فعل الفاحشة مع أحد الشبان وتاب إلى الله تعالى

383 - فعل الفاحشة مع أحد الشبان وتاب إلى الله تعالى

19-06-2007 20 مشاهدة
 السؤال :
قُمْتُ بِالعَمَلِ الفَاحِشِ مَعَ أَحَدِ الشُّبَّانِ لِمَرَّتَيْنِ، وَوَعَدْتُ نَفْسِي بِأَنْ لَنْ أُكَرِّرَهَا مَرَّةً ثَانِيَةً إِنْ شَاءَ اللهُ. أَرْجُو أَنْ تَدُلَّنِي عَلَى مَاذَا أَفْعَلُ كَيْ يُكَفِّرَ اللهُ لِي عَنْ ذَنْبِي، وَجَزَاكَ اللهُ كُلَّ خَيْرٍ. هَذَا أَحَدُ المُحَرَّمَاتِ الَّتِي فَعَلْتُهَا وَإِنْ شَاءَ اللهُ سَوْفَ أَكْتُبُ عَنْ كُلِّ ذُنُوبِي كَيْ تَدُلَّنِي عَلَى الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 383
 2007-06-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

الأَخُ الكَرِيمُ التَّوَّابُ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى.

أَوَّلًا: أُهَنِّئُكَ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، وَأُبَشِّرُكَ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾ وَمِنْ تَكَالِيفِ الإِسْلَامِ التَّوْبَةُ، فَعِنْدَمَا شَرَحَ اللهُ صَدْرَكَ للتَّوْبَةِ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى إِرَادَةِ اللهِ لِهِدَايَتِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى.

ثَانِيًا: اقْرَأْ يَا أَخِي بِتَدَبُّرٍ قَوْلَ اللهِ تعالى في صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

فَإِذَا تُبْتَ إلى اللهِ تعالى مِنْ ذَنْبِكَ، وَجَدَّدْتَ إِيمَانَكَ بِكَثْرَةِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَعَمِلْتَ العَمَلَ الصَّالِحَ بَعْدَ الذَّنْبِ، فَاللهُ تعالى وَعَدَ عِبَادَهُ بِأَنْ يُبَدِّلَ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ.

ثَالِثًا: حَقِّقْ شُرُوطَ التَّوْبَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا الفُقَهَاءُ وَالمُفَسِّرُونَ وَالَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا:

1- الإِقْلَاعُ عَنِ المَعْصِيَةِ مُبَاشَرَةً.

2- النَّدَمُ عَلَى فِعْلِهَا فِي المَاضِي.

3- العَزْمُ عَزْمًا جَازِمًا أَلَّا يَعُودَ لِمِثْلِهَا أَبَدًا.

4- تَرْكُ قُرَنَاءِ السُّوءِ، وَمُصَاحَبَةُ الأَخْيَارِ، وَأُذَكِّرُكَ يَا أَخِي بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟

فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً.

ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟

فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ، فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ.

فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ.

فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ، فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ.

قَالَ قَتَادَةُ: فَقَالَ الْحَسَنُ: ذُكِرَ لَنَا، أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ ـ أَيْ حَمَلَ نَفْسَهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي قَصَدَهَا ـ.

 5- إِذَا كَانَتِ المَعْصِيَةُ تَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ الآخَرِينَ فَيُشْتَرَطُ فِيهَا رَدُّ المَظَالِمِ إلى أَهْلِهَا، أَوْ تَحْصِيلُ بَرَاءَةِ الذِّمَّةِ مِنْهُمْ.

رَابِعًا: لَا تَذْكُرْ مَعْصِيَتَكَ لِأَحَدٍ مَرَّةً ثَانِيَةً، وَاقْبلْ سِتْرَ اللهِ عَلَيْكَ.

خَامِسًا: أَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ، وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَكْثِرْ مِنَ الصَّدَقَةِ، مَعَ حِرْصِكَ عَلَى مُصَاحَبَةِ الأَخْيَارِ، وَحُضُورِ مَجَالِسِ العِلْمِ وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَلَا تَنْظُرْ إِلَى الصُّوَرِ وَالأَفْلَامِ الخَلِيعَةِ.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُلْهِمَنَا جَمِيعًا التَّوْبَةَ الصَّادِقَةَ النَّصُوحَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-12-29
 142
هَلْ مِنْ حَرَجٍ في حَدِيثِ الشَّبَابِ مَعَ الشَّابَّاتِ عَلَى أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كِتَابَةً فَقَطْ، دُونَ صَوْتٍ وَصُورَةٍ؟
رقم الفتوى : 12881
 السؤال :
 2023-07-13
 478
أَنَا شَابٌّ في العِشْرِينَاتِ مِنْ عُمُرِي، أَعْمَلُ في مُؤَسَّسَةٍ، تَعَرَّفْتُ عَلَى فَتَاةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، حَتَّى أَصْبَحْنَا لَا نَسْتَطِيعُ فِرَاقَ بَعْضِنَا، وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ عَامٌ كَامِلٌ، وَأَكَادُ أَنْ أَفْقِدَ عَقْلِي مِنْ هَذِهِ الجَرِيمَةِ التي وَقَعْتُ فِيهَا، فَمَاذَا أَصْنَعُ؟
رقم الفتوى : 12643
 السؤال :
 2023-02-02
 669
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 487
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1597
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 850
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413283421
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :