الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه الكتابة على الكفن تحرم ولا تجوز شرعاً، لأن الإنسان عندما يوضع في كفنه ثم في قبره فإنه سيبلى ويتفسخ ـ والله تعالى أعلم ـ وتسيل منه تلك النجاسات على الكفن الذي كتب عليه بعض الآيات الكريمة، والصلوات الشريفة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا حرام لا يجوز، لأنه يعرِّض بعض الآيات الكريمة للنجاسات، وكذلك الصلوات الشريفة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وكذلك الحكم بالنسبة لوضع القرآن الكريم في القبر عند دفن الميت، قال تعالى: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب}. وهذا ليس من تعظيم شعائر الله تعالى.
وإذا كان الإنسان حريصاً على أن يكون قبرُه روضةً من رياض الجنة فعليه هو في حياته الدنيا أن يُكثر من تلاوة القرآن العظيم ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بعد الاستقامة على الطاعات وترك المعاصي والمنكرات.
والأكمل من هذا أن يجعل القرآن العظيم في صدره حفظاً على الغيب، وأن يجعل حبَّ الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قلبه، فمن فعل ذلك فإنه إن شاء الله تعالى يكون قبره روضة من رياض الجنة.
وبناء على ذلك:
فهذه الكتابة على الكفن تحرم شرعاً، ولا يجوز أن يكفَّن فيه، ولو أوصى بذلك فهي وصيَّة غير شرعيَّة، وكذلك بالنسبة للقرآن العظيم. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
