الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
صَرَّحَ الفُقَهَاءُ بِأَنَّ رُكْنَ الحَيْضِ هُوَ بُرُوزُ الدَّمِ مِنَ الرَّحِمِ، بِأَنْ يَخْرُجَ إلى الفَرْجِ الخَارِجِ، وَاشْتَرَطَ الفُقَهَاءُ حَتَّى يَكُونَ الدَّمُ حَيْضًا شُرُوطًا هِيَ:
1ـ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَحِمِ امْرَأَةٍ لَا دَاءَ بِهَا.
2ـ أَلَّا يَكُونَ بِسَبَبِ وِلَادَةٍ، لِأَنَّ دَمَ الوِلَادَةِ نِفَاسٌ.
3ـ أَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِطُهْرٍ، وَأَقَلُّ الطُّهْرِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا.
4ـ أَلَّا يَنْقُصَ الدَّمُ عَنْ أَقَلِّ الحَيْضِ، وَأَقَلُّهُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا، وَقَدَّرُوهَا بِاثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَاعَةً.
5ـ أَنْ يَكُونَ في أَوَانِهِ، وَهُوَ تِسْعُ سِنِينَ قَمَرِيَّةً.
وَعِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ الصُّفْرَةُ وَالكُدْرَةُ في أَيَّامِ الحَيْضِ حَيْضٌ، لِمَا أَخْرَجَ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ تعالى أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَبْعَثْنَ للسَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِالدَّرَجَةِ ـ سَفْطٌ صَغِيرٌ ـ فِيهَا الكُرْسُفُ ـ القُطْنُ ـ فِيهِ الصُّفْرَةُ وَالكُدْرَةُ، فَتَقُولُ لَهُنَّ: لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيْضاءَ، تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الحَيْضِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
إِذَا تَغَيَّرَ الدَّمُ وَكَانَ بِالشُّرُوطِ المَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ يَكُونُ حَيْضًا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |