوهَا وَوَضَعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ رِجْلَهُ عَلَى صَدْرِي، فَمَا اتَّقَيْتُ الْأَرْضَ إِلَّا بِظَهْرِي.

ثُمَّ كَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ بَرِصَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. رواه الشعبي.

فسيِّدُنا خبَّابُ رَضِيَ اللهُ عنهُ يسألُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللهَ لَنَا؟

فَيُجيبُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، ولَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ أَو الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».

﴿وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولا﴾:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: صَدَقَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عندما قال: «وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» لأنَّ هذهِ طَبيعَةُ الإنسانِ، قال تعالى: ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولا﴾. وقال تعالى: ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾. هذا وَصْفُ الإنسانِ بشكلٍ عامٍّ، يَضيقُ ذَرعاً بالابتِلاءاتِ، ويكونُ مَنوعاً عندَ العَطاءِ، إلا إذا كانَ مُرتَبِطاً بالله تعالى، قال تعالى: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلا الْمُصَلِّين﴾.

ثانياً: يا أمَّةَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، اِجعَلوا من مَجالِسِكُمُ البشائِرَ والتَّفاؤُلَ والأمَلَ، تَعَلَّموا ذلكَ من سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حيثُ كانَ يُبَشِّرُ أثناءَ المصائِبِ والشَّدائِدِ بالفَرَجِ.

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لِنَنظُرْ إلى أصحابِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يومَ الخَندَقِ، فقد بَلَغَ الخَوفُ منهُم مَبلغاً يكادُ أن لا يُصَدَّقَ، قال تعالى: ﴿إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بالله الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً﴾.

لقد بَلَغَتِ القُلوبُ الحناجِرَ من شِدَّةِ الخَوفِ، وَوَقَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وقال: «ألا رجُلٌ يأتيني بِخَبَرِ القَومِ اللَّيلَةَ يكونُ معِيَ يومَ القِيامَةِ» فلم يُجِبْهُ أحَدٌ. رواه البيهقي. وما ذاكَ إلا لِشِدَّةِ الخَوفِ.

حتَّى قالَ بعضُ المنافقينَ: كَانَ مُحَمّدٌ يَعِدُنَا أَنْ نَأْكُلَ كُنُوزَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَأَحَدُنَا الْيَوْمَ لَا يَأْمَنُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَذْهَبَ إلَى الْغَائِطِ. سيرة ابن هشام، ورواه البيهقي على نحوه.

فلمَّا رأى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هذا من الصَّحبِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ عنهُم، وَقَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ، ويَجعَلُ الأمَلَ والتَّفاؤُلَ في النُّفوسِ، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُفَرَّجَنَّ عَنْكُمْ مَا تَرَوْنَ مِنَ الشِّدَّةِ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ آمِناً، وَأَنْ يَدْفَعَ اللهُ إِلَيَّ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ، وَلَيُهْلِكَنَّ اللهُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَلَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ الله» رواه البيهقي عن موسى بن عقبة ومحمد بن اسحاق رَضِيَ اللهُ عنهُما.

وإنِّي أتساءَلُ معَكُم: هل طافَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالبيتِ أم لا؟ نعم، طافَ وربِّ الكعبَةِ، ولله الحَمدُ والمِنَّةُ.

هل دُفِعَت إليه مفاتيحُ الكعبَةِ أم لا؟ نعم، دُفِعَت إليه وربِّ الكعبَةِ، ولله الحَمدُ والمِنَّةُ.

هل أهلَكَ اللهُ كِسرى وقَيصَرَ أم لا؟ نعم، أهلَكَ اللهُ تعالى كِسرى وقَيصَرَ وربِّ الكعبَةِ، ولله الحَمدُ والمِنَّةُ.

هل أُنفِقَت كُنوزُهُما في سبيلِ الله أم لا؟ نعم، لقد أُنفِقَت كُنوزُهُما في سبيلِ الله وربِّ الكعبَةِ، ولله الحَمدُ والمِنَّةُ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يا عِبادَ الله، بَشِّروا وأبشِروا وتَفاءَلوا، وليسَ هذا وَهْمٌ وربِّ الكعبَةِ، إنَّما هيَ حَقيقَةٌ، لأنَّ اللهَ تعالى هوَ القائِلُ: ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء واللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِين﴾.

وإنَّا لَنَرجو اللهَ تعالى أن نكونَ مَشمولينَ معَ الصَّحبِ الكِرامِ بهذهِ البِشارَةِ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُفَرَّجَنَّ عَنْكُمْ مَا تَرَوْنَ مِنَ الشِّدَّةِ».

يا ربِّ نسألُكَ بأسمائِكَ الحُسنى وبِصِفاتِكَ العُلى، وبِحَبيبِكَ الأعظَمِ سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وبالصَّحبِ الكِرامِ، وبأمَّهاتِنا أمَّهاتِ المؤمنينَ، وبأهلِ بدرٍ الكرامِ، أن تَجعَلَ لنا حظَّاً من هذهِ البِشارَةِ النَّبوِيَّةِ للصَّحبِ الكِرامِ، وعَجِّل لنا بالفَرَجِ، وأدخِل عَظيمَ جُرمِنا في عَظيمِ عَفوِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: كونوا على يقينٍ بأنَّ الفَرَجَ آتٍ إن شاءَ اللهُ تعالى، وأنَّ من وراءِ هذهِ المِحنَةِ مِنحَةً عظيمَةً، فكونوا رِجالاً حَوِّلوا بالإيمانِ الألَمَ إلى أمَلٍ، والتَّشاؤُمَ إلى تفاؤُلٍ، والضِّيقَ إلى سَعَةٍ، والمِحنَةَ إلى مِنحَةٍ.

اِحذِروا حديثَ التَّشاؤُمِ الذي يَفُتُّ عَضُدَ الأمَّةِ، ويُصيبُها بالحُزنِ والقُنوطِ، حتَّى لا يَقَعَ أحَدُنا تحتَ قولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

مَلٍ، أمل

أقولُ هَذا القَولَ، وأَستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة:  19/شعبان /1434هـ، الموافق:  28/حزيران/ 2013م