أين هي السيدة آمنة رضي الله عنها؟

13537 - أين هي السيدة آمنة رضي الله عنها؟

22-03-2025 92 مشاهدة
 السؤال :
لَقَدْ سَمِعْتُ كَلَامًا مِنْ بَعْضِ العُلَمَاءِ يَقُولُ: إِنَّ السَّيِّدَةَ آمِنَةَ أُمَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَتْ فِي الجَنَّةِ، بَلْ هِيَ في ...... فَضَاقَ صَدْرِي مِنْ هَذَا الكَلَامِ، فَمَا صِحَّةُ هَذَا الكَلَامِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 13537
 2025-03-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَابْنُ حَجَرٍ في المَطَالِبِ العَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَلَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنِي مِنْ أَصْلَابِ الْكِرَامِ إِلَى الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ».

وروى الطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ أَبَاهُ مَالِكَ بْنَ سِنَانٍ لَمَّا أُصِيبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ أُحُدٍ مَصَّ دَمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَازْدَرَدَهُ (أَيْ: ابْتَلَعَهُ) فَقِيلَ لَهُ: أَتَشْرَبُ الدَّمَ؟

فَقَالَ: نَعَمْ، أَشْرَبُ دَمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَلَطَ دَمِي بِدَمِهِ لَا تَمَسُّهُ النَّارُ».

إِذَا كَانَ هَذَا فِي حَقِّ سَيِّدِنَا مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ، فَكَيْفَ بِمَنْ رُبِّيَ فِي بَطْنِهَا الشَّرِيفِ، وَكَانَ أَصْلُ خِلْقَتِهِ مِنْهَا؟

سُئِلَ القَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ العَرَبِيِّ أَحَدُ أَئِمَّةِ المَالِكِيَّةِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى عَنْ رَجُلٍ قَالَ: إِنَّ آبَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في النَّارِ.

فَأَجَابَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عَنْهُ بِأَنَّهُ مَلْعُونٌ، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾. ثُمَّ قَالَ: وَلَا أَذَى أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُقَالَ عَنْ أَحَدِ أَبَوَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ في النَّارِ. اهـ.

وَرَحِمَ اللهُ تَعَالَى مَنْ قَالَ:

اللهُ شَاءَكِ أَنْ تَــــكُونِي فِينَـــــــا    ***   أُمًّا لِخَيْرِ المُرْسَلِينَ حَنُونَـــــا

فَــاخْتَارَكِ المَوْلَى لِـحَـمْــلِ أَمَانَـةٍ    ***   فَخُلِقْتِ آمِنَةً وَضـَعْتِ أَمِينَـا

للهِ أَحْـــشَـاءٌ تَوَسَّــــدَ أَحْمَــــــدٌ   ***   جَنَبَاتِهَا فَحَنَتْ عَلَيْهِ جَنِينَـــا

يَا مَنْ كَسَوْتِ الدَّهْرَ أَشْرَفَ حُــلَّةٍ   ***   وَجَعَلْتِ دُرَّةَ تَاجِهِ الإِثْنِينَـــا

جَهِلُوا مَقَامَكِ حِينَ قَالُوا قَــوْلَــةً   ***   وَلَقَدْ أَسَاؤُوا فِي النَّبِيِّ ظُنُونَـا

تَرْجُوهُ أُمَّتُهُ وَتَــيْأَسُ أُمُّـــــــــهُ    ***   حَاشَاهُ وَهْوَ بِبِرِّهَا يُوصِينَـــا

وَلَسَوْفَ يُعْطِيهِ الإِلَهُ فَــهَلْ تَـرَى    ***   يَرْضَى لِآمَنَةٍ تَذُوقُ الهُونَـــا؟

اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَـجْعَلُ دِيـنَــــــهُ   ***   وَلَقَدْ رَضِينَا دِينَ ابْنِكِ دِينَــا

إِذْ كَانَ أَشْرَفُ بُقْعَةٍ تِــلْكَ الَّتِـــي   ***   أَضْحَى بِهَا خَيْرُ الأَنَامِ دَفِينَــا

فَلِكَوْنِهَا ضَمَّتْ جَنَابَ المُصْطَفَـى   ***   لَكِنْ بِبَطْنِكِ كُوِّنَ التَّكْوِينَـــا

يَا أُمَّ خَـــــيْرِ المُرْسَلِينَ وَجَــــدَّةَ   ***   الزَّهْرَاءِ أَمْطَرَكِ الحَيَاءُ هَتُونَـا

سَـــعِدَتْ بِكِ الأَبْوَاءُ حِينَ نَزَلْتِهَا   ***   وَتَعَطَّرَتْ عِطْرًا وَطَابَتْ طِينَا

فَتَحَنَّـنِي وَتَـــعَطَّـفِـي وَلَــــدَى   ***   النَّبِيِّ تَشَفَّعِي فَهُوَ المُشَفَّعُ فِينَـا

وَتَـــلَـــطَّـفِي وَتَـــذَكَّـرِي ذُرِّيَّةَ   ***   الزَّهْرَاءِ فَالجَدَّاتُ أَكْثَرُ لِينَـــا

فَلَنَا السَّعَادَةُ إِنْ ذُكِــــرْنَا عِـــنْدَهُ   ***   أَوْ إِنْ سَمِعْنَا صَوْتَهُ يَدْعُونَــا

لَــــبَّيْكَ يَا خَـــيْرَ الأَنَامِ وَسَــيِّدَ   ***   الرُّسْلِ الكِرَامِ وَسِرَّنَا المَكْنُونَا

يَا مَنْ لَهُ الخُلُقُ الــعَــظِيمُ سَـجِيَّةٌ   ***   وَالعَفْوُ عِنْدَكَ نَالَهُ الرَّاجُونَــا

عَـــفْوًا رَسُولَ اللهِ إِنَّ حَـــيَاءَنَــا   ***   مَنَعَ الكَلَامَ وَهَيْبَةً تَعْرُونَــــا

رُحْـمَـاكَ إِنَّا قَــــدْ تَـخَلَّـفْـنَا بِلَا   ***   عُذْرٍ تَرَكْنَا الفَرْضَ وَالمَسْنُونَا

فَـــاسْتَغْـفِـرِ المَوْلَى لَنَا يَــا سَيِّدِي   ***   وَاطْوِ المَسَافَةَ بَيْنَنَا وَالهَوْنَـــــا

أَعْـــطَاكَ رَبِّي رُتْـبَـةً لَمْ يُــعْـطِـهَا   ***   مُوسَى وَلَا عِيسَى وَلَا هَارُونَا

فَــانْظُرْ بِعَيْنِ العَطْفِ وَارْحَمْ ذُلَّنَا   ***   وَاقْبَلْ شَفَاعَةَ بِنْتِ وَهْبٍ فِينَا

يَــــا رَبِّ صَلِّ عَلَى الـــنَّبِيِّ وَآلِهِ   ***   مَا قَامَ حَادٍ أَوْ تَلَا تَالِينَــــــا

وَبِـــحَقِّهِ يَا رَبِّ حَقِّقْ سُــؤْلَنَا    ***   وَاغْفِرْ لَنَا وَلِمَنْ يَقُلْ آمِينَـــــا

وَرَحِمَ اللهُ تَعَالَى مَنْ قَالَ:

حَبَا اللهُ النَّبِيَّ مَزِيدَ فَضْلٍ   ***   عَلَى فَضْلٍ وَكَانَ بِهِ رَؤُوفَـا

فَــأَحْيَا أُمَّهُ وَكَذَا أَبَـــاهُ    ***   لِإِيمَانٍ بِــهِ فَضْلًا لَطِيفَـــا

فَسَلِّمْ فَالْقَدِيمُ بِذَا قَـدِيرٌ   ***   وَإِنْ كَانَ الْحَدِيثُ بِهِ ضَعِيفَا

وَرَحِمَ اللهُ تَعَالَى مَنْ قَالَ:

لِـوَالِـدَيْ طَـهَ مَـقَـامٌ عَلَا    ***   فِي جَـنَّـةِ الخُـلْـدِ وَدَارِ الـثَّـــوَابِ

وَقَطْرَةٌ مِنْ فَـضَـلَاتٍ لَــهُ   ***   فِي الجَوْفِ تُنْجِي مِنْ أَلِيمِ العِـقَابِ

فَكَيْفَ أَرْحَامٌ لَهُ قَدْ غَدَتْ    ***   حَامِلَةً تُصْلَى بِنَارِ الـــــــــعَذَابِ؟

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

قُلْ لِهَذَا العَالِمِ مَاذَا تُرِيدُ مِنْ كَلَامِكَ هَذَا؟

وَأَقَلُّ مَا يُقَالُ فِي حَقِّهَا وَفِي حَقِّ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الفَتْرَةِ، وَهُمَا نَاجِيَانِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى. هذا، والله تعالى أعلم.

92 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  المسائل المتعلقة بالعقيدة

 السؤال :
 2025-03-03
 128
مَا صِحَّةُ القَوْلِ: إِنَّ النَّارَ سَوْفَ تَفْنَى يَوْمَ القِيَامَةِ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 151
هَلْ هُنَاكَ دَلِيلٌ مِنَ القُرْآنِ العَظِيمِ وَالسُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ، عَلَى أَنَّ تَوْحِيدَ الرُّبُوبِيَّةِ هُوَ عَيْنُ تَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 94
نُرِيدُ أَنْ نَعْرِفَ شَيْئًا بِاخْتِصَارٍ عَنِ الفِرْقَةِ الجَبْرِيَّةِ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 122
هَلْ بِالإِمْكَانِ الحَدِيثُ عَنِ الإِمَامِ الأَشْعَرِيِّ، وَمَاذَا قَالَ فِيهِ العُلَمَاءُ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 381
مَا هِيَ عَقِيدَةُ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُمْ؟ وَهَلْ كَانَ بَيْنَهُمْ خِلَافٌ في صِفَاتِ اللهِ تعالى؟
 السؤال :
 2025-02-15
 124
رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَخَرَجْتُ، فَإِذَا هُوَ بِالبَقِيعِ، فَقَالَ: «أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ». هَلْ بِالإِمْكَانِ شَرْحُ كَيْفِيَّةِ نُزُولِ اللهِ تعالى إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5679
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422694240
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :