99ـ مع الحبيب المصطفى: «وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا»

 

 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

99ـ «وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا»

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: إنَّ مِمَّا يُسعِدُ النَّفسَ، ويُريحُ القَلبَ، ويَشرَحُ الصَّدْرَ، عَدَمُ التَّأَسُّفِ على فانٍ، وكُلُّ شَيءٍ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا فانٍ إلا وَجهَهُ تَبارَكَ وتعالى، قال تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ﴾. وقال تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان﴾.

وإنَّ الذينَ يَنوحونَ ويَبكونَ ويَتَأَسَّفونَ على ذَهابِ عَرَضٍ من أعراضِ الدُّنيا، من ذَهابِ مالٍ، وتَهديمِ بَيتٍ، وحَرقِ سَيَّارَةٍ، وذَهابِ صِحَّةٍ وعَافِيَةٍ، ولا يأسَفونَ ولا يَبكونَ ولا يَنوحونَ ولا يَحزَنونَ على نَقصِ إيمانِهِم، ولا على أخطائِهِم وذُنوبِهِم وتَقصيرِهِم في طَاعَةِ رَبِّهِم عزَّ وجلَّ سَوفَ يَعلَمونَ أنَّهُم باعوا أنفُسَهُم بِثَمَنٍ بَخسٍ.

رَحِمَ اللهُ تعالى الحَسَنَ البَصرِيَّ إذ كانَ يَقولُ: لا تَجعَلْ لِنَفسِكَ ثَمَناً غَيرَ الجَنَّةِ، فإنَّ نَفسَ المُؤمِنِ غَالِيَةٌ، وبَعضُهُم يَبيعُها بِرُخصٍ. اهـ.

سَلوا اللهَ العَفوَ والعَافِيَةَ:

أيُّها الإخوة الكرام: سَلوا اللهَ العَفوَ والعَافِيَةَ من الأسقامِ والأمراضِ والأوجاعِ، ثمَّ سَلِّموا للمَولى عزَّ وجلَّ الذي هوَ أرحَمُ بِعَبدِهِ من الأُمِّ على ولَدِها، سَلوا اللهَ تعالى العَفوَ والعَافِيَةَ كما عَلَّمَنا سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، من جُملَةِ ذلكَ:

أولاً: ما رواه الترمذي عن ابْن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ: «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِن الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَل الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا».

ثانياً: ما رواه الحاكم والإمام أحمد عن عَبْدِ الله بْن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي». قَالَ: يَعْنِي: الْخَسْفَ.

ثالثاً: ما رواه الحاكم عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها قالت: أتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جِبريلُ عَلَيهِ السَّلامُ فقال:

إنَّ اللهَ يَأمُرُكَ أن تَدعو بِهؤلاءِ الكَلِماتِ، فإنَّهُ مُعطيكَ إحداهُنَّ:

«اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ تَعجيلَ عَافِيَتِكَ.

أو صَبراً على بَلِيَّتِكَ.

أو خُروجاً من الدُّنيا إلى رَحمَتِكَ».

رابعاً: ما رواه الإمام أحمد عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟

قَالَ: «تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».

ثُمَّ أَتَاهُ مِن الْغَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟

قَالَ: «تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».

ثُمَّ أَتَاهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟

قَالَ: تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَهُمَا فِي الدُّنْيَا ثُمَّ أُعْطِيتَهُمَا فِي الْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ».

اِلتَزِم الأدَبَ معَ مَولاكَ أيُّها المَريضُ:

أيُّها الإخوة الكرام: الصِّحَّةُ والعَافِيَةُ فَانِيَةٌ وإلى زَوالٍ مَهما طالَ أمَدُها، لذلكَ لا يَليقُ بالعَبدِ أن يُعَلِّقَ قَلبَهُ بالشَّيءِ الفَاني، بل لِيَدْعُ اللهَ عزَّ وجلَّ كما عَلَّمَهُ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ثمَّ بَعدَ ذلكَ يَلتَزِمُ الأدَبَ معَ مَولاهُ جلَّ وعَلا، ومن آدابِ المَريضِ معَ مَولاهُ تعالى:

أولاً: «مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ»:

من أَدَبِ المَريضِ معَ الله تعالى، أن يَعلَمَ ويَعتَقِدَ اعتِقاداً جازِماً بأنَّ اللهَ تعالى هوَ المُقَدِّرُ، وأنَّ المُقَدَّرَ كائِنٌ لا مَحالَةَ، قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِير﴾.

وقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْراً مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ أُحُدٌ لَكَ ذَهَباً فَأَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ الله ثُمَّ لَمْ تُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، مَا تُقُبِّلَ مِنْكَ، وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارَ» رواه الإمام أحمد وأبو داود عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

ثانياً: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين﴾:

من أَدَبِ المَريضِ معَ الله تعالى، أن يَعتَقِدَ اعتِقاداً جازِماً بأنَّ الشَّافِيَ هوَ اللهُ تعالى، ولا شِفاءَ إلا شِفاؤُهُ، قال تعالى حِكايَةً عن سَيِّدِنا إبراهيمَ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين﴾.

إنَّها قَضِيَّةٌ اعتِقادِيَّةٌ يَجِبُ التَّنَبُّهُ إلَيها، فلا يَستَطيعُ أحَدٌ جَلْبَ نَفْعٍ، أو دَفْعَ ضُرٍّ إلا بإذنِ الله تعالى.

ثالثاً: اِبتَلاكَ لِيُشعِرَكَ بِعِظَمِ النِّعمَةِ:

من أَدَبِ المَريضِ معَ الله تعالى، أن يَعتَقِدَ اعتِقاداً جازِماً بأنَّ اللهَ تعالى ابتَلاهُ بالمَرَضِ لِيُشعِرَهُ بِعِظَمِ النِّعمَةِ، لأنَّ النِّعمَةَ لا يُعرَفُ قَدْرُها إلا بِفَقْدِها، فلا تُعرَفُ نِعمَةُ العَافِيَةِ إلا بالمَرَضِ، كما لا تُعرَفُ نِعمَةُ الأمنِ إلا بالخَوفِ، ولا نِعمَةُ الشِّبَعِ إلا بالجُوعِ، ولا نِعمَةُ البَيتِ إلا بالنُّزوحِ.

فاللهُ تَبارَكَ وتعالى ما ابتَلى العَبدَ بالمَرَضِ إلا لِيُعَرِّفَهُ قَدْرَ النِّعمَةِ وأن يَشكُرَهُ عَلَيها، ومن شُكرِهِ عَلَيها أن لا يَعصِيَهُ فيها.

رابعاً: تَرْكُ الشَّكوى:

من أَدَبِ المَريضِ معَ الله تعالى، تَرْكُ الشَّكوى لِغَيرِ الله تعالى، لأنَّ اللهَ تعالى هوَ وَحدَهُ كَاشِفُ البَلوى.

أيُّها الإخوة الكرام: مَرِضَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ، فقالوا له: ماذا تَشتَكي؟

قال: أشتَكي ذُنوبي.

قالوا: ماذا تُريدُ؟

قال: أُريدُ المَغفِرَةَ.

قالوا: ألا نَدعو لكَ طَبيباً؟

قال: قد رَآني.

قالوا: فماذا قال؟

قال: يَقولُ: إنِّي فَعَّالٌ لما أُريدُ.

خامساً: لا تَتَمنَّى المَوتَ:

من أَدَبِ المَريضِ معَ الله تعالى، تَرْكُ تَمَنِّي المَوتِ، لأنَّهُ لا يَدري أينَ يَكمُنُ الخَيرُ في حَقِّهِ، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ واللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُون﴾.

وقد حَذَّرَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أهلَ الابتِلاءِ من تَمَنِّي المَوتِ بِسَبَبِ الضُّرِّ.

روى الإمام مسلم رَحِمَهُ اللهُ تعالى، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّياً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَت الْحَيَاةُ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَت الْوَفَاةُ خَيْراً لِي».

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

 أيُّها الإخوة الكرام: من سَعادَتِنا عَدَمُ تَعَلُّقِنا بالشَّيءِ الفَاني، ومن سَعادَتِنا الرِّضا بالقَضاءِ والقَدَرِ ولو كانَ مُرَّاً ـ ونَسألُ اللهَ تعالى العَفوَ والعَافِيَةَ ـ ومن سَعادَتِنا التِزامُ الأَدَبِ معَ الله تعالى فيما قَضَى وقَدَّرَ.

ومن سَعادَتِنا أن نُغلَقَ أبوابَ الحُزنِ عن أنفُسِنا، وذلكَ بالرِّضا عن الله تعالى.

كان َ يَقولُ بَعضُ العارِفينَ بالله تعالى: أغلِقوا أبوابَ الحُزنِ بِمَساميرِ الرِّضا عن الله تعالى، لأنَّكُم إذا أَلِفتُمُ الحُزنَ وعَشِقتُموهُ أدامَهُ اللهُ عَلَيكُم، لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُعطي كُلَّ عَبدٍ بُغيَتَهُ، فمن أرادَ الرِّضا من الله تعالى في قَضائِهِ وقَدَرِهِ مَنَحَهُ إيَّاهُ، ومن أرادَ الحُزنَ ـ لا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ أعطاهُ إيَّاهُ.

نَسألُكَ يا رَبَّنا العَفوَ والعَافِيَةَ والمُعافاةَ الدَّائِمَةَ في الدِّينِ والدُّنيا والآخِرَةِ، وحُسنَ الخِتامِ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 1/ربيع الأول/1435هـ، الموافق: 2/كانون الثاني / 2014م