الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَتْلُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ لَيْسَ سَبِيلَاً إلى نَجَاتِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ تعالى، بَلْ هُوَ مِمَّا يَزِيدُ في الآثَامِ وَالذُّنُوبِ، فَهُوَ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَإِنَّمَا السَّبِيلُ مِنَ النَّجَاةِ مِنَ العَذَابِ هُوَ التَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ بِالنَّدَمِ وَالعَزْمِ الصَّادِقَيْنِ عَلَى عَدَمِ العَوْدَةِ، وَرَدِّ الحُقُوقِ إلى أَصْحَابِهَا إِنْ كَانَ هُنَالِكَ حَقٌّ لِآدَمِيٍّ، فَإِذَا وُجِدَ النَّدَمُ وَالعَزْمُ الصَّادِقُ عَلَى عَدَمِ العَوْدَةِ إلى الذَّنْبِ، وَانْكَسَرَ القَلْبُ ذُلَّاً للهِ وَخَوْفَاً مِنْ عِقَابِهِ، كَانَتْ تِلْكَ التَّوْبَةُ صَادِقَةً، وَيُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلَاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾. وَاللهُ يَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إِذَا تَابَ، وَلَكِنَّهُ يَغْضَبُ وَيَشْتَدُّ غَضَبُهُ عَلَى مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ، لِأَنَّهُ زَادَ آثَامَهُ إِثْمَاً عَظِيمَاً، وَكَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ، وَهِيَ جَرِيمَةُ الانْتِحَارِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |