357ـ خطبة الجمعة: من أجل كشف الغمة (2) علينا بالتوبة والاستغفار

 

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عِبادَ الله، إنَّ من حِكمَةِ الله تعالى في الابتِلاءاتِ والمَصائِبِ التي تُصيبُ الأُمَّةَ أن تَستَيقِظَ النُّفوسُ التي ابتَعَدَت عن الله تعالى، وتَرِقَّ هذهِ القُلوبُ بَعدَ طُولِ غَفلَةٍ عنهُ تَبارَكَ وتعالى، فَيَتَوَجَّهَ الخَلائِقُ إلى رَبِّهِم ويَتَضَرَّعونَ إلَيهِ، ويَطلُبونَ رَحمَتَهُ وعَفوَهُ، ويَرجونَ تَأييدَهُ ونَصرَهُ، إعلانٌ بالعُبودِيَّةِ لله تعالى وتَسليمٌ كامِلٌ لهُ، وإنابَةٌ واستِكانَةٌ وإصلاحٌ للحَالِ، ونَبْذٌ للمُنكَرِ وتَحريرٌ من الشَّهَواتِ والأهواءِ، فإذا فَعَلوا ذلكَ وَجَدوا بإذنِ الله تعالى الرَّاحَةَ والأمَلَ والفَرَجَ والنَّصرَ.

قال تعالى: ﴿إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِين﴾. يقولُ قَتادَةُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: لم يَكُن هذا في الأُمَمِ قَبلَهُم لم يَنفَعْ قَريَةً كَفَرَت ثمَّ آمَنَت حِينَ حَضَرَهَا العَذابُ، فَتُرِكَت، إلا قَومَ يُونُسَ، لمَّا فَقَدوا نَبِيَّهُم وَظَنُّوا أنَّ العَذابَ قَد دَنا منهُم، قَذَفَ اللهُ في قُلوبِهِمُ التَّوبَةَ، ولَبِسُوا المُسوحَ، وَفَرَّقوا بَينَ كُلِّ بَهيمَةٍ وَوَلَدِهَا، ثمَّ عَجُّوا إلى الله أربَعينَ لَيلَةً؛ فَلَمَّا عَرَفَ اللهُ الصِّدقَ من قُلوبِهِم، والتَّوبَةَ والنَّدَامَةَ على مَا مَضَى مِنهُم، كَشَفَ اللهُ عنهُمُ العَذَابَ بَعدَ أن تَدَلَّى عَلَيهِم. اهـ.

ثِمارُ التَّوبةِ والاستغفارِ:

يا عِبادَ الله، إذا أرَدْنا كَشْفَ الغُمَّةِ عنَّا لِنَتُبْ إلى الله تعالى من المُوبِقاتِ، والتي من جُملَتِها الرِّبا، والرِّشوَةُ، والسَّلبُ، والنَّهبُ، والسَّرِقَةُ، والزِّنا، وعُقوقُ الوالِدَينِ، وظُلمُ النِّساءِ، وأكلُ المَواريثِ بِغَيرِ حَقٍّ، وقَبلَ ذلكَ كُلِّهِ يَجِبُ أن يَتوبَ النَّاسُ من كَلِماتِ الكُفرِ والسَّبِّ والشَّتمِ واللَّعنِ والعِياذُ بالله تعالى.

يا عِبادَ الله، التَّوبَةُ والاستِغفارُ لهًما ثِمَارٌ، فمن ثِمارِهَا:

أولاً: سَبَبٌ لِكَشْفِ الغُمَّةِ، ورَفْعِ المَصائِبِ والمُلِمَّاتِ، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون﴾.

ثانياً: ربُّنا عزَّ وجلَّ لا يُعَذِّبُ أهلَ الاستِغفارِ، لأنَّ الاستِغفارَ أمانٌ من الله تعالى للخَلقِ، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون﴾. بالاستِغفارِ تَنزِلُ رَحمَةُ الله تعالى، قال تعالى: ﴿لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون﴾.

ثالثاً: مُلازَمَةُ الاستِغفارِ فَرَجٌ من كُلِّ هَمٍّ، ومَخرَجٌ من كُلِّ ضِيقٍ، ورِزقٌ للعَبدِ من حَيثُ لا يَحتَسِبُ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه أبو داود وابن ماجه عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ».

رابعاً: بالاستِغفارِ تَكونُ الخَيراتُ والبَرَكاتُ، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ﴾. وقال تعالى حِكايَةً عن سيِّدِنا نوحٍ عَلَيهِ السَّلامُ إذ قالَ لِقَومِهِ: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً * مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لله وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً﴾. ويَقولُ تعالى حِكايَةً عن سيِّدِنا هودٍ عَلَيهِ السَّلامُ إذ قالَ لِقَومِهِ: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِين﴾.

خامساً: بالاستِغفارِ يَكونُ المَتاعُ الحَسَنُ، قال تعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمَّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِير﴾.

دَعوَةُ الله تعالى عِبادَهُ للتَّوبَةِ والاستِغفارِ:

يا عِبادَ الله، من رَحمَةِ الله تعالى بِعِبادِهِ الفُقَراءِ إلَيهِ أنَّهُ دَعاهُم للتَّوبَةِ والاستِغفارِ، قال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾. وقال تعالى: ﴿أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى الله وَيَسْتَغْفِرُونَهُ واللهُ غَفُورٌ رَّحِيم﴾. وقال تعالى: ﴿وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَّحِيماً﴾. وقال تعالى: ﴿وَمَن يَعْمَل سُوءاً أَوْ يَظْلِم نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾.

يا عِبادَ الله، هل سَمِعتُم نِداءَ الله تعالى حَيثُ يُنادينا جَميعاً بِقَولِهِ في الحَديثِ القُدسِيِّ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ»؟

يا عِبادَ الله، هل تَعلَمونَ بأنَّ اللهَ تعالى يَبسُطُ يَدَهُ باللَّيلِ لِيَتوبَ مُسيءُ النَّهارِ، ويَبسُطُ يَدَهُ بالنَّهارِ لِيَتوبَ مُسيءُ اللَّيلِ؟ كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا».

يا عِبادَ الله، وهل تَعلَمونَ بأنَّ اللهَ تعالى لا يَقبَلُ تَوبَةَ العَبدِ إذا وَقَعَتْ رُوحُهُ في الغَرغَرَةِ؟ قال تعالى: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً﴾.

وروى الإمام أحمد والترمذي عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ».

من صِفاتِ الرَّحمنِ جلَّ جَلالُهُ:

يا عِبادَ الله، من صِفاتِ الرَّحمنِ جلَّ جَلالُهُ قَبولُ التَّوبَةِ والمَغفِرَةِ، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُون﴾. وقال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم﴾. وقال تعالى: ﴿حم* تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ الله الْعَزِيزِ الْعَلِيم * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِير﴾.

يا عِبادَ الله، إذا كانَت هذهِ صِفَةَ ربِّنا عزَّ وجلَّ، فهل نَتَّصِفُ نَحنُ بِصِفاتِ المُتَّقينَ الذينَ قالَ عنهُم مَولانا عزَّ وجلَّ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللهُ وَلَم يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعْلَمُون * أُوْلَـئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين﴾.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يا عبادَ الله، كُلُّنا يَشكو إلى الله تعالى ما نُعانِيهِ من هذهِ الأزمَةِ، وكُلُّنا يَرجوهُ تعالى أن يَكشِفَها عنَّا، فإذا كُنَّا صَادِقينَ في طَلَبِ كَشْفِ الغُمَّةِ فَعَلَينا بالتَّوبَةِ والاستِغفارِ من جَميعِ الذُّنوبِ والآثامِ، وخاصَّةً من المُوبِقاتِ التي ذَكَرناها في صَدْرِ هذهِ الخُطبَةِ.

يا عِبادَ الله، إلى متى التَّفريطُ والبُعدُ عن الله تعالى؟ إلى متى الإصرارُ على الذُّنوبِ، والمُخالَفاتِ الشَّرعِيَّةِ؟ إلى متى العِنادُ لآياتِ الله تعالى وأحكامِهِ؟ إلى متى الاحتِكامُ لِغَيرِ شَرْعِ الله تعالى؟ إلى متى الإعراضُ عن هَدْيِ وسِيرَةِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

يا عِبادَ الله، ماذا نَنتَظِرُ؟ اِسمَعوا وَصِيَّةَ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إذ يَقولُ فيها: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعاً، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْراً مُنْسِياً؟ أَوْ غِنىً مُطْغِياً؟ أَوْ مَرَضاً مُفْسِداً؟ أَوْ هَرَماً مُفَنِّداً؟ أَوْ مَوْتاً مُجْهِزاً؟ أَوْ الدَّجَّالَ؟ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؟ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ؛ وقال: حَديثٌ حَسَنٌ. 

اللَّهُمَّ رُدَّنا إلَيكَ رَدَّاً جَميلاً. آمين.

أقولُ هَذا القَولَ، وأَستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 19/محرم /1435هـ، الموافق: 22/تشرين الثاني/ 2013م