347ـ خطبة الجمعة: {فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ}

 

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عِبادَ الله، حَقيقَةٌ غَفَلَ عنها كَثيرٌ من النَّاسِ، وهيَ قَولُهُ تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ﴾.

فإلى أينَ المَهرَبُ من هذهِ الحَقيقَةِ؟ وإلى أينَ المَفَرُّ منها؟ إن ذَهَبتَ إلى الأمامِ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن رَجَعتَ إلى الوَراءِ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن ذَهَبتَ يَميناً وشِمالاً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن صَعَدتَ إلى السَّماءِ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، إن كُنتَ سارِقاً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن كُنتَ مَسروقاً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، إن كُنتَ سافِكاً للدِّماءِ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن كُنتَ مَسفوكَ الدَّمِ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، إن كُنتَ مُرَوِّعاً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن كُنتَ مُرَوَّعاً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن نَزَلتَ إلى باطِنِ الأرضِ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن غُصتَ إلى قَعرِ البَحرِ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ.

إن كُنتَ تَقِيَّاً صالِحاً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن كُنتَ عَبداً فاجِراً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، إن كُنتَ حاكِماً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن كُنتَ مَحكوماً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، إن كُنتَ ظالِماً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، وإن كُنتَ مَظلوماً فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ، إنَّهُ مُدرِكُكُم مَن كُنتُم وأينَما كُنتُم.

حَقيقَةٌ قَلَّما أن تَجِدَ صَفحَةً من كِتابِ الله عزَّ وجلَّ إلا وفيها ذِكرٌ أو إشارَةٌ لها، قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُور﴾.

﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير﴾:

يا عبادَ الله، المَوتُ حَقيقَةٌ لا مَهرَبَ منها، وهوَ يَقينٌ عِندَ النَّاسِ جَميعاً، ولكن معَ أنَّهُ يَقينٌ في نُفوسِهِم تَرى تَصَرُّفاتِهِم تَصَرُّفاتِ الشَّاكِّ فيهِ، ويَقولُ الحَسَنُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: ما رَأَيتُ يَقيناً أشبَهَ بالشَّكِّ من يَقينِ النَّاسِ بالمَوتِ.

المَوتُ يُخرِجُ العَبدَ من هذهِ الحَياةِ الدُّنيا إمَّا إلى نَعيمٍ دائِمٍ في الجَنَّةِ ـ اللَّهُمَّ اجعَلنا منهُم ـ وإمَّا إلى عَذابٍ مُقيمٍ في نارِ جَهَنَّمَ ـ والعِياذُ بالله تعالى ـ قال تعالى: ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير﴾.

فَريقٌ في الجَنَّةِ معَ الخُلودِ «يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ» وفَريقٌ في السَّعيرِ معَ الخُلودِ «وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ورَحِمَ اللهُ من قالَ:

هُما مَحَلَّانِ ما للمَرءِ غَيرُهُما   ***   فاختَرْ لِنَفسِكَ أيَّ الدَّارِ تَختارُ

حَقيقَةٌ تَقسِمُ النَّاسَ قِسمَينِ:

يا عِبادَ الله، حَقيقَةُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ تَقسِمُ النَّاسَ إلى قِسمَينِ دائِماً:

أولاً: عِندَ المَوتِ، يا عِبادَ الله، عِندَ هذهِ الحَقيقَةِ يَنقَسِمُ النَّاسُ إلى قِسمَينِ لا ثالِثَ لهُما: قِسمٌ مُستَريحٌ بالمَوتِ، وقِسمٌ مُستَراحٌ منهُ بالمَوتِ، كما جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ».

قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟

قَالَ: «الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ الله، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ».

ثانياً: عِندَ لِقاءِ المَلائِكَةِ، يا عِبادَ الله، عِندَ هذهِ الحَقيقَةِ يَنقَسِمُ النَّاسُ إلى قِسمَينِ، عِندَما يَلقَونَ المَلائِكَةِ الكِرامِ، فَفَريقٌ سَعيدٌ عِندَ مُلاقاتِهِم، قال تعالى: ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُون * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيم﴾.

وفَريقٌ شَقِيٌّ عِندَ مُلاقاتِهِم، قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً * وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً﴾.

ثالثاً: عِندَ لِقاءِ الله تعالى، يا عبادَ الله، عِندَ هذهِ الحَقيقَةِ يَنقَسِمُ النَّاسُ إلى قِسمَينِ لا ثالِثَ لهُما: شَقِيٌّ وسَعيدٌ، ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير﴾. قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيد * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيق * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذ﴾.

كُلُّ واحِدٍ يَقولُ: نَفسي نَفسي:

يا عبادَ الله، الكُلُّ سَيَخرُجُ من هذهِ الحَياةِ الدُّنيا، وسَيَقِفُ في أرضِ المَحشَرِ للعَرضِ وللحِسابِ عِندَ الله تعالى، وكُلُّ واحِدٍ في أرضِ المَحشَرِ يَقولُ: نَفسي نَفسي، ولا يَذكُرُ أحَدٌ أحَداً إلا نَفسَهُ، وما ذاكَ إلا لِشِدَّةِ هَولِ ذلكَ اليَومِ.

روى الحاكم وأبو داود عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أَنَّهَا ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ.

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُبْكِيكِ؟»

قَالَتْ: ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَداً: عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ.

وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ: ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ﴾ حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ، أَمْ فِي شِمَالِهِ، أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ.

وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ حَافَّتاهُ كَلاليبُ» ـ الكلوب: هوَ حَديدَةٌ مِعوَجَّةُ الرَّأسِ تُشبِهُ الخطافَ ـ.

تَصَوَّرْ نَفسَكَ في أرضِ المَحشَرِ:

يا عبادَ الله، لِيَتَصَوَّرْ كُلُّ واحِدٍ منَّا نَفسَهُ في أرضِ المَحشَرِ، إذا وُضِعَ المِيزانُ، هل يَخِفُّ مِيزانُكُ أم يَثقُلُ؟ ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَة * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُه * فَأُمُّهُ هَاوِيَة * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَه * نَارٌ حَامِيَة﴾.

وإذا تَطايَرَتِ الصُّحُفُ، هل أنتَ آخِذٌ كِتابَكَ بِيَمينِكَ وتَقولُ: ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيه * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيه * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَة * فِي جَنَّةٍ عَالِيَة * قُطُوفُهَا دَانِيَة * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَة﴾. أم أنتَ آخِذٌ كِتابَكَ بِشِمالِكَ وتَقولُ: ﴿يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه * خُذُوهُ فَغُلُّوه * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوه﴾.

وإذا وُضِعَ الصِّراطُ على مَتنِ جَهَنَّمَ، هل سَتَجتازُهُ كالبَرقِ الخاطِفِ؟ أم تُكَردَسُ على وَجهِكَ في نارِ جَهنَّمَ؟ كما جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه الحاكم عن أبي سَعيدٍ الخُدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «يُجمَعُ النَّاسُ عِندَ جِسرِ جَهَنَّمَ، عَلَيهِ حَسَكٌ ـ نَباتٌ تَعلَقُ ثَمَرَتُهُ بِصوفِ الغَنَمِ ـ وكَلالِيبُ، ويَمُرُّ النَّاسُ، فَيَمُرُّ مِنهُم مِثلَ البَرقِ، وبَعضُهُم مِثلَ الفَرَسِ المضمَرِ، وبَعضُهُم يَسعَى، وبَعضُهُم يَمشي، وبَعضُهُم يَزحَفُ».

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يا عبادَ الله، يا أهلَ سوريَّا، يا أهلَ بِلادِ الشَّامِ، يا من تَعيشونَ هذهِ الأزمَةَ، والله إنَّ الأمرَ لَخَطيرٌ وخَطيرٌ جِدَّاً، المَوتُ مُلاقينا جَميعاً، وإبليسُ أقسَمَ أن يُغوِيَنا جَميعاً، قال تعالى مُخبِراً عنهُ، أنَّهُ قالَ لِرَبِّنا: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين﴾. وقال تعالى مُخبِراً عنهُ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء﴾.

يا عبادَ الله، لقد أغوى الشَّيطانُ الكَثيرَ في هذهِ الأزمَةِ، وأوقَعَ العَداوَةَ والبَغضاءَ بَينَ المؤمنينَ حتَّى سَفَكوا الدِّماءَ، وخَرَّبوا البُيوتَ، وأتلَفوا الأموالَ، وسَخِرَ منهُم عَدُوُّهُم، وأعطَوا أقبَحَ صُورَةٍ عن إسلامِهِم.

يا عبادَ الله، يُنادينا ربُّنا الرَّحيمُ، ويُذَكِّرُنا بَقَولِهِ: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً﴾.

ويُذَكِّرُنا بِقَولِهِ: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين * وَأَن اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم﴾.

ويُنادينا بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾. فهل من تائِبٍ إلى الله تعالى؟

يا عبادَ الله، يا أهلَ سوريَّا، أُناشِدُكُمُ اللهَ تعالى، توبوا إلى الله تعالى من سَفْكِ الدِّماءِ، توبوا إلى الله تعالى من تَهديمِ البُيوتِ، توبوا إلى الله تعالى من سَلْبِ الأموالِ، توبوا إلى الله تعالى من الظُّلمِ بِكُلِّ أشكالِهِ، واستَحضِروا دائِماً قَولَهُ تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ﴾.

اللَّهُمَّ اجعَلْ خَيرَ أعمالِنا خَواتيمَها، وخَيرَ عُمُرِنا آخِرَهُ، وخَيرَ أيَّامِنا يومَ نَلقاكَ وأنتَ راضٍ عنَّا. آمين. 

أقولُ هَذا القَولَ، وأَستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 14 /ذو القعدة /1434هـ، الموافق: 20 /أيلول / 2013م