الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
المرأة التي طلقت عند القاضي طلقة بائنة وجب عليها أن تعتد في بيت الزوجية فور صدور الطلاق إذا لم يكن قابلاً للطعن، فإن كان الطلاق قابلاً للطعن فالعدة لا تبدأ إلا بعد مضي مدة فترة الطعن ولم يطعن الزوج، فإن طعن الزوج فالعدة لا تبدأ إلا بعد صدور قرار محكمة النقض، فإذا صدق القاضي في محكمة النقض قرار الطلاق الصادر من المحكمة الشرعية عندها يقع الطلاق وتبدأ عدتها من تاريخ تصديق قرار الطلاق. وإذا وقع الطلاق وبدأت العدة حرم على المرأة الخروج من بيت الزوجية أثناء فترة العدة، وذلك لقول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} ولقوله تعالى: {أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم} والأمر بالإسكان نهي عن الإخراج والخروج. وأما إذا شعرت بالضيق أثناء فترة العدة فعلاج هذا الضيق لا يكون بالخروج إلى مطعم أو نزهة أو زيارة أحد من المحارم أو النساء، إنما يكون العلاج بكثرة ذكر الله تعالى والتسبيح، وذلك لقول الله تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} فالله أمر بالتسبيح والحمد، وكثرة السجود، ودوام العبادة. وإذا ما أكثرت من التسبيح وخاصة التسبيح الذي علمنا إياه مولانا في القرآن العظيم حكاية عن سيدنا يونس عليه السلام، وذلك بقول: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} ووعد الله تعالى لا يخلف. وبناء عليه: لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت الزوجية أثناء فترة العدة إلا لأمر ضروري، وعليها بكثرة ذكر الله والتسبيح. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
