الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيم}. الحق سبحانه وتعالى يريد أن نبرأ من المشركين الذين يعيثون في الأرض فساداً ولا يكفي أن يقطع المؤمنون كل عهودهم مع هؤلاء، بل لا بد من مقاطعة التجارة معهم.
وتدبَّر هذا النص تدبراً جيداً: {إِنَّما الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا}. فماذا يخطر ببال الإنسان أولاً؟ يخطر في باله التجارة استيراداً وتصديراً، فالحقُّ سبحانه وتعالى عالج هذا الأمر مباشرة بقوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيم}.
فرزقنا على الله تعالى، ويجب علينا أن نكون أمة مُصدِّرة لا أمة مستوردة مستهلِكة وإذا حوصرت في يوم من الأيام باعت دينها بعرض من الدنيا قليل.
لذلك فإني أرى فتوى هذا العالم باطلة، وربما أن تكون صدرت منه إرضاءً للسلطان، وأقول: يجب مقاطعة البضائع الأمريكية، وخاصة التي يمكن الاستغناء عنها بالبضائع الوطنية، وهذا أقلُّ ما يقوم به الإنسان المسلم في هذا الوقت. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |