أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7189 - نفور الزوج من زوجته

23-02-2016 128 مشاهدة
 السؤال :
أنا في حالة نفور شديد من زوجتي، فبماذا تنصحني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7189
 2016-02-23

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنَّ من أَعْظَمِ مَقَاصِدِ النِّكَاحِ في شَرْعِنَا الحَنِيفِ أَنْ تَسُودَ المَوَدَّةُ والرَّحْمَةُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، والحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ تُبْنَى على ذَلِكَ، قَالَ تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

فَالمَوَدَّةُ: هِيَ المَحَبَّةُ؛ والرَّحْمَةُ: هِيَ الرَّأْفَةُ؛ وَصَاحِبُ الدِّينِ والخُلُقِ هُوَ الذي يُمْسِكُ زَوْجَتَهُ، إِمَّا لِمَحَبَّتِهِ لَهَا، أَو لِرَحْمَتِهِ بِهَا. هذا أولاً.

ثانياً: من أَسْبَابِ كَسْبِ القُلُوبِ بَشَاشَةُ الوَجْهِ، وَإِلَانَةُ القَوْلِ، كَمَا يَقُولُ بَعْضُ العُلَمَاءِ: البِرُّ شَيْءٌ هَيِّنٌ: وَجْهٌ طَلْقٌ، وَكَلَامٌ لَيِّنٌ؛ وَمَن لَانَتْ كَلِمَتُهُ وَجَبَتْ مَحَبَّتُهُ.

ثالثاً: يَقُولُ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾. فَالإِحْسَانُ إلى الزَّوْجَةِ لا يَسْتَوِي مَعَ الإِسَاءَةِ، لا في ذَاتِهَا، ولا في وَصْفِهَا، ولا في جَزَائِهَا ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾؟.

وبناء على ذلك:

فَاعْلَمْ بَأَنَّ البُيُوتَ لا تُبْنَى كُلُّهَا على المَحَبَّةِ، فَهُنَاكَ بُيُوتٌ تُبْنَى على المَحَبَّةِ، وَهُنَاكَ بُيُوتٌ تُبْنَى على الرَّحْمَةِ، فَكُنْ رَحِيمَاً بِزَوْجَتِكَ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً﴾.

فَكُنْ بَسَّامَاً في بَيْتِكَ مَعَهَا، وَقَابِلِ الإِسَاءَةَ بالإِحْسَانِ، وهذا من شَأْنِ صَاحِبِ الدِّينِ والخُلُقِ، إِذَا أَحَبَّ أَكْرَمَ، وَإِذَا أَبْغَضَ لَمْ يَظْلِمْ، فَاصْبِرْ، وَمَا صَبْرُكَ إلا باللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
128 مشاهدة
الملف المرفق