دعاء سيدنا أبي بكر في صلاة المغرب

13590 - دعاء سيدنا أبي بكر في صلاة المغرب

19-04-2025 44 مشاهدة
 السؤال :
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَدْعُو فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ صَلَاةِ المَغْرِبِ، بَعْدَ سُورَةِ الفَاتِحَةِ بِقَوْلِهِ: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 13590
 2025-04-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَصَلَّيْتُ وَرَاءَهُ الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَسُورَةٍ سُورَةٍ مِنْ قِصَارِ الْمُفَصَّلِ؛ ثُمَّ قَامَ فِي الثَّالِثَةِ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنَّ ثِيَابِي لَتَكَادُ أَنْ تَمَسَّ ثِيَابَهُ. فَسَمِعْتُهُ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَبِهذِهِ الآيَةِ: ﴿رَبَّنا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ﴾.

لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَيَّامَ الرِّدَّةِ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ المَغْرِبِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ هَذِهِ الآيَةَ الكَرِيمَةَ، وَكَانَتْ هَذِهِ القِرَاءَةُ بِمَنْزِلَةِ القُنُوتِ، وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ عَظَمَةِ ارْتِدَادِ العَرَبِ فِي نَفْسِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ، وَكَيْفَ زَاغَتْ قُلُوبُ بَعْضِ الخَلْقِ بَعْدَ أَنِ اهْتَدَوْا.

وَكَانَتْ هَذِهِ القِرَاءَةُ مِنَ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ دَلِيلًا عَلَى فِقْهِهِ العَمِيقِ، وَخَوْفِهِ مِنَ الفِتَنِ الَّتِي عَصَفَتْ بِالنَّاسِ أَيَّامَ الرِّدَّةِ

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالدُّعَاءُ مِنَ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ صَلَاةِ المَغْرِبِ ثَابِتٌ كَمَا جَاءَ فِي المُوَطَّأِ، وَكَانَ هَذَا أَيَّامَ الرِّدَّةِ، فَإِذَا كَانَ هَذَا حَالَ الصِّدِّيقِ الرَّاسِخِ فِي الإِيمَانِ فَنَحْنُ مِنْ بَابِ أَوْلَى وَأَوْلَى أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ذَلِكَ، وَخَاصَّةً أَيَّامَ الفِتَنِ، لِأَنَّ القَدَمَ قَدْ تَزِلَّ بَعْدَ ثُبُوتِهَا ﴿رَبَّنا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ﴾. اللَّهُمَّ آمِينَ آمِينَ آمِينَ.

وَلَوْ قَرَأْتَ هَذِهِ الآيَةَ بِنِيَّةِ الدُّعَاءِ، أَوْ بِنِيَّةِ التِّلَاوَةِ، فَالصَّلَاةُ صَحِيحَةُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. هذا، والله تعالى أعلم.

44 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الدعاء وآدابه

 السؤال :
 2025-05-01
 311
هَلْ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ المُؤْمِنِ إِذَا صَلَّى عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَوْ فَعَلَ طَاعَةً، أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ذَلِكَ زِيَادَةً فِي شَرَفِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 13611
 السؤال :
 2025-03-03
 161
هَلْ يُسْتَحَبُّ اسْتِقْبَالُ القِبْلَةِ في غَيْرِ الصَّلَاةِ؟
رقم الفتوى : 13499
 السؤال :
 2025-02-18
 192
مَا حُكْمُ الأَبَوَيْنِ اللَّذَيْنِ يُكْثِرَانِ مِنَ الدُّعَاءِ عَلَى وَلَدِهِمَا؟
رقم الفتوى : 13469
 السؤال :
 2022-12-25
 190
هَلْ يَجُوزُ الدُّعَاءُ عَلَى مَنْ ظَلَمَ المُسْلِمِينَ؟
رقم الفتوى : 12331
 السؤال :
 2022-06-07
 1120
مَا الأَدْعِيَةُ التي تَقِي الإِنْسَانَ مِنَ العَيْنِ؟
رقم الفتوى : 11986
 السؤال :
 2022-02-11
 1425
هَلْ هُنَاكَ دُعَاءٌ خَاصٌّ لِشَخْصٍ نُحِبُّهُ، مِنْ أَجْلِ هِدَايَتِهِ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؟
رقم الفتوى : 11783

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5698
المقالات 3216
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 423359250
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :